"غلوبال تايمز": اليابان تحتاج لهزة قوية كي تعود لرشدها

قد تتشكل الآن فرصة نادرة لقوى اليمين الياباني للسعي إلى التخفيف من قيودها العسكرية وإعادة تشكيل مكانة اليابان في آسيا.

  • يقوم السياسيون اليمينيون بتعبئة الرأي العام الياباني ضد الصين.
    يقوم السياسيون اليمينيون بتعبئة الرأي العام الياباني ضد الصين.

انتقدت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية في افتتاحيتها الموقف الياباني الجديد بشأن تايوان واعتبرته مهدداً للعلاقات الصينية اليابانية. وقالت الصحيفة إن وسائل الإعلام اليابانية ذكرت أن الحكومة اليابانية تدرس تمركز مسؤول في وزارة الدفاع اليابانية في جزيرة تايوان لأول مرة بداية هذا الصيف.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة اليابانية والحزب الديمقراطي التقدمي كانت استجابتهما منخفضة المستوى بشكل غير عادي، إذ يبدو أن كلاهما لديه أجندة خفية. ينبغي أن تشرح اليابان للصين تحركاتها الأخيرة المتعلقة بتايوان، بما في ذلك هذا الخبر.

يوم أمس الثلاثاء، تحدث يانغ جيتشي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية، عبر الهاتف مع الأمين العام لأمانة الأمن القومي الياباني، اكيبا تاكيو. وقال يانغ إن "القضايا القديمة والجديدة في الوقت الحاضر متشابكة في العلاقات الصينية اليابانية ، ولا يمكن تجاهل الصعوبات والتحديات". وتم استهداف هذه الخطوط بشكل واضح وأصبح العدوان والاستفزاز اليابانيان المتصاعدان تجاه قضية تايوان تهديداً رئيسياً للعلاقات الصينية اليابانية.

وأضافت الصحيفة أنه إذا أرسلت اليابان مسؤولاً دفاعياً للخدمة الفعلية إلى تايوان، فإنها في الواقع ستكسر إطار عمل ما بعد الحرب لعلاقات اليابان مع تايوان، وسترد الصين بقوة. وبحسب النسخة الصينية من  وكالة أنباء كيودو اليابانية يوم الاثنين، فقد قررت وزارة الدفاع اليابانية إنشاء مركز قيادة موحد جديد وإدارة موحدة لقوات الدفاع الذاتي البرية والبحرية والجوية، وهو ما يُنظر إليه كذلك على أنه تحرك موجّه "للتعامل مع الصين ". وبالنظر إلى التصريحات العلنية لرئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي بأن "حالة الطوارئ في تايوان هي حالة طوارئ يابانية" وأن "على اليابان والولايات المتحدة وحلفاء آخرين خلق موقف يجبر الصين على التخلي عن الاستيلاء على تايوان بالقوة"، يمكن رؤية أن خطاب هذا السياسي الياباني اليميني السابق بشأن مسألة تايوان ينعكس تدريجياً في سياسة الحكومة اليابانية الحالية تجاه جزيرة تايوان.

ورأت "غلوبال تايمز" أنه من خلال تعبئة السياسيين اليمينيين اليابانيين للرأي العام الياباني، فقد يتشكل وينمو "إجماع" خطير للغاية في المجتمع الياباني، كما أن قوى اليمين تنتهز الفرصة للتخلص من الضوابط والتوازنات. ربما تشكل الآن "نافذة" نادرة بالنسبة لقوى اليمين الياباني، أو حتى "الفرصة الأخيرة" لليابان للسعي إلى التخفيف من قيودها العسكرية وإعادة تشكيل مكانة اليابان في آسيا. 

وتابعت الصحيفة: لذلك أصبح التلاعب بقضية تايوان أكثر إلحاحاً من ذي قبل، وجرى الانتقال من الإجراءات المؤقتة إلى الأنشطة شبه المفتوحة، بل وفي بعض الأحيان تم التخلي عن "الاختباء" التكتيكي أو "الغموض". تحاول القوى اليمينية اغتنام كل "فرصة" وليس الصراع بين روسيا وأوكرانيا استثناءً. فوفقاً لوسائل الإعلام اليابانية، كانت اليابان والصين في "معسكرين متعارضين" في الصراع الروسي الأوكراني، وقررت اليابان اتخاذ خطوة إلى الأمام بشأن مسألة تايوان من دون التفكير كثيراً في مشاعر الصين. هذا بالفعل يكشف تماماً (خلفية الأمر). 

وقالت الصحيفة إن "اليابان تقوم فعلياً بأمر يهدد المصالح الوطنية الأساسية للصين، ولن تظل الصين غير مبالية. يجب أن نذكّر اليابان بما تعنيه هذه الخطوة. إن مسألة تايوان شأن داخلي للصين. إذا أراد شخص خارجي التدخل، فسوف نكسر ساقه". بل إن اليابان تتصرف بشكل أكثر عدوانية من الولايات المتحدة في مشاركتها في قضية تايوان، والتي قد تنبع أو لا تنبع بالكامل من تشجيع واشنطن. إن النزعة العسكرية اليابانية، التي تم إغلاقها منذ نصف قرن، آخذة في الارتفاع. ومن الضروري لقوى آسيا والمحيط الهادئ أن توجه ضربة قوية لليابان، حتى تعود إلى رشدها. في النهاية، سيكون هذا أمراً جيداً لليابان.

وختمت الصحيفة الصينية بالقول: جدير بالذكر أن اليابان مسؤولة عن جرائمها التاريخية في آسيا. إن مجرد وجود مسألة تايوان مرتبط بـ"البذور الكارثية" التي زرعتها النزعة العسكرية اليابانية، لكن ما يروّج له السياسيون اليابانيون اليمينيون اليوم هو فعل يغذي بشكل خطير غطرسة القوى الانفصالية الساعية إلى "استقلال تايوان".. فإذا ربطت اليابان استراتيجيتها بإحياء النزعة العسكرية، فسيكون ذلك بمثابة القفز في قارب مثقوب بينما تأمل في الصعود إلى الشاطئ قبل غرق القارب.

نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت