"إزفيستيا": بيلاروسيا ومرحلة الأسلحة النووية التكتيكية

روسيا لديها فرصة لضرب أهداف أبعد من تلك التي كانت تغطيها الصواريخ لو أطلقت فقط من أراضي منطقة كالينينغراد، والحديث يدور تحديدًا عن اتجاه الجنوب الغربي.

  • بيلاروسيا: مرحلة الأسلحة النووية التكتيكية
    بيلاروسيا: مرحلة الأسلحة النووية التكتيكية

يتحدث الخبير العسكري أندريه فرولوف في صحيفة "إزفستيا" المسكوبية عن تبعات نشر الاتحاد الروسي أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا. 

فيما يلي نص المقال كاملاً منقولاً إلى العربية:

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 25 آذار/ مارس عن نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا. ووفقًا له، ساهمت روسيا بالفعل في إعادة تجهيز بعض الطائرات البيلاروسية لاستخدامها، ونقل أنظمة صواريخ إسكندر، واعتبارًا من 3 نيسان/ أبريل، تبدأ في تدريب الأطقم. وبحلول الأول من تموز/ يوليو، سيتم الانتهاء من بناء منشأة تخزين للأسلحة النووية التكتيكية. كيف سيغير ظهورها في بيلاروسيا ميزان القوى؟

كان فلاديمير بوتين قد أشار قبل ذلك إلى أن روسيا لا تنقل أسلحة نووية إلى حليفتها، لكنها تفعل ما تفعله الولايات المتحدة نفسها منذ عقود. وهذا هو المنطق نفسه الذي تتبعه الولايات المتحدة، التي تمكن للطائرات المقاتلة لحلفائها أيضًا استخدام الأسلحة النووية. لهذا الغرض، تجهيز بعض الطائرات بالبرامج المناسبة، ويخضع الطيارون بانتظام للتدريب المطلوب. في الوقت نفسه، تضمن الولايات المتحدة سيطرتها على الذخيرة. وعلى ما يبدو، ستفعل روسيا الأمر عينه مع نشر الأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروسيا. بعض الطيارين البيلاروسيين يتعلمون بالفعل كيفية استخدامها، وستخضع الطائرات للتجهيز المناسب.

من وجهة نظر عسكرية، المنطق بسيط للغاية: عبر نقل قواعد تخزين الأسلحة النووية التكتيكية، في حال استخدامها من قبل القوات المسلحة البيلاروسية أو الروسية، سنكون قادرين على زيادة منطقة تغطية صواريخ إسكندر بشكل كبير عمليًا وتكتيكيًا. تتسع منطقة التغطية إلى أراضي جمهورية التشيك وسلوفاكيا وكل بولندا تقريبًا، وربما الجزء الشرقي من ألمانيا. هذا يغير كل شيء بشكل كبير. بمعنى ما، يمكن تحييد البنية العسكرية البولندية. يتضح الآن أن بولندا مغطاة من جانبين: من منطقة كالينينغراد شمالًا، ومن الشرق. في حال حدوث نزاع ما، سيكون من الصعب على البولنديين بناء نظام دفاع جوي. وعلى الأرجح، الآن سوف ينهمكون في تطوير أنظمة الدفاع الجوي بنشاط.

بالنسبة للقيادة العسكرية السياسية الروسية، ستكون هذه حجة إضافية في حال تصعيد محتمل للوضع. إن وجود منشأة تخزين وطيارين بيلاروسيين مدربين مزودين بطائرات لا يعني أنه سيتم استخدام أسلحة نووية تكتيكية. ولكن في حال حدوث أي أعمال عدائية من جانب الناتو، خاصة في أوكرانيا، والتي يمكن أن تؤدي إلى صدام عسكري مباشر، يمكن للقيادة الروسية استخدام الخيار النووي كجزء من الردع. على الأقل على مستوى التصريحات.

والأهم من ذلك أننا نرى أن بيلاروسيا أصبحت مندمجة تمامًا في التطوير العسكري الروسي. وليس فقط من حيث الأسلحة التقليدية، ولكن أيضًا من حيث عناصر قوات الردع النووي الروسية. هذا حدث غير مسبوق في تاريخ روسيا. في الاتحاد السوفياتي، خلال حقبة حلف وارسو، تم السماح باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية من قبل الحلفاء. لذا ها نحن نعود إلى الماضي. أما بالنسبة لأمن بيلاروسيا، فإن الاتفاق ينص على الحالات التي يمكن فيها لروسيا استخدام الأسلحة النووية، ومن بينها حماية حلفائها. إن نشر الأسلحة النووية التكتيكية في هذا البلد يزيد من أمنه، لأن الجميع يرى أن هذا العنصر ليس نوعاً من الخداع.

ويوجد عامل آخر، يتمثل في زيادة عدد شركات النقل في قطاع الطيران البيلاروسي، ونحصل على سرب آخر يمكنه استخدام الأسلحة النووية التكتيكية. بالإضافة إلى ذلك، تلقت بيلاروسيا بالفعل مجموعة من أنظمة الصواريخ التشغيلية والتكتيكية، والتي يمكنها أيضًا استخدام الأسلحة النووية.

ما الجواب الذي يمكن أن يأتي من الناتو؟ لا أستبعد أن الولايات المتحدة قد تزيد عدد القنابل المتساقطة في قواعدها في أوروبا. وإلى جانب ذلك، كان البولنديون يطالبون منذ مدة طويلة بوضع أسلحة نووية أمريكية في بولندا، حتى يتمكن طياروها من استخدامها. من الممكن أن تتم مناقشة هذا الخيار علنًا.

بإيجاز، يمكننا أولا، القول إن روسيا لديها فرصة لضرب أهداف أبعد من تلك التي كانت تغطيها الصواريخ لو أطلقت فقط من أراضي منطقة كالينينغراد، والحديث يدور تحديدًا عن اتجاه الجنوب الغربي. ثانيًا، يتعزز اندماج بيلاروسيا في الآلة العسكرية الروسية. ثالثًا، يتعزز أمن حليفتنا من خلال إظهار نياتنا. وإلى جانب ذلك، فإن أسلحتنا النووية التكتيكية تحظى بمرونة إضافية. يؤدي ظهور مستودع جديد على أراضي بيلاروسيا إلى زيادة انتشارها، كما يزداد التنوع في استخدام الأسلحة النووية التكتيكية الروسية.

نقلها إلى العربية: عماد الدين رائف