"الغارديان": كيف تركت الخارجية البريطانية مراسلاً أفغانياً في قبضة طالبان
إن أكثر ما كان "يؤلم القلب" هو معرفة أن فهيم وعائلته كانوا مقتنعين باتصالاتهم مع الخارجية البريطانية بأنهم سيغادرون.
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها إن فهيم، الصحافي الذي عمل مع مؤسسات إعلامية بريطانية، كان واحداً من آلاف الأفغان الذين اتصلوا بمكتب الخارجية والكومنولث والتنمية البريطاني (FCDO) لمساعدته في الهروب من أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد هذا الصيف.
وتم اخبار فهيم أنه سُمح له بالسفر مع عائلته إلى المملكة المتحدة، وكان واحداً من الكثيرين الذين تخلفوا عن الركب لأن المساعدة الموعودة من بمكتب الخارجية والكومنولث لم تتحقق.
فهيم، الصحافي البنجشيري، لم ينم في المنزل نفسه لأكثر من ليلتين متتاليتين منذ استيلاء طالبان على السلطة قبل أربعة أشهر، خوفاً على حياته.
وقد أخبرت ليزلي نوت مخرجة الأفلام الوثائقية، التي كانت تحاول مساعدة فهيم على مغادرة أفغانستان، الغارديان تفاصيل ما حدث.
وقالت نوت إنه في 18 آب / أغسطس الماضي [في خضم أزمة إخلاء الجنود والرعايا الغربيين من أفغانستان]، سُئلت عن أسماء الصحافيين الذين عملوا مع وكالات الأنباء البريطانية حتى يمكن إدراجهم في بيان الإخلاء. وتم إدراج فهيم وزوجته وأطفاله التسعة في هذه القائمة التي تم تقديمها إلى مكتب الخارجية البريطانية. وسرعان ما تلقى أخباراً تفيد بأنه قد تم قبوله أمنياً وأنه يجب عليه حزم حقائبه، وإبقاء هاتفه مشحوناً والاستعداد للمغادرة في أي لحظة.
وأضافت: "لم تأتِ أي مكالمة هاتفية قط. المحاولات المتكررة للوصول إلى مكتب الخارجية والكومنولث لم تجدِ".
وبعد الاتصال الأولي عبر البريد الإلكتروني مع المسؤولين البريطانيين في بداية أزمة الإجلاء، قال فهيم إنه لم يسمع منهم شيئاً. وأضاف: "سألوا عني. عن ظروف العيش في كابول وما هي مشاكلي. لقد مر وقت طويل الآن. كانوا على اتصال منذ شهرين. منذ ذلك الحين لم أسمع شيئًا. حاولت عدة مرات الاتصال بهم".
وقالت نوت إن أكثر ما كان "يؤلم القلب" هو معرفة أن فهيم وعائلته كانوا مقتنعين باتصالاتهم مع الخارجية البريطانية بأنهم سيغادرون. حتى أنهم اتصلوا بها ليسألوها عن أفضل طريقة للاستعداد للمغادرة.
وأضافت: "أراد أن يعرف كمية الطعام التي يجب أن يحضروها للأطفال وكيفية تأمين منزلهم.. لذلك كان الأمر محبطاً لهم بشكل مدمر".
وقالت الصحيفة إنه بالنسبة للكثيرين الآخرين الذين عملوا بشكل وثيق مع الغرب والمنظمات الغربية، كانت القصة مماثلة. قالوا إنهم سُمح لهم بالسفر، لكنهم قالوا إنهم لم يتلقوا أي رد من المسؤولين البريطانيين سواء بتفاصيل التنسيق للوصول إلى المطار ورحلات الإجلاء، أو لاحقًا بعد انتهاء الرحلات الأخيرة. وبينما تمكن البعض من شق طريقهم إلى باكستان والرحيل بهذه الطريقة، ظل كثيرون آخرون محاصرين في أفغانستان.
صحافي أفغاني آخر، سُمح له بالمغادرة إلى المملكة المتحدة مع عائلته، مثل فهيم، أرسل رسالة، اطلعت عليها الغارديان، بعد مغادرة آخر رحلة بريطانية، يقول فيها إنهم ببساطة تُركوا لمصيرهم وهم يطلبون المساعدة. لكن هذا الصحافي قد تمكن بجهوده الذاتية من مغادرة البلاد.
نقله إلى العربية: الميادين نت