الحدود البولندية البيلاروسية صندوق بارود
حتى الآن يمتنع حلف "الناتو" عن الانخراط في الحرب مع روسيا بشكل مباشر، ويكتفي بدعم كييف بالسلاح والعتاد والمال وفي المعلومات العسكرية، في حين تنحرف الأمور على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، التي نشرت فيها موسكو منذ فترة أسلحة نووية تكتيكية.
تحدث الكاتب تيد سنايدر في مقال نشره موقع "responsible statecraft" عن التطورات التي تشهدها الحدود البيلاروسية البولندية، حيث تزداد الحشود العسكرية.
وفيما يلي النص مترجماً إلى العربية
كان ولا يزال الخطر الأكبر للحرب في أوكرانيا، هو التهديد باستخدام الأسلحة النووية والانجرار إلى حرب عالمية ثالثة. مع أن الرئيس الأميركي جو بايدن، يكرر بأن ذلك لن يحدث. هذا لا يعني أنّ الخسائر الفادحة في الأرواح والبنى المادية غير محسوبة، لكنها تبقى أقل من الجحيم الذري.
حتى الآن يمتنع حلف "الناتو" عن الانخراط في الحرب مع روسيا بشكل مباشر. ويكتفي بدعم كييف بالسلاح والعتاد والمال وفي المعلومات العسكرية، في حين تنحرف الأمور على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، التي نشرت فيها موسكو منذ فترة أسلحة نووية تكتكية.
كذلك، بدأ الجيش البيلاروسي والقوات الخاصة تدريبات على طول الحدود مع عضوي حلف "الناتو"، بولندا وليتوانيا، بالإضافة إلى حضور وتواجد قوات "فاغنر" الروسية. وعلى الجانب البولندي، تزيد القوات العسكرية من حشودها على التوالي، معتبرة أن التحرك البيلاروسي يهدف لزعزعة الجناح الشرقي للحلف الأطلسي.
في غضون ذلك، اتهم البولنديون بأن طائرات هليكوبتر عسكرية بيلاروسية، قامت بانتهاك المجال الجوي البولندي الأسبوع الماضي. ونفت بيلاروسيا ذلك، واتهمت بولندا باختلاق الحادث لتبرير حشد قواتها على الحدود. ودعت وزارة الخارجية البيلاروسية الجانب البولندي، إلى عدم تصعيد الموقف وعدم استخدام الأحداث الثانوية لعسكرة المنطقة بين البلدين.
مع ذلك، تتصاعد التوترات بدرجة لأن تشعل قشة صغيرة صندوق المتفجرات الكبير. الحماس البولندي لتسخين الموقف عبر عنه وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشزاك في الأسبوع الماضي، بأن جنوده يمكنهم استخدام السلاح في حالات معينة، لم يحدد طبيعتها. وتدرس بولندا حالياً إغلاق حدودها مع بيلاروسيا جزئياً بسبب القلق من أن مقاتلي فاغنر قد يعبرون إلى بولندا متنكرين في زي مهاجرين أو يستخدمون اللاجئين للقيام باستفزازات. روسيا، من جانبها تحذر من الهجمات البولندية بحجة الاستفزاز البيلاروسي. وقال الرئيس الروسي فلاديميربوتين: إن "شن عدوان على بيلاروسيا يعني شن عدوان على الاتحاد الروسي،وسنرد على ذلك بكل الموارد المتاحة".
يمكن تصور أن هذا المستوى من الرد الروسي المحتمل، سيؤدي إلى مواجهة نووية، حتى اللحظة وبناء على المعلومات المحدودة المتاحة، لا يعتقد الخبراء أن أياً من الجانبين يريد اتخاذ الخطوة الأولى. وقال ألكسندر هيل، أستاذ التاريخ العسكري في "جامعة كالغاري"، يبدو من غير المرجح أن تقوم "فاغنر" في أي نوع من التوغلات إلى الأراضي البولندية من بيلاروسيا. كذلك رأى أناتول ليفين، مدير "البرنامج الأوراسي في معهد كوينسي"، أن بولندا لن تقوم على الأرجح "بالخطوة الأولى، لأن هذا لن يحظى بشعبية كبيرة في معظم دول حلف "الناتو".
من الصعب رؤية بولندا تفعل أي شيء دون الدعم الكامل والضوء الأخضر من الولايات المتحدة. إن التحرك البولندي ضد بيلاروسيا سيعني الحرب مع روسيا، وهذا لن يكون في مصلحة بولندا ولا
لا شك، أن هناك مثبطات لكلا الجانبين للضرب أولاً، ولا يسعنا إلا أن نأمل ألا يؤدي سوء التواصل أو وقوع حادث أو شرارة أخرى إلى اتخاذ إجراءات متهورة، من قوتين تصوبان الآن أسلحة فتاكة على بعضهما البعض عبر أميال من الحدود.