اغتيال داريا دوغين وحرب الولايات المتحدة و"الناتو" في أوكرانيا
يتناول الكاتب في موقع "world socialist web site" مقتل داريا دوغين إبنة المفكر الروسي ألكسندر دوغين، ويقول إنّ اغتيالها كان جريمة سياسية، تحمل بصمات واشنطن، وهي جريمة محسوبة لإثارة حرب أوسع.
قال موقع "الويب الاشتراكي العالمي"، "world socialist web site" " إنّ داريا دوغين، إبنة المفكر الروسي ألكسندر دوغين، قتلت في انفجار مفخخ بسيارتها على طريق سريع غربي العاصمة الروسية موسكو. وذكرت وسائل إعلام روسية أنه يُعتقد أنّ المفكر الروسي كان الهدف المقصود للعملية التي أودت بحياة ابنته.
وقال الكاتب جوزيف سكاليس، في الموقع إنه في غضون ساعات من الهجوم، سارعت وسائل الإعلام الأميركية إلى نفي الاستنتاج الواضح بأنّ هذا الاغتيال مرتبط بالحرب المستمرة بين الولايات المتحدة وروسيا في أوكرانيا.
وسارعت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى طمأنة قراءها بأنه لا يوجد دليل على أنّ الهجوم مرتبط بالحرب في أوكرانيا. يا لها من كذبة سخيفة!.. فالاغتيال يحمل رائحة كريهة، صادرة من الشرطة السرية الأوكرانية، ومسؤوليهم في وكالة المخابرات المركزية الأميركية.
الدلائل التاريخية والمنطقية تقود جميعها إلى الاستنتاج الحتمي، بأنّ اغتيال دوغين كان جريمة سياسية، تحمل بصمات واشنطن، وهي جريمة محسوبة لإثارة حرب أوسع.
إنّ تورط واشنطن في مثل هذا السيناريو ليس مقبولاً فحسب؛ إنها فرضية سياسية صحيحة، و لا تحتاج إلى تثبت ما لم يظهر ما يخالفها. فالتاريخ الحافل للإمبريالية الأميركية هو واحد من الاغتيالات والحروب التي حرضت عليها وكالات الاستخبارات الأميركية.
قبل الجريمة بأربعة أيام، كانت صحيفة "التايمز" تصف بحماس أساليب الاغتيال وتفجير السيارات التي تستخدمها القوات السرية الأوكرانية. وأفادت الصحيفة كيف سيتسلل الأوكرانيون إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا لزرع متفجرات و"اغتيال المسؤولين".
وذكرت الصحيفة أنّ التفجيرات كانت تهدف إلى "إرسال إشارة للمانحين الغربيين بأنّ أوكرانيا تحشد الموارد بنجاح في الحرب".
أوكرانيا لن تفعل أي شيء قد يعرض الدعم الأمريكي للخطر. الصراع في أوكرانيا هو حرب تديرها وكالة المخابرات المركزية ويمولها البنتاغون. السؤال الذي طرحه تفجير سيارة داريا دوغين في موسكو يتمحور حول الدور الذي لعبته واشنطن في هذا الحدث؟
لقد راكمت واشنطن الاستفزاز فوق الاستفزاز ضد روسيا، كل منها، مدروس لغاية توسيع الحرب وضمان استمرارها. وتزامن الاغتيال مع الهجمات الأوكرانية على قاعدة عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم، هو ثمرة تصعيد للسياسات الأميركية المتواصلة في تأجيج الحرب.
أيّ انتقام كبير من جانب روسيا للاغتيال الأخير، بالإضافة إلى سلسلة من الهجمات على شبه جزيرة القرم، سيتم إدانته على الفور باعتباره "غير مبرر"، ويستخدم كذريعة لتدخل جسدي أكبر وغير مقنع لأفراد الناتو في الحرب.
ما الوسيلة الأفضل من إجبار بوتين على الانتقام، وجعله يبدو مذنباً لتصعيد الصراع؟ استراتيجية الولايات المتحدة تصعيد من خلال الاستفزاز.
الحسابات المتهورة تدفع الإمبريالية الأميركية نحو أهدافها الاستراتيجية عبر توسع الصراع في أوكرانيا، مستخدمةً الاستفزاز كمبدأ أساسي مثل زيارة نانسي بيلوسي الآستفزازية إلى تايوان، وكما تفعل السيارات المفخخة للقوات السرية الأوكرانية في الداخل الروسي.
وما عملية الآغتيال سوى محاولة أميركية مكشوفة لإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على الانتقام لاستهداف دوغين، في غاية لومه لاحقاً على تصعيد الحرب وتوسيعها.
منذ بداية الحرب الأوكرانية، تسعى الولايات المتحدة إلى صبّ الوقود فوق احتمال نشوب حرب عالمية، يتزايد خطر وقوعها كل يوم.