"إسرائيل هيوم": سياسة بينيت – لابيد مع الولايات المتحدة فشلت
صحيفة "إسرائيل هيوم" تتحدث عن فشل سياسة رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد بشأن الاتفاق النووي، وأثر ذلك على الأمن القومي الإسرائيلي.
كتب الصحفي آرييل كاهانا مقالاً في صحيفة "إسرائيل هيوم" تطرّق فيه إلى المواقف التي اتخذها رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد تجاه السعي الأميركي للتوصّل إلى اتفاق نووي مع إيران، وإزالة حرس الثورة الإيراني عن لائحة الإرهاب، معتبراً أنّ سياستهما جعلت "الأمن القومي الإسرائيلي" يتلقّى صفعةً مدوية.
وهذا نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
مهما كان مبرراً، الهجوم الفظ من رئيس الحكومة نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد على إدارة الرئيس الأميركي بايدن، هو اعترافٌ منهما بفشل سياستهما.
انقلب بينيت ولابيد، في سابقة، ضد إدارة بايدن، واتهماها عملياً بالتخلّي عن "إسرائيل".
"محاولة إلغاء تصنيف حرس الثورة الإيراني منظمة إرهابية، هي إهانة للضحايا ومحو لواقعٍ موثّق.. نؤمن بأنّ الولايات المتحدة لن تتخلى عن أقرب شريكاتها مقابل وعودٍ فارغة من إرهابيين"، صاغ الاثنان عباراتهما بأسلوبٍ حتى بنيامين نتنياهو لم يسمح لنفسه به.
بالفعل، النية الأميركية لإزالة حرس الثورة عن قائمة المنظمات الإرهابية هي عار أخلاقي.
بايدن وبلينكن، اللذان وعدا باتفاقٍ نووي "أطول وأقوى وأوسع"، يصلان إلى النتيجة المعاكسة؛ اتفاق ضعيف وقصير يمنح الإيرانيين مقابلاً لا يمكن تصوره، وهنا يمكن القول إنّ صرخة بينيت ولابيد جاءت في محلها.
لكن نفس كلام بينيت ولابيد يفيد بأنّ سياستهما انهارت. منذ إقامة الحكومة تكلّم الاثنان عن العلاقات الممتازة مع بايدن، وقالا إنّ التعاطي الإيجابي للقدس مع واشنطن يقود إلى تحسينات في الاتفاق النووي، لذلك هو أكثر نجاعة من مقاربة المناكفة من نتنياهو.
عموماً، منذ 13 حزيران/يونيو الماضي، تكلّم المسؤولان عن صفحة جديدة وإزالة الترسبات، وأكّدا أنهما يتغلبان داخل الغرف المغلقة على الخلافات مع الإدارة.
ومع وصول لحظة الحقيقة، تبيّن أنّ كل ذلك كلام فارغ، إذ إنّ اتفاقاً نووياً على وشك أن يُوقّع بخلاف موقفهما، بل ويتضمن أموراً مقابلة لا يمكن تصورها لصالح الإيرانيين.
برأي بينيت ولابيد الوضع خطير إلى حد أنّهما يضطران لاستخدام خطابٍ أشد من خطاب نتنياهو ضد الإدارة، أي يتبنيان السياسة التي انبريا ضدها.
بينيت ولابيد قاما بجولاتٍ لا تنتهي في الاستديوهات، بزعم أنّ نتنياهو سمّم العلاقات مع الولايات المتحدة، بسبب حملته من الضغوط الدولية ضد الاتفاق النووي.
وها هما، فيما المسؤولية على عاتقهما، يتبنيان سياسة مشابهة (لكن بفارقٍ واحدٍ كبير: ناس أقل يعرفونهما في أميركا).
وعد بينيت ولابيد بأنّ كل شيء معهما سيكون مختلفاً، وأنّهما سيعرفان كيف يجلبان إدارة ديمقراطية إلى المكان الصحيح. وها هما بقيا من دون شيء من كافة الجهات. سكتا للإدارة طوال المدة، ثم في النهاية يتواجهان معها بفظاظة، وأيضاً يحصلان على اتفاقٍ مشين.
المصيبة الكبرى هي أنّه ليس بينيت ولابيد فقط من تلقيا صفعةً مدوية، بل الأمن القومي لـ"إسرائيل"، لأن السياسة الأميركية هي بالفعل "التخلّي عن أقرب الحلفاء مقابل وعودٍ فارغة من إرهابيين".