في اليوم العالمي للطفل.. من مزارع الكاكاو إلى فلسطين
"يوم الطفل العالمي" يذكّر بالعالم الرأسمالي المتوحش وجذره "التوراتي"، وتعبيراته الإقطاعية القديمة في أوروبا كما عند العثمانيين، واستمرار ذلك ضد الأطفال في كل العالم.
يذكرنا "يوم الطفل العالمي" بالعالم الرأسمالي المتوحش وجذره "التوراتي"، وتعبيراته الإقطاعية القديمة في أوروبا كما عند العثمانيين، واستمرار ذلك ضد الأطفال في كل العالم، ابتداء من فلسطين إلى اليمن إلى تجار الأعضاء البشرية، إلى قاطفي الكاكاو في المزارع الرأسمالية:
1- من التاريخ العثماني الإقطاعي، نعرف أن هذا التاريخ قام على الإنكشارية، وغالبيتهم كانوا ممن يعرف بـ"ضريبة الأطفال" التي كان يفرضها العثمانيون على الشعوب المغلوبة وخاصة في البلقان، إذ كان الولاة العثمانيون يخصصون يوماً في أسواق الغنم والمواشي لجمع طفل من كل عائلة، وكانت العائلات تودّع أطفالها في نحيب جماعي، تحت أسواط الفرسان الذين كانوا يسوقون الأطفال خلف الخيل قبل أن يضعوهم في معسكرات خاصة ويغيّروا أسماءهم ويختنوهم
2- من تاريخ الحملات الصليبية، حملة الأطفال التي ضمت عشرات الآلاف منهم، وخاصة من فرنسا وبريطانيا، وقد مات معظمهم على الطريق، وبيع الباقون عبيداً في سوق النخاسة.
3- من العالم الرأسمالي الإجرامي المعاصر وليبراليته المتوحشة، وفي تقرير لمجلة "المانيفستو" الإيطالية حول أفريقيا وأميركا اللاتينية، أن الأطفال كانوا يعملون في مزارع الكاكاو في ظروف مخزية، حبة موز واحدة في العاشرة صباحاً، ووجبة ذرة في التاسعة مساء، وغالبا ما يكونون عرضة لشتى أنواع العنف، ويجبرون على تناول المخدرات ويتعرضون للاغتصاب، وينامون في ظروف وأمكنة تشبه الحظائر ومن دون أسرّة أو حمامات.
وتقول مسؤولة المنظمة التي تعمل في إحدى الدول الأفريقية، إن أرباب العمل الرأسماليين وبالتواطؤ مع قوات الشرطة يقومون بتهريب هؤلاء الأطفال في شاحنات خاصة لنقل الموتى، كلما شعروا أو عرفوا بوجود هيئات دولية للتحقيق في هذه الحالات.
4- يشار كذلك إلى اختطاف الأطفال، وخاصة في مناطق تسيطر عليها العصابات الإجرامية والتكفيرية، وتقطيعهم وبيعهم كأعضاء بشرية.
5- في كتاب "السر الأكبر" للكاتب البريطاني ديفيد ايكيه، معلومات مرعبة عن برامج تقوم بها المخابرات الأميركية للسيطرة على العقل من خلال مختبرات تشبه مختبرات الفئران، خاصة بالأطفال الذين يجري اختطافهم من الملاجئ وشوارع المشردين، للغاية المذكورة، كما لتلبية غرائز شاذة لسياسيين ورجال أعمال ولاهوت، ويجري التخلص من الأطفال الزائدين عن الحاجة بوضعهم في أقفاص كهربائية. وبوسع المهتمين أكثر العودة إلى الفيلم الأميركي، شرف ستيفن، الذي يعالج قضية التحرش بالأطفال في أميركا مقابل الزبدة.
6- أطفال العراق الذين أبادهم الطيران الأميركي والبريطاني والأطلسي عموماً باليورانيوم المنضب، وأكمل عليهم التكفيريون بالسيارات المفخخة والبلطات.
7- أطفال اليمن يقضون نحبهم بالعشرات بين التجويع وقصف الطائرات.
8- أطفال مخيمات اللجوء السورية وهم يموتون وقوفاً من شدة البرد، أو يساقون إلى معسكرات الإرهابيين لتجنيدهم.
ومن ينسى:
9- أطفال فيتنام الذين وثق المخرج الأميركي كوبولا في فيلم "القيامة الآن" إبادتهم بصورة وحشية، إذ كانت الطائرات الأميركية تقصف القرى وتقتل الجميع على أنغام موسيقى "فاغنر".
10- أطفال اليابان الذين حرقتهم الطائرات الأميركية بالقنابل الذرية.
11- أطفال مزارع الكاكاو الرأسمالية، يشيخون قبل الأوان ويموتون قبل الثلاثين.
12- الأطفال العمال الذين كانوا يسقطون في ماكينات اللحم الجبارة، ويصبحون جزءاً من المرتديلا، كما في رواية "الغاب" للروائي الأميركي سنكلير.
13- أطفال الهنود الحمر الذين كانت الشركات الأميركية تنظم الرحلات لاصطيادهم عبر نوافذ القطارات وقتلهم مع الحيوانات.
14- أطفال أفريقيا الذين كانت الشركات الرأسمالية الأوروبية تخطفهم وتبيعهم في أسواق النخاسة، ويجبرون على العمل في ظروف شاقة حتى الموت.
أطفال فلسطين
إلى جانب الرأسمالية المتوحشة وأساليبها الإجرامية السابقة الذكر ضد النساء الفقيرات في الأردن، ثمة ظاهرة لا تقل إجراماً عنها ينفذها وجه آخر من وجوه هذه الرأسمالية، وهو الوجه الصهيوني وأدواته وأساليبه القذرة في التعاطي مع أطفال في عمر الورود في فلسطين.
فمن بين مليون حالة اعتقال وتوقيف تعرض لها الفلسطينيون بين 1967 و2020 هناك خمسون ألف طفل تعرضوا للاعتقال وفق الأوامر العسكرية الصهيونية، رقم 101 و132 والتي تتيح لجنود العدو اعتقال الأطفال لمدد تصل إلى عشر سنوات بتهم مثل حيازة حجر أو علم فلسطيني أو فرشاة ألوان أو المشاركة في تجمع أو الهتاف ضد العدو.
وبحسب شهادات مئات الأطفال، فقد كانوا يتعرضون للتعذيب والشبح والكلاب البوليسية، ويهددون بالاغتصاب، ذكوراً وإناثاً، ويوضعون في زنازين انفرادية لوقت طويل، ناهيك بالوجبات الرديئة والحرمان من أي حقوق تتعلق بالطفولة، وثمة شهادات مروعة عن إطلاق النار على أطفال وتركهم ينزفون قبل نقلهم للعلاج.
من أقذر الأساليب الصهيونية المستحدثة ضد أطفال فلسطين، احتجاز آلاف الأطفال في منازلهم ومراقبتهم عبر ما يُعرف بـ"الإسوارة الإلكترونية"، بحيث لا يسمح للأطفال بمغادرة المنازل والذهاب إلى المدارس، أو ممارسة الألعاب والحياة الطبيعية مع أقرانهم.
وبالرغم من احتجاجات لناشطين أجانب متسلحين باتفاقية الطفل، المواد 16و33 و34، فإن العدو يواصل سياساته وأساليبه الإجرامية القذرة المذكورة، ضارباً بعرض الحائط كل التقارير والمواثيق الدولية، وهو ما يؤكد أيضاً أنه وبالإضافة إلى الأساليب المذكورة، فإن حكاية فطير صهيون في صميم هذه الأساليب، وتتمثل بقتل أطفال غرباء (من غير اليهود) كجزء من طقس دموي لإشباع نهم يهوه.