إيران تغضب من روسيا بسبب "صورة مسيئة للسيادة".. ما هو دور بريطانيا؟

سيل من الانتقادات وردود الفعل من قبل الأوساط الرسمية والشعبية الإيرانية استنكرت الصورة التي نشرها السفير الروسي في طهران، فما هي دلالات هذه الحادثة الدبلوماسية؟

  • صورة تغضب إيران من روسيا.. ما هو دور بريطانيا؟
    صورة تغضب إيران من روسيا.. ما هو دور بريطانيا؟

غضب وعدم ارتياح في أروقة السياسة والدبلوماسية الإيرانية، السبب صورة تجمع السفيرين الروسي والبريطاني في طهران. صورة يقول الإيرانيون إنها أعادت الذاكرة بهم إلى الغزو البريطاني السوفياتي على بلادهم.

سيل من الانتقادات في إيران على خلفية صورةٍ اعتبرها البعض محاكاةً للصورة التاريخية التي جمعت رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل، والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، وجوزيف ستالين رئيس الاتحاد السوفياتي سابقاً عام 1943 خلال الحرب العالمية الثانية، حيث التقطت الصورة الجديدة بالمكان نفسه الذي شهد اجتماعاً لقادة بريطانيا وروسيا وأميركا. 

وعن دلالات هذه الحادثة، قال محلل الميادين للشؤون الإيرانية عبد الجليل الزبيدي، إن "بعض المواقف الإيرانية ترى أن هذه الزوبعة هي من صنع بريطانيا، فالسفير البريطاني وصل إلى طهران عصر الأحد الماضي، يوم الأربعاء يتعمد زيارة السفارة الروسية ويشعل هذه المشكلة، صحيح أن نشر هذه الصورة هي "غلطة الشاطر" الروسي، ولكن كان يفترض على الأخير أن يكون أكثر حنكة وحصافة وينتبه لأفعال السفير البريطاني".

 وأشار الزيدي إلى أنه "منذ عودة العلاقات الإيرانية-البريطانية قبل 30 عاماً وحتى اليوم، لم يستقر سفير بريطاني في منصبه أكثر من أشهر، لا يمر عام إلا وهناك مشكلة يفتعلها سفراء بريطانيا تستدعي إما طرده أو  استدعائه من قبل بلاده، حتى السفير الحالي سبق له أن أثار مشكلة ولغطاً وغضباً من قبل طهران، إذا الجانب البريطاني يتحمل جزءاً من المسؤولية".

كما أكد أنه "هناك رؤية ترى أن العلاقات الروسية الإيرانية هي أعمق من أن تتأثر بهذه الصورة، بدليل أن زيارة السفير الروسي إلى وزارة الخارجية الإيرانية لم تكن استدعاء وإنما دعوة للحضور إلى السفارة، وهنا التعبير الدبلوماسي فصيح جداً". 

التشبيه واستدعاء التاريخ أغضب المسؤولين الإيرانيّين، الذين اعتبروا نشر الصورة "إساءة"، وتصرفاً غير ودّي تجاه طهران، مطالبين موسكو ولندن بالاعتذار عن نشر السفارة الروسية لهذه الصورة.

رئيس البرلمان الإيراني باقر قاليباف وصف الصورة التذكارية للسفيرين بأنها "عمل بعيد عن الآداب الدبلوماسية، وغير مناسب لسفيري روسيا وبريطانيا، وفق تعبيره.

أما وزير الخارجية الإيراني في الحكومة السابقة محمد جواد ظريف فعبر عن غضبه عبر حسابه على تويتر، قائلاً إن تلك الصورة "غير لائقة"، وأنه يود أن يذكر الجميع أن "آب/أغسطس 2021 ليس آب/أغسطس 1941 ولا كانون الأول/ديسمبر 1943"، في إشارة إلى غزو إيران، ومؤتمر الحلفاء في طهران.

في المقابل، نشرت السفارة الروسية تغريدتين لتوضيح موقفها من الصورة، حيث جاء في التغريدة الأولى: "نظراً لردود الفعل الغاضبة تجاه صورتنا، نريد التذكير بهذه القضية وهي أن هذه الصورة لا تعبّر عن العداء لإيران. لم يكن من المقرر أن نمس مشاعر الشعب الإيراني الصديق".

أما التغريدة الثانية فجاء فيها: "إن المعنى الوحيد لهذه الصورة هو أنه ينبغي توجيه التحية للجهود المشتركة لدول الحلفاء ضد النازية خلال فترة الحرب العالمية الثانية. إيران دولة صديقة وجارة لنا وسنواصل تعزيز العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل معها".

اخترنا لك