موظفو "فيسبوك" ينتقدون قرار "زوكربرغ" حول منشورات ترامب!

شركتا "سناب شات" و"فيسبوك" تنضمات للشركات الأميركية المندده بالتمييز العرقي في الولايات المتحدة، واستياء داخل شركة "فيسبوك" بسبب رفض صاحب الموقع مارك زوكربرغ حذف منشور للرئيس الأميركي يحرض على العنف.

  • موظفو "فيسبوك" ينتقدون قرار "زوكربرغ" حول منشورات ترامب!
    "فيسبوك" تخصص 10 ملايين دولار للمنظمات التي تعمل من أجل تحقيق العدالة العرقية

انضمت شركتا "فيسبوك" و"سناب شات" إلى قائمة الشركات الأميركية المنددة بالتمييز العربي في الولايات المتحدة، على خليفة مقتل الأميركي الأفريقي جورج فلويد على يد رجل شرطة أبيض داس على رقبته حتى الموت. 

وقال الرئيس التنفيذي لـ"فيسبوك"، مارك زوكربيرغ "نحن نقف مع مجتمع السود، وجميع أولئك الذين يعملون من أجل العدالة، تكريماً لجورج فلويد، وبرونا تايلور، وأحمود أربيري، والعديد من الأشخاص الآخرين الذين لن تُنسى أسماؤهم".

وأضاف في منشور على منصته أن "فيسبوك" ستخصص 10 ملايين دولار للمنظمات التي تعمل من أجل تحقيق العدالة العرقية.

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة "سناب شات"، إيفان شبيغل، "قلبي منفطر وأشعر بالغضب من أسلوب معاملة السود والملونين في أميركا"، مضيفاً أنه "يجب أن نبدأ عملية للتأكد من أن صوت مجتمع السود الأميركي مسموع في جميع أنحاء البلاد".

وبذلك، تكون "فايسبوك" و"سناب شات" قد انضمتا إلى "إنتل كورب" و"نتفلكس" و"نايكي" في اتخاذ موقف معلن مندد بوفاة فلويد.

في سياق منفصل، وجدت شركة "فيسبوك" نفسها في موقف حرج منذ أن رفض زوكربرغ التصرف حيال منشورات مثيرة للجدل للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في خطوة عبر مسؤولون فيها "عن رفضهم لها في العلن".

وكتب مدير تصميم خاصية آخر الأخبار في موقع "فيسبوك"، راين فريتاس، إن "مارك مخطئ، وسأسعى إلى تغيير رأيه من خلال رفع الصوت بأعلى ما يمكن"، مؤكداً أنه استقطب إلى جانبه نحو 50 شخصاً، يشاركونه الرأي. 

وكتب مسؤول البحوث والتطوير في الشركة "جيسون ستيرمان" في تغريدة، "لا أعرف ماذا أفعل، لكن أعرف أن عدم القيام بشيء غير مقبول. أنا موظف في فيسبوك وعلى خلاف كامل مع قرار مارك عدم التصرف حيال موضوع المنشورات الأخيرة لترامب، التي تحض بوضوح على العنف"، مضيفاً "لست الوحيد الذي يعتقد ذلك في فيسبوك. لا يوجد موقف حيادي إزاء العنصرية". 

أما المصمم ديفيد غيليس، فكتب "أعتقد أن تغريدة ترامب حول النهب تشجع على العنف الخارج عن القانون وتؤجج العنصرية. كل الاحترام لفريق تويتر". 

وقال من جهته مطور البرمجيات، نايت باتلر "عدم القيام بشيء ليس بالأمر الشجاع. هذا ما يشعر به العديد بيننا".

وأساس هذا الجدل، تغريدتان للرئيس الأميركي الأسبوع الماضي، قام "تويتر" بدايةً بوسم تغريدتين للرئيس حول التصويت بالبريد، حيث نشر رابطا كتب عليه عبارة "تحققوا من الوقائع بخصوص التصويت عبر البريد" تحتهما. 

واعتبر حينها زوكربرغ في حديث لقناة فوكس نيوز، أن منصات التواصل الاجتماعي لا يجب أن تنصب نفسها "حكماً للحقيقة"، في مقابلة أعاد دونالد ترامب تغريدها على صفحته. 

وحجب "تويتر" الجمعة أيضاً تغريدة أخرى للرئيس حول المواجهات في منيابوليس المرتبطة بمقتل فلويد، على اعتبار أن فيها خرقاً لمبادئ الموقع التوجيهية حول تمجيد العنف. 

وقال ترامب إن "عمليات النهب ستقابل فوراً بالرصاص"، في إشارة منه إلى التظاهرات التي عمت العديد من الولايات والمدن الأميركية على خلفية مقتل فلويد.

ونشر هذا التصريح أيضاً على صفحته في "فيسبوك"، لكن زوكربرغ قرر عدم حذفه "بعدما تردد طوال اليوم بشأنه"، على حد تعبيره.

وفي منشور على حسابه، قال زوكربرغ إنه "شخصياً" يرفض "الخطاب المحرض على الانقسام والتحريضي" للرئيس، لكنه لا ينوي حذف المنشورات تحت مسمى "حرية التعبير وحق الجمهور في الاطلاع على المعلومات". 

وأضاف مارك "أعرف أن العديد من الأشخاص مستاؤون.. لكن عملنا يقضي بتسهيل التعبير بأكبر قدر ممكن، ما لم ينطوِ ذلك على خطر وشيك بإلحاق ضرر بالآخرين أو على مخاطر كتلك المنصوصة في توجيهاتنا". 

وما زاد الأمور سوءاً، أن الصحافة الأميركية كشفت أمس عن أن زوكربرغ وترامب أجريا الجمعة مكالمة هاتفية. 

ونقل موقع "أكسيوس" وقناة "سي إن بي سي" عن مصادر لم تكشف هويتها قولها، إن المحادثة بين الرجلين كانت "مثمرة". ولم يؤكد كلاهما أو ينفيا الخبر. 

واعتبرت الباحثة في كلية الحقوق في هارفرد، إيفلين دويك، أن تلك المكالمة مع الرئيس تضرب مصداقية "الحيادية" المزعومة لدي "فيسبوك". 

وكما خبراء، تساءلت دويك حول مدى قدرة "مجلس الرقابة" الجديد الذي استحدث مؤخراً في "فيسبوك" على التدخل. 

بدوره، قال "مجلس الرقابة" الذي أنشئ الشهر الماضي في تغريدة "نحن مدركون لحقيقة أن الناس يريدون من المجلس البت في العديد من المسائل المهمة المتعلقة بالمحتوى". 

ويفترض أن يكون لهذا المجلس الكلمة الأخيرة، وبقرار يُتخذ باستقلالية تامة، حول إبقاء المحتوى المثير للجدل من عدمه. 

ووضع كل من "تويتر" و"فيسبوك" أنظمة لمكافحة المحتويات التي تنطوي على مخاطر (دعوات الكراهية، التحرش...)، وللتصدي للأخبار الكاذبة. لكن "فيسبوك" يعفي الشخصيات السياسية والمرشحين من معظم هذه التدابير.