عدسة نور عبد الفتاح تلمَع في الملاعب المصرية
المُصوِّرة المصرية نور عبد الفتاح تتحدَّث في مقابلةٍ مع "الميادين نت" عن تجربتها في مجال التصوير الرياضي وعن مثلها الأعلى في المهنة وطموحها.
قبل 24 عاماً ولِدَت طفلةٌ جميلةٌ أطلقوا عليها إسم نور وعندما بدأت تستوعب ما يدور حولها أصبحت تُحبّ الصوَر وتلك الآلة الساحِرة التي يُطلقون عليها إسم كاميرا حيث تقول: "أول كاميرا قمت بشرائها كانت كاميرا (Canon- D700) وكنت أعشقها جداً".
ومن هنا بدأت نور عبد الفتاح أولى خطواتها في عالم التصوير الذي أصبح جزءاً لا يتجزَّأ من حياتها اليومية كالماء والهواء.
ولِدَت نور في بيتٍ كل أفراده يحبّون كرة القدم ويعشقون النادي الأهلي المصري ويتابعونه بشغفٍ كبيرٍ لدرجةٍ أن نور تقول: "عائلتي زرعت في داخلي مبدأ أن الأهلي هو الوطن والانتماء له واجِب وفريضة".
وكما يقول الهتاف الشهير لجماهير النادي الأهلي "بنزل من بيتي في كل يوم.. رايح للأهلي أنسى الهموم" قرَّرت نور أن تجمع بين حبّها للتصوير وعشقها للقلعة الحمراء، واختارت مجال التصوير الرياضي ليكون مجال عملها وهو ما يقتضي بكل تأكيد نزولها الدائِم إلى الملاعب لتغطية مباريات الفِرَق المصرية بشكلٍ عامٍ والنادي الأهلي بشكلٍ خاص.
عائلة نور كانت تعلم أن ابنتها تحلم منذ صِغرها أن تعيش أجواء ملاعِب كرة القدم، فالكرة واللاعبون والجماهير كانوا يخطفون قلبها دائماً، فكانت ترغب في دخول هذه الأجواء والمُشاركة فيها بأية طريقةٍ، لذلك لم ترفض العائلة طلب نور في أن تخوض مغامرة مُميَّزة بأن تكون مُصوِّرة رياضية.
بالتأكيد تعرَّضت الفتاة لبعض الانتقادات لكونها قرَّرت دخول مجال يعتبره الكثيرون مُخصَّصاً للرجال فقط، نظراً لكون كل مَن يتواجدون داخل أرضيّة الملعب من الرجال، ووجود فتاة في هذه الأجواء يبدو أمراً غريباً من وجهة نظرهم ولكن نور تغلَّبت على الواقع وفرضت وجودها.
"لا يوجد فَرْقٌ بين بنت وولد على العكس من ذلك فأنا أرى أن بعض الرجال لا يستطيعون تحمّل المسؤولية، ولكن النساء يستطعن فعل أيّ شيء يرغبن في فعله ويقدرن على إثبات أنفسهن في أيّ مكان أو مجال يعملن به"، هذا ما قالته نور ردَّاً على الإنتقادات التي تتعرَّض لها بسبب عملها داخل "المطبخ الكروي".
لا تُمانِع نور في تصوير مباريات لنادي الزمالك وهو الغريم التقليدى للنادي الأهلي طالما أن عملها يقتضي ذلك.
ترى الشابّة أن التصوير هو هوايتها اليومية ولا تعتبره مُجرَّد عمل تكسب منه بعض الأموال، لذلك ففي كل مباراة تُطلِق المُصوِّرة الشابّة العَنان لعَدَسَة كاميراتها وتلتقط أكبر عددٍ من الصوَر التي تراها سواء داخل الملعب للاعبين أو خارجه للأجهزة الفنية، أو للمُدرَّجات التي تلمع بوجود الجماهير وتصمت في غيابهم.
تقول نور إن الغالبية العُظمى من لاعبي كرة القدم المصرية يحبّون التصوير ولا ينزعجون منه بل على العكس يبدون سعادتهم أثناء التقاط الصوَر لهم.
لاعب نور المُفضَّل هو قائد النادي الأهلي الرائِع حسام عاشور، وقد التقطت له أكثر من 500 صورة منذ بداية عملها في مجال التصوير الرياضي وحتى الآن، كما أنها ترى أن وليد سليمان وعلي معلول وحسين الشحات هم أفضل النجوم الذين تعاقد معهم الأهلي خلال السنوات العشر الماضية.
أما عن مَثلَها الأعلى في التصوير فقد اختارت نور المُصوِّر العالمي ميغيل رويز وهو المُصوِّر الخاص في نادي برشلونة الإسباني، هذا بجانب المُصوِّر المصري الرائِع فريد قطب الذي يشتهر بلقطاته المُميَّزة والذي كان ضمن المُصوِّرين المصريين الذين قاموا بالتغطية المُصوَّرة لكأس العالم روسيا 2018.
سألنا نور عن أفضل صورة قامت بتصويرها طوال حياتها فاختارت صورة مُشجِّعي النادي الأهلي ذوي الاحتياجات الخاصة أحمد يوسف وإسلام محمد اللذين يتابعان مباريات الأهلي دائماً من داخل أرض الملعب، وقد التقطت هذه الصورة عام 2017 عقب فوز "نادي القرن" على الزمالك بهدفين نظيفين أحرزهما حينها وليد سليمان وجونيور أجاي.
وفي نهاية حوار "الميادين نت" مع المُصوِّرة نور عبد الفتاح قالت إنها تحلم بأن تقوم في يومٍ من الأيام بتصوير مباراة "الكلاسيكو" الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة أو مباراة يكون أحد طرفَيها منتخب البرازيل.