ريال مدريد يكرّم التميمي... وعرب يطبّعون مع كيان الإحتلال!

قبل أسابيع، كان نادي ريال مدريد الإسباني يستضيف المناضلة الفلسطينية عهد التميمي في ملعب "سانتياغو برنابيو" ويكرّمها. أما الآن فإن بلدين عربيين هما الإمارات وقطر يستضيفان بالتزامن رياضيين من كيان الإحتلال. كم يبدو غريباً هذا التناقض في المشهدين بين نادٍ أوروبي يبعد آلاف الأميال وبلدين عربيين إزاء القضية الفلسطينية.

استقبل ريال مدريد المناضلة الفلسطينية عهد التميمي قبل أسابيع

قبل أسابيع، كان نادي ريال مدريد الإسباني يستضيف المناضلة الفلسطينية عهد التميمي في ملعب "سانتياغو برنابيو" ويكرّمها. وقفت التميمي أمام الكؤوس التاريخية لنادي القرن الأشهر في العالم ووجّهت من هناك صفعة لكيان الاحتلال الإسرائيلي من مسافة آلاف الكيلومترات بعد أن صفعت جنوده وجهاً لوجه. في الحقيقة، ريال مدريد بدوره صفع هذا الكيان بقراره الشجاع باستضافته رمزاً من رموز الصمود والتحدّي الفلسطيني.
هذا حصل في بلاد بعيدة عن فلسطين، لكن للأسف فإن بعض العرب وتحديداً في منطقة الخليج يقدّمون النقيض تماماً. هؤلاء لم يكتفوا بسكوتهم عما يحصل في فلسطين ولم يبالوا بدماء وتضحيات الفلسطينيين، بل ها هم يرحّبون برياضيين من كيان الاحتلال وهم مستعدّون لعزف النشيد الإسرائيلي أيضاً!
كل شيء بات "على المكشوف" ولم يعد يخجل هؤلاء بأفعالهم التي تمسّ مشاعر العرب والفلسطينيين الذين عانوا ما عانوه منذ النكبة.
بالأمس، وصل الأمر بإماراة أبو ظبي عاصمة الإمارات بأن تستقبل وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف على رأس وفد رياضي سيشارك في بطولة دولية للجودو. مشاركة وفد كيان الاحتلال جاء بعد استجابة المنظّمين للبطولة بعد طلب من اتحاد الجودو الدولي بالسماح للرياضيين الإسرائيليين بالمنافسة مع شعارات الكيان ووضع النشيد الإسرائيلي في حال الفوز. خضوع ما بعده خضوع!
الوزيرة الإسرائيلية كانت قد صرّحت قبل مدة بعد موافقة الإمارات على شروط اتحاد الجودو الدولي: "أنا سعيدة أن الصراع الذي قدته سويةً مع رئيس اتحاد الجودو العالمي، ماريوس فايزر، ورئيس اتحاد الجودو الإسرائيلي، موشيه بونتي، من أجل السماح للرياضيين الإسرائيليين بالمشاركة في المباراة تحت العلم الإسرائيلي والنشيد الوطني الإسرائيلي في أبو ظبي قد أثمر"، على حد تعبيرها. وأضافت أنه "للمرة الأولى الرياضيون الإسرائيليون متساوون على أرض دولة عربية. يتعلّق الأمر بقرار تاريخي له آثار بعيدة المدى ويشكل انطلاقة".

فريق الجودو الإسرائيلي في أبو ظبي!

لكن هذا التطبيع الرياضي للإمارات مع كيان الاحتلال ليس جديداً. إذ إن البلد الخليجي استضاف مراراً رياضيين إسرائيليين. ففي آذار الماضي هبط سائقان إسرائيليان في الإمارات للمشاركة في سباق السيارات "أبو ظبي ديزيريه شالانج". ودخل السائقان الإمارات بجوازات سفرهما الإسرائيلية، برفقة ثلاثة من أفراد الطاقم، وجميعهم إسرائيليون، وقال أحد السائقين: "رحّب بنا المنظمون بطريقة دافئة واحتضنوننا، ونحن ننتظر بفارغ الصبر الكثبان الرملية"!
فضلاً عن ذلك، وقبل أشهر لعب منتخب الإمارات للسيدات مباراة مع منتخب كيان الاحتلال في كرة الشبكة، ما دفع المسؤول عن الدبلوماسية الرقمية بالعربية في وزارة الخارجية الإسرائيلية يوناتا جونين لأن يحتفل مغرّداً على صفحته في "تويتر": "صورة اليوم.. الرياضة تنتصر وإسرائيل والإمارات يداً واحدة في بطولة كرة الشبكة".
كذلك فإن عدّائين من الإمارات والبحرين شاركوا في سباق طواف "إيطاليا 2018" في القدس المحتلة رغم مطالبات جهات عديدة منها حركة المقاطعة العالمية "BDS" الإمارات والبحرين بعدم المشاركة في السباق الذي تزامن موعده مع الذكرى الـ 70 للنكبة.
أيضاً وأيضاً، فإن الإماراتية ميثاء العرفي، ممثلة أكاديمية «الشيخة فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية» لم تتوان عن الظهور مبتسمة إلى جانب الصهيونية عوفرا أبراموفيتش، ممثلة مؤسسة «مامانيت» العبرية، وذلك في «المؤتمر الرياضي الدولي» الذي أُقيم في غابورون، عاصمة بوتسوانا، والذي يدعم «النهوض بمكانة المرأة واندماج النساء في الرياضة».
هذا في ما يخصّ الإمارات. لكن في أثناء تواجد الوزيرة الإسرائيلية وفريق كيان الاحتلال في الجودو في أبو ظبي حالياً، فإن قطر تستضيف بالتزامن فريقاً إسرائيلياً في بطولة العالم للجمباز الفني 2018 في الدوحة.

من جهتها أيضاً، فإنها ليست المرة الأولى التي تستضيف فيها قطر رياضيين من كيان الاحتلال، إذ في آذار الماضي شارك فريق إسرائيلي في بطولة العالم المدرسية لكرة اليد في الدوحة.

مجدّداً عودة إلى مدريد. إذ عندما استضاف ريال مدريد المناضلة عهد التميمي استشاط كيان الاحتلال غضباً وهاجم مسؤولوه النادي والتميمي. انتصر حينها ريال مدريد. لم نرَ في المقابل التميمي مكرّمة في الإمارات وقطر. على العكس فإنهما يستضيفان الآن رياضيين إسرائيليين. البلدان الخليجيان يخسران.