ألف تحية لريال مدريد... داعِم قضية فلسطين
أتت زيارة الشابة الفلسطينية عهد التميمي، وما تمثّله بالنسبة لقضية فلسطين، إلى ملعب "سانتياغو برنابيو" وتكريمها من ريال مدريد في سياق دعمٍ متواصل من النادي الإسباني لفلسطين بأشكالٍ متنوّعةٍ كما حصل في محطات سابقة، وكل هذا بمثابة صفعة لكيان الاحتلال طبعاً.
بقدر ما كانت صورة الشابة الفلسطينية عهد التميمي وهي تحمل قميص ريال مدريد وعليه إسمها "عهد" مع الرقم 9 أمام كؤوس النادي في ملعب "سانتياغو برنابيو" الشهير في العاصمة الإسبانية مُفرِحة وأثلجت قلوب الفلسطينيين وكل مُناصِر ومُتضامِن مع القضية الفلسطينية على امتداد العالم، فإنها، على النقيض، استفزّت كيان العدو وكل مُبغِض لقضية فلسطين ومُتخاذِل إزاءها، وأشعلت الحرقة في قلوبهم. الإسرائيليون لم يخفوا غضبهم. سريعاً هاجموا بشدّة عبر سفير الكيان في إسبانيا والمُتحدّث باسم وزارة خارجية الاحتلال التميمي وريال مدريد. لكن، هيهات، فإن الأمر قد تمّ ووقفت التميمي بما تمثّله من رمزٍ للصمود والتحدّي الفلسطيني في قاعة أهمّ الصروح الرياضية في العالم لتلفّ صورتها العالم مُجدّداً. الصورة شكّلت صفعةً جديدةً للاحتلال بعد صفعات التميمي لجنوده والتي أدخلتها سجون الاعتقال. أن يُكرِّم ريال مدريد التميمي فهذا ليس بالأمر العابِر على الإطلاق. نحن نحكي هنا عن أشهر نادٍ في العالم و"نادي القرن"، كما يُلقَّب، بألقابه الـ 13 في دوري أبطال أوروبا وتاريخه الكبير والأساطير والنجوم الكثر الذين ارتدوا قميصه. الإسرائيليون يدركون أكثر من غيرهم مدى التأثير الإيجابي لصورة التميمي في مدريد بالنسبة للقضية الفلسطينية والسلبي على كيانهم.
فعلها ريال مدريد إذاً واستقبل التميمي. الأمر بدوره غير عابر، إذ إن النادي المَلَكي يُدرِك بدوره أن خطوته هذه مُستفزِّة لكيان الاحتلال وداعميه لكنه لم يأبه. كان موقفه موقف حقّ ونال ما ناله من انتقادات إسرائيلية حادّة. لكن أين المشكلة وماذا ستغيّر هذه الانتقادات الفارغة؟ يبقى ريال مدريد كبيراً وقد ازداد تقديراً في أعين مُناصري القضية الفلسطينية، وهذا الأهم.
في الحقيقة، ليست المرة الأولى التي يُقدِم فيها ريال مدريد على مثل هذه الخطوة اللافتة، إذ قبل عهد التميمي فإن النادي الإسباني استضاف الطفل الفلسطيني أحمد دوابشة، الناجي الوحيد من إحراق منزل عائلته في شمال الضفة الغربية المحتلة على يد مستوطنين، في عام 2016. حظيَ الطفل الذي كان يضع حينها غطاء طبياً على رأسه بسبب الحروق باستقبالٍ لافتٍ من النجم السابق لريال البرتغالي كريستيانو رونالدو وباقي اللاعبين حيث التقط معهم الصوَر التذكارية في مركز تدريبات الفريق وهو يرتدي قميص ريال الذي يحمل رقم 7 والذي أهداه إياه "الدون"، كما زار ملعب "سانتياغو برنابيو" وشاهد مباراة للفريق. حينها، أيضاً، اتّخذ ريال مدريد موقف حقّ ونقل مظلوميّة هذا الطفل إلى العالم، وحينها، أيضاً، استشاطت "إسرائيل" غضباً.
فضلاً عن ذلك، فإن علاقة ريال مدريد بفلسطين تتمثّل بجانبٍ آخر وهو قيام النادي الإسباني بالاتفاق مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) عام 2011 بإطلاق مشروعهما "مدارس الرياضة الاجتماعية في المناطق الفلسطينية المحتلة (غزّة والضفة الغربية)".
وازدادت قيمة الأنشطة الرياضية الاجتماعية للمشروع بعد عدوان الاحتلال على غزّة عام 2014 من أجل مساعدة الأطفال على التغلّب على المحنة التي سبّبتها الاعتداءات الإسرائيلية. أما في عام 2016 فقد توجّه طاقم مُدرّبين من مؤسّسة ريال مدريد إلى الضفة الغربية لتدريب أكثر من 15 معلّماً ومعلّمة من مُعلّمي التربية الرياضية في مدارس وكالة الغوث ليصبحوا في ما بعد مُدرِّبين في مدارس الأونروا.
هكذا، فإن كل هذه الخطوات التي قام ويقوم بها ريال مدريد تصبّ في مصلحة القضية الفلسطينية وتُغيظ الكيان الإسرائيلي، في وقتٍ لا يُبادر فيه، للأسف، مالكون عرب لأندية أوروبية شهيرة بمثل هذه الخطوات التي يستحقّ عليها ريال مدريد، سواء كنت من مشجّعيه أو لا، كلمة حقّ: شكراً من القلب.