لقب كأس السوبر الأوروبية بين قطبي مدريد الليلة

مدينة تالين الإستونية تستضيف الليلة مباراة كأس السوبر الأوروبية بين الغريمين في العاصمة الإسبانية مدريد ريال وأتلتيكو.

لاعبو ريال مدريد في حصة تدريبية استعداداً للمباراة (أ ف ب)

يتواجه الليلة، الساعة 22,00 بتوقيت القدس الشريف، قطبا مدينة مدريد ريال بطل دوري أبطال أوروبا وأتلتيكو بطل "يوروبا ليغ" في تالين الإستونية في أول مباراة للكأس السوبر الأوروبية تقام بين فريقين من مدينة واحدة.

وهذه المرة الرابعة من أصل آخر خمس نسخ يتواجه ناديان من إسبانيا، لكنها الأولى بين ناديين من مدينة واحدة وتحديداً العاصمة مدريد، بعد تتويج ريال بلقب المسابقة الأولى على حساب ليفربول الإنكليزي (3-1)، وأتلتيكو بلقب المسابقة الرديفة على حساب مرسيليا الفرنسي (3-0) في أيار/مايو الماضي.

والتقى الفريقان تسع مرات في المسابقات الأوروبية، ففاز ريال 5 مرات وأتلتيكو مرتين وتعادلا مرتين، بيد أن أتلتيكو عجز حتى الآن عن الفوز على غريمه في مباراة نهائية أو إقصائه من إحدى المسابقات.

وفي المباراة التي تقام في العاصمة الإستونية تالين، تميل الأفضلية التاريخية لمصلحة ريال، لكن منذ قدوم الأرجنتيني دييغو سيميوني لتدريب "كولتشونيروس" في أواخر العام 2011، أصبح أتلتيكو خصماً عنيداً ولم يخسر ضد ريال سوى مرة واحدة في الدوري المحلي في آخر 10 مباريات.

ولطالما تشهد مواجهات الطرفين منافسة نارية، خصوصاً في نهائي دوري أبطال أوروبا، حينما خرج ريال مدريد فائزاً في نهائي نسختي 2014 بنتيجة 4-1 بعد التمديد و2016 بركلات الترجيح.

وبعدما أصبح أول فريق يحرز لقب دوري أبطال أوروبا بنسخته الجديدة 3 مرات توالياً، يريد ريال مدريد أن يكون أول ناد يحرز لقب الكأس السوبر 3 مرات توالياً منذ انطلاقها عام 1972، علماً بأنه خسرها مرتين في 1998 و2000. وبحال تتويج ريال، سيعادل الرقم القياسي المسجّل باسم مواطنه برشلونة وميلان الإيطالي (5 ألقاب).

بدوره، يبحث أتلتيكو عن إحراز اللقب للمرة الثالثة بعد 2010 و2012 على حساب إنتر الإيطالي وتشلسي الإنكليزي توالياً، بعدما كان حاملاً للقب الدوري الأوروبي.

واللافت سيطرة إسبانيا على هذه المسابقة في السنوات الأخيرة، إذ توجت أندية الليغا 8 مرات في آخر تسع سنوات (3 لكل من برشلونة وريال و2 لأتلتيكو)، وسترفع الأندية الإسبانية ألقابها القياسية إلى 15 مقابل 9 لإيطاليا و7 لإنكلترا.

 

ما بعد رونالدو 

وللمرة الأولى منذ 2009، يستهل ريال موسمه دون هدافه التاريخي البرتغالي كريستيانو رونالدو (33 عاماً)، أفضل لاعب في العالم خمس مرات والمنتقل إلى يوفنتوس الإيطالي بأكثر من 100 مليون يورو.

لكن الفريق الملكي احتفظ، حتى الآن، بصانع ألعابه ووصيف بطل العالم الكرواتي لوكا مودريتش، في ظل تقارير أشرت إلى إمكانية انتقاله إلى إنتر ميلانو.

وبعد إعلان الفرنسي زين الدين زيدان رحيلاً مدوياً الربيع الماضي إثر قيادته الفريق إلى ثالث ألقابه المتتالية في دوري الأبطال، حل بدلاً منه جولن لوبيتيغي القادم بعد إقالة مدوية أيضاً من تدريب منتخب إسبانيا عشية مونديال روسيا، بعد إعلان موافقته على تدريب ريال قبل انطلاق النهائيات.

وعول لوبيتيغي في جولته الصيفية التحضيرية الأخيرة، على الجناحين الويلزي غاريث بايل والشاب ماركو أسنسيو والمهاجم الفرنسي كريم بنزيما، فيما شارك مودريتش لدقائق قليلة بعد عودته من عطلته الصيفية. وبرز مع ريال المهاجم البرازيلي الشاب فينيسيوس جونيور (18 عاماً) القادم من فلامنغو مقابل صفقة مقدرة بـ45 مليوني يورو.

وقال مدرب ريال لوبيتيغي لموقع الاتحاد القاري: "لا ضغوط إضافية لأنها (المباراة) ضد أتلتيكو مدريد، هذا نهائي وكأس ما يعني أننا سنقدّم كل شيء، نحن مجبرون على تحقيق الفوز".

وأشارت تقارير محلية إلى إمكانية اعتماد لوبيتغي على حارسه الكوستاريكي كايلور نافاس، لعدم حصول البلجيكي تيبو كورتوا القادم هذا الشهر من تشلسي الإنكليزي، على الوقت الكافي للتأقلم مع الفريق.

وعن قدوم كورتوا، حارس أتلتيكو بين 2011 و2014، إلى ريال، قال مدرب أتلتيكو سيميوني: "لا يمكنني قول أي شيء عن حارس لعب معنا بشكل جيد. في الحياة، يجب أن نحترم كل الناس، لا يمكننا الحكم على أحد.. نتذكر جيداُ الناس الذين عملوا معنا. لن يتغيّر ذلك، حتى مع الغريم".

 

أتلتيكو يحتاج الى الوقت 

ولدى أتلتيكو المعروف بدفاعه الصلب وندرة أهدافه، عاد الثنائي الفرنسي بطل العالم المهاجم أنطوان غريزمان والظهير لوكاس هرنانديز إلى التمارين مطلع الأسبوع الماضي، وشاركا احتياطيين في مواجهة إنتر الودية السبت الماضي.

ويتوقع أن يشارك بطل العالم توماس ليمار القادم من موناكو إلى أتلتيكو بصفقة قدرت بـ75 مليون يورو، إلى جانب لاعبي الوسط البرتغالي جيلسون مارتنز ورودري القادمين من سبورتينغ البرتغالي وفياريال توالياً. كما ضم أتلتيكو المهاجم الكرواتي نيكولا كالينيتش "المطرود" من تشكيلة منتخب بلاده في كأس العالم، وسيرتدي القميص الرقم 9 بدلاً من فرناندو توريس.

وعلّق سيموني على توليفته بالقول: "لدينا مجموعة جديدة مع الكثير من القادمين وعلينا التأقلم، وهذا يحتاج إلى الوقت. لا يمكننا الحديث عن فريق جيد فقط بسبب اسمائه".

وتقام المواجهة على ملعب ليليكولا في تالين. وسارت العاصمة الإستونية على خطى براغ (2013)، كارديف (2014)، تبيليسي (2015)، ترندهايم (2016) وسكوبيي (2017)، بعدما كانت موناكو تستضيف المواجهة تقليدياً منذ 1998.