الأرجنتين وميسي: الفوز أو الفضيحة

منافسات المجموعتين الثالثة والرابعة تُختتم اليوم بلقاءت فرنسا أمام الدنمارك وأستراليا أمام البيرو والأرجنتين أمام نيجيريا وكرواتيا أمام أيسلندا.

الأنظار على ميسي اليوم (أ ف ب)

لا مجال أمام الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي إلا الفوز على نيجيريا في الجولة الثالثة الأخيرة ضمن المجموعة الرابعة في مونديال روسيا 2018 إذا ما أرادت تفادي إقصاء مبكر للمرة الأولى منذ 2002.

السؤال الأكبر: هل تكون مباراة اليوم الأخيرة في كأس العالم لميسي الذي احتفل الأحد بعيد ميلاده الـ 31؟

لا يزال نجم برشلونة الاسباني يلهث خلف لقبه الأول مع المنتخب بعد أربع محاولات فاشلة في أربع مباريات نهائية أبرزها لمونديال 2014. قدّم في روسيا أداء للنسيان: شخصية غائبة، إهدار ركلة جزاء أمام ايسلندا (1-1)، وشبح للموهبة الساحرة على مدى العقد الأخير أمام كرواتيا (0-3).

الأداء والنتائج وضعوا المنتخب على شفير أزمة كبيرة مع المدرب خورخي سامباولي، ضجّت بها وسائل الاعلام، وسعى المسؤولون واللاعبون لنفيها.

الهدف واضح لميسي وزملائه: الفوز على نيجيريا بفارق كبير من الأهداف دون الالتفات لنتيجة مباراة كرواتيا وايسلندا.

كرواتيا حسمت البطاقة الأولى للمجموعة بعد إلحاقها بالأرجنتين أسوأ هزيمة في الدور الأول منذ 1958. كانت الأمور ستتعقّد أكثر على الأرجنتين لولا نيجيريا التي تغلبت في الجولة الثانية على ايسلندا بهدفين لأحمد موسى، مبقية الباب مفتوحاً أمام أبطال العالم 1978 و1986.

حسابياً، كل الاحتمالات واردة: الأرجنتين تحتل المركز الرابع الأخير بنقطة وبفارق الأهداف خلف ايسلندا (-3 للأول و-2 للثانية)، وتحتاج للفوز بأي فارق شرط عدم فوز ايسلندا على كرواتيا، أو بفارق كبير في حال تغلب الاسكندنافيون على لوكا مودريتش ورفاقه.

الأجواء الأرجنتينية غير مطمئنة. أقرّ سامباولي الاثنين أن المنتخب عرف "أسبوعاً صعباً جداً بعد الخسارة. كانت مؤلمة بالنسبة لنا، ولكن لا تزال الحظوظ قائمة (...) تحمّلت مسؤولية الخسارة، وأنا أركّز الآن على الفوز على نيجيريا".

وأضاف: "أنا مقتنع بأننا سنكتب تاريخ هذا المنتخب بالتأهل" للدور المقبل، مؤكداً أن ميسي، ومن "أجل صالح الأرجنتين"، سيحصل على "الكثير من الكرات" من زملائه في مباراة اليوم.

ويتطلع ميسي ورفاقه الى كرواتيا التي بلغت ثمن النهائي للمرة الأولى بعد 1998 حين فاجأت العالم ببلوغ نصف النهائي، لكي تساعدهم على التأهل بفوزها أو تعادلها مع ايسلندا في روستوف.

لكن على الأرجنتين وميسي التفكير أولاً بنيجيريا التي أكد مدربها الالماني غيرنوت روهر أنه "لن نمنح أي هدية لميسي (...) نحن نحبه، والجميع يحبونه، ولكن المهم هو أن نتأهل".

وأضاف: "التعادل قد يكون كافياً، لكنهم يحتاجون للفوز وبالتالي ستكون مباراتنا رائعة. يجب أن نكون جاهزين منذ الدقيقة الأولى".

مشكلة الأرجنتين أن فريق المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش ضمن إلى حد كبير صدارته التي لا تهدده فيها سوى نيجيريا بحال فوزها، لكن فارق الأهداف الكبير بين المنتخبين الأوروبي والافريقي (+5 لصالح كرواتيا) سيجعله يخوض اللقاء وذهنه في ثمن النهائي.

وقال داليتش الاثنين: "نحن هنا لنفوز ونحافظ على الصدارة التي نستحقها. لا أهتم بما تقوله المنتخبات الأخرى (...) ما يمكنني أن أقوله هو أنه في معسكرنا، أحد لا يتحدث عن هذا النوع من الحسابات".

ماذا عن ايسلندا؟ تأهل المنتخب الاسكندينافي مباشرة إلى النهائيات في تأكيد لأدائه في كأس أوروبا 2016 حين بلغ ربع النهائي. الاثنين، لم يخف مدربه هيمير هالغريمسون طموحه بالعبور: "بالنسبة الى الارجنتين، ألمانيا او البرتغال، عدم التأهل (الى ثمن النهائي) هو صدمة. الوضع معاكس حيالنا، التأهل سيكون أكبر نجاح في تاريخ كرة القدم الايسلندية".

 

وفي المجموعة الثالثة، تبدو الحسابات أقل تعقيداً. بالنسبة إلى فرنسا المهمة واضحة بعد ضمان التأهل: الصدارة وتقديم أداء مقنع.

قال مدربها ديدييه ديشان الاثنين: "الهدف واضح: ضمان المركز الاول".

الأداء المقنع يرتبط إلى حد كبير بمهاجم أتلتيكو مدريد أنطوان غريزمان. بعد فوزين هزيلين على أستراليا 2-1 والبيرو 1-0، تحتاج فرنسا إلى موهبة مهاجمها البالغ 27 عاماً. سجل هدفاً من ركلة جزاء ضد استراليا، واستبدله ديشان في المباراتين اللتين بدأهما أساسياً.

سيضمن "الديوك" صدارة المجموعة حتى في حال التعادل مع الدنمارك، وهي نتيجة ستؤهل الأخيرة بغضّ النظر عن نتيجة مباراة استراليا البيرو.

وجمعت الدنمارك أربع نقاط من فوز على البيرو 1-0 وتعادل مع استراليا 1-1. بطل آسيا هو المنافس الوحيد للمنتخب الاسكندينافي، ويتعيّن عليه الفوز على البيرو وخسارة الدنمارك على أمل التأهل بفارق الأهداف.

إلا أن مهمة الأستراليين ومدربهم الهولندي بيرت فان مارفيك لن تكون سهلة أمام البيرو الساعية إلى تتويج عودتها إلى المونديال للمرة الأولى منذ 1982، بأفضل نتيجة ممكنة بعدما خرجت من المنافسة.

وقال فان مارفيك إنه يعوّل على مساعدة فرنسا لتحقيق حلم الدور الثاني. وأوضح: "(الفرنسيون) هم من أفضل المنتخبات في العالم وبالتالي أعتقد أنهم يرغبون في تأكيد ذلك وبعث رسالة إلى العالم بأسره".

وأضاف: "يجب أن نُنجز المهمة ولن يكون ذلك سهلاً. سنبذل كل ما في وسعنا للفوز وبعد ذلك سنرى".

ويواجه فان مارفيك ضغوطاً من الاستراليين للدفع بهدافهم التاريخي تيم كاهيل (38 عاماً، 50 هدفاً في 106 مباريات دولية).

 

برنامج المباريات (بتوقيت القدس الشريف):

فرنسا - الدنمارك (17,00)

أستراليا - البيرو (17,00)

الأرجنتين - نيجيريا (21,00)

كرواتيا - أيسلندا (21,00).