مَن يُدرِّب المُنتخب التونسي ... معلول أمْ لومار ؟!
إن ذاكرة التونسي قصيرة ومَن لا يتذكّر ما فعله لومار بالكرة التونسية لا يمكن أن يصلح أن يكون مُدرّباً ولا مُحلّلاً ولا مُناصِراً.
الكرة التونسية كانت أول مَن ساهم في بناء الاتحاد الأفريقي وأول مَن شارك في كأس أفريقيا في الستينات مع جيل عبد المجيد الشتالي ونورالدين ديوة وعبدالمجيد التمساني وشقرون وعثمان جنيح والمغيربي.الكرة التونسية التي أنجبت زُبدة المُدرِّبين العرب في السبعينات أمثال عامر حيزم والشتالي، وكانت أول مَن سحَرت العالم بإبداعات الأفارقة في مونديال 78 والحاضرة من دون انقطاع في الكان ومن أكثر المنتخبات الأفريقية المشاركة في المونديال لا تحتاج إلى دروسٍ من أحد.
ولكن ما راعنا أن ذلك المُعمّر الفرنسي روجيه لومار الذي عانى في طفولته من عقدة الاستعمار النازي لفرنسا، فحوّل مُعاناته من النازية إلى حقدٍ وتكبّر وعنصرية تجاه العرب باعتبارهم من توابع فرنسا في ذهن لومار، وقد حوّل هذا الرجل حقده الدفين إلى ممارسةٍ لما تولّى مقاليد المُنتخب وكان أنجب تلاميذه في تدمير كرة القدم هو نبيل معلول الذي نهل من حماقات لومار الفنية سنوات فكانت النتيجة ما شاهدناه في مباراة إنكلترا. كانت نتيجة حتمية لتكتيك 9-1 لمعلول والذي قد يتحوّل إلى 10 -0 مثلما فعل لومار في كأس العالم 2006 ضد أوكرانيا لما لعب من دون مهاجمين.
وهذا التكتيك "اللوماري" لمعلول يمكن تلقيبه بالتكتيك الاستعماري في وجود فيلق من المدافعين في الخلف وثلاثة فكاكين أمامهم وجناحين للتغطية على الظهيرين وصانع ألعاب للتغطية على الفكاكين ومهاجم للتغطية على صانع الألعاب ، وهو ما سمح لنا بمشاهدة ملاحم كروية يصنعها جيش من المُدافعين بقيادة "المايسترو" نبيل معلول.
كما كانت الحال في مُنتخب لومار إلى درجةٍ أن اللاعب التونسي أصبح يخشى الهجوم حتى لا يُطرَد من الملعب. والفرق هنا شاسع بين حسام البدري مُدرّب الأهلي المصري الذي تتلمَذ على مدرسة كروية إسمها مانويل جوزيه أضافت طابعاً خاصاً لهذا الفريق وكوّنت مُدرباً كحسام البدري يؤمن بصناعة اللعب وثقافة الهجوم ، فبين مدرب يلعب من أجل ألا يلعب وبين مُدرّب يُخطّط يبني لعبة كرة القدم تكمن الفوارق . ويكفي أن تشاهد العقلية الهجومية التي يُدرّب بها فوزي البنزرتي حتى تستشفّ أن العقلية التي يُدرّب بها معلول مُدمّرة للمواهب التونسية.
ففوزي البنزرتي في اعتقادي هو المُدرّب التونسي الوحيد القادر على إعادة الإشعاع للكرة التونسية التي خَفَتَ بريقها بسبب تأثيرات لومار في فنيين انبهروا بالمُستعمر مثلما انبهر المصريون بنابليون لما أتاهم غازياً لبلادهم.