منتخب بلجيكا والطموح إلى لقب اليورو
منتخب بلجيكا يدخل بطولة "يورو 2020" وهو يبحث عن تحقيق لقبه الأول في البطولة الأوروبية، إذ يمتلك جيلاً قوياً من اللاعبين.
تعدّ بلجيكا، البلد القابع في غرب أوروبا بين ألمانيا وفرنسا، عضواً مؤسّساً في الاتحاد الأوروبي، وهي مقرّ لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي، ونظامها ملكي اتحادي. تتعدد نشاطاتها الثقافية والاقتصادية والرياضية. وقد استقطبت العديد من المهاجرين الذين نالوا جنسيتها، وأصبحوا جزءاً منها وعماداً أساسياً في العديد من النشاطات والفعاليات.
أثبت منتخب كرة القدم البلجيكي "الشياطين الحمر" جدارته، من خلال حصوله على أعلى تصنيف للفيفا في العام 2015، وهو يحافظ على هذا المركز منذ ثلاث سنوات. وقد سجّل نقلة نوعية في عهد المدرب الإسباني روبيرتو مارتينز الذي تسلّم القيادة الفنية قبل 5 سنوات. ويسعى المنتخب البلجيكي الذي يشارك في اليورو للمرة السادسة في تاريخه، لمواصلة تألّقه بعد كأس العالم "روسيا 2018" واحتلاله المركز الثالث فيه.
المنتخب الذي خاض مباراته الرسمية الأولى قبل 117 عاماً يتمتع بجيلٍ استثنائي من المواهب ولاعبي الخبرة، استطاع المدرب الإسباني القادم من إيفرتون توظيفهم بالشكل الأمثل، ما جعل المنتخب الذي يتوسّط ألمانيا وفرنسا، وشارك رغماً عنه في الحربين العالميتين، مرشحاً لأداء دور كبير في النسخة الأخيرة من اليورو.
يمتلك مارتينيز تشكيلة متكاملة في مختلف الخطوط، من الحارس العملاق تيبو كورتوا، إلى خط الدفاع الصلب والوسط بقيادة أكسل فتيسل ونجم مانشستر سيتي كيفن ديبروين، المتوّج بلقب الدوري الممتاز، ولاعب أتلاتيكو مدريد كاراسكو الذي أحرز لقب الليغا مع فريقه، إلى جانب هدّاف الإنتر والمنتخب روميلو لوكاكو ومهاجم نابولي إدريس مارتينز. وقد عاد إلى تشكيلة المنتخب لاعب ريال مدريد إيدن هازرد، بعد غياب لمدة 19 شهراً جرّاء الإصابة.
ويلعب منتخب "الشياطين الحمر" الذي حقَّق 10 انتصارات في التصفيات الأوروبية، وفوزين في تصفيات كأس العالم، في مجموعة سهلة على الورق، إلى جانب منتخبات روسيا والدنمارك وفنلندا، لتبدو مهمَّة عبوره نحو ثمن النهائي سهلة.
وقد نجح مارتينيز صاحب الـ48 عاماً، الذي درّب فرقاً مغمورة أغلبها في إنجلترا، باستثناء إيفرتون، بتحويل اللاعبين البلجيكيين إلى منتخب قادر على مقارعة أقوى منتخبات العالم، جرّاء طريقة اللعب التي يعتمدها، 3 – 4 – 3، وهي تعطي الثقل في الوسط، ما يؤدّي إلى صلابة دفاعية ومرونة هجومية من أجل التهديف.
روميلو لوكاكو: اللاعب الأوّل
روميلو لوكاكو، المهاجم الفذّ، صاحب الـ28 عاماً، والذي مثّل بلاده للمرة الأولى عندما كان يبلغ من العمر 17 عاماً، نجح بالتألّق مع الفرق الستّة التي مثّلها، إلى جانب رويال إندرلخت تشلسي الإنجليزي، الذي لم يُوفَّق معه بتقديم ما يُذكر، ثم انتقل إلى وست بروميتش، ومنه إلى إيفرتون، إذ تألّق وسجَّل 87 هدفاً خلال 4 مواسم، لينتقل بعدها إلى مانشستر يونايتيد لموسمين، تألّق خلالهما كالعادة، ويحطّ في ما بعد في مدينة ميلان، ويلعب مع إنتر، إذ توّج بلقب الدوري الموسم الحالي، وسجّل 61 هدفاً مع الأفاعي.
ولم يقتصر تألّق لوكاكو على الفرق، فقد أصبح المهاجم العملاق الهدّافَ التاريخيَ للمنتخب، بتسجيله 59 هدفاً خلال 81 مباراة، إلى جانب 248 هدفاً في مسيرته، ليتخطّى 300 هدف خلال 11 عاماً.
ويطمح لوكاكو لتتويج موسمه المميّز بلقب اليورو، وخصوصاً أنّ هذا الجيل بغالبيّته قد لا يكون حاضراً في النسخة المقبلة، فهل سينجح مارتينيز ولاعبوه بجلب الكأس إلى بروكسل بعد ميداليّة الألعاب الأولمبية الذهبية التي نالها قبل مئة سنة (في العام 1920)؟