منتخب تركيا إلى ما بعد البوسفور.. الحصان الأسود!
منتخب تركيا سيفتتح بطولة أمم أوروبا بمواجهة منتخب إيطاليا في العاصمة روما، وسيلعب في المجموعة الأولى التي تضمّ ويلز وسويسرا، فما هي حظوظه في بطولة "يورو 2020"؟
تسعى تركيا منذ سنوات طويلة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن النسبة الأكبر من مساحتها الجغرافية تقع في آسيا. أسباب عديدة تدفعها إلى ذلك. وبعيداً من السياسة والاقتصاد، تتشارك تركيا منافسات كرة القدم مع الأوروبيين، وسيشارك منتخبها للمرة الخامسة في بطولة أمم أوروبا "يورو 2020" المؤجلة إلى الصيف الحالي بسبب فيروس كورونا.
في النسخة الستّين من بطولة اليورو، سيلعب المنتخب التركي في المجموعة الأولى، إلى جانب كلّ من إيطاليا وسويسرا وويلز. ولا شكّ في أن حظوظه في هذه المجموعة كبيرة. إنَّ مشاركة المنتخب التركي في النسخة الأخيرة من البطولة الأوروبية في العام 2016 لم تكن ناجحة، بحيث ودّع البطولة من دور المجموعات. وفي المشاركات الأخرى، حقق المركز الثالث في العام 2008، وبلغ ربع النهائي في العام 2000. أما حضوره الأول، فلم يكن ناجحاً في العام 1996، إذ خرج من دور المجموعات.
في "يورو 2020"، سيفتتح المنتخب التركي البطولة أمام منتخب "عريق"، هو المنتخب الإيطالي، في 11 حزيران/يونيو، لكنّه لن يخوض مباراته هذه خائفاً، فهو يمتلك منتخباً قوياً وقادراً على تحقيق المفاجأة والذهاب بعيداً في البطولة التي ستُنظَّم في 11 مدينة. أما مباراته الثانية، فستكون أمام منتخب ويلز في 16 من الشهر نفسه، وسيختتم منافسات دور المجموعات في 20 حزيران/يونيو.
يأتي ترشيح المنتخب التركيّ ضمن المنتخبات المنافسة، نتيجة أرقامه الإيجابية في التصفيات والمنافسات الدولية، إذ لم يخسر سوى 3 مرات في آخر 25 مباراة له، وهو ما يجعله مرشحاً لأداء دور "الحصان الأسود".
في التصفيات المؤهلة للبطولة، خسرت تركيا مرة واحدة فقط، وتعادلت مرتين، وأتت في المركز الثاني خلف منتخب أبطال العالم فرنسا. وفي تصفيات كأس العالم، قدم فريقها أداءً رائعاً، وسجّل 10 أهداف في 3 مباريات. هذه الأرقام البسيطة تدلّ على أنَّ المنتخب التركيّ سيكون له شأن كبيرة في "يورو 2020"، إلّا إذا حدثت مفاجآت ما، كما عودتنا كرة القدم.
يعتمد المنتخب التركي على تشكيل 4-1-4-1. وتضمّ تشكيلته مزيجاً من لاعبي الخبرة والشباب. ومن بين الأسماء البارزة فيها هاكان تشالهانوغلو، ومدافع ليفربول الإنجليزي أوزان كاباك، ومدافع يوفنتوس الشاب ميريح ديميرال، ومدافع ليستر سيتي كاغلار سويونكو، وفي الخطوط الأمامية مهاجم ليل بوراك يلماز.
شينول غونيش: كلمة السر
يدين منتخب تركيا بالكثير للمدرب الوطني شينول غونيش، الذي عمل كثيراً لإعادة هيكلة المنتخب. ساعده في ذلك ظهور مجموعة من المواهب الشابة في الدوريات الأوروبية الكبيرة.
عاد غونيش إلى منتخب تركيا في العام 2019، وهو الذي قاده إلى ربع النهائي في بطولة أمم أوروبا في العام 2000، وساعده في حصد المركز الثالث في كأس العالم في العام 2002. المدرب البالغ من العمر 69 عاماً، يعرف الكرة التركية جيداً، فمسيرته في الدوري التركي طويلة وغنية. لذلك، كان قادراً على فهم ما يحتاج إليه هذا المنتخب للظهور والمنافسة من جديد.
لعب منتخب تركيا بعد عودة غونيش 26 مباراة فاز بـ14 منها، وتعادل في 9، فيما خسر 3 مباريات فقط. ويبلغ معدل فوزه 53.85%.
اللاعب المفتاح: بوراك يلماز
في مطلع الموسم الحالي، كان بوراك يلماز البالغ من العمر 36 عاماً يبحث عن فريق. وبعد مغادرته بشكتاش، احتضنه نادي ليل في الدوري الفرنسي، ليكون دعامة لدكّة البدلاء.
يلماز الذي تقدم في السن، لم يَشخْ، ولم يتوقّف عن التألق، وأظهر قدرات جعلته واحداً من بين أفضل اللاعبين الأتراك في موسم 2020-2021، إذ كان واحداً من أبرز اللاعبين الذين قادوا ليل إلى التتويج بلقب الدوري الفرنسي، ليكسروا هيمنة باريس سان جيرمان.
اللاعب الَّذي جاء ليشغل مركز البديل، لعب في الدوري الفرنسي في 28 مباراة، سجَّل خلالها 16 هدفاً، وصنع 5 أهداف، وهو ما جعله، فضلاً عن مستواه وطريقته في اللعب، أحد أبرز لاعبي المنتخب التركي في الموسم المنصرم.
ميزات يلماز كثيرة. ومن نقاط قوته، تمريراته المفتاحية، إضافة إلى تسديداته من خارج منطقة الجزاء، وتميزه في تنفيذ الضربات الحرة والحفاظ على الكرة. ولا شكّ في أن إنهاء الفرص وتسجيل الأهداف من الأمور العادية بالنسبة إليه، لكن يلماز الذي يحبّ الكرات العالية والعرضية والتمريرات القصيرة، لا يلتفت كثيراً إلى خط التسلّل، ولا يشارك في العمل الدفاعي بشكل منتظم، إلا أنَّ ذلك لن يؤثر كثيراً في أداء منتخب تركيا الذي يعتمد على قوة منتصف ملعبه.
سيسعى المنتخب التركي جاهداً للمضي قدماً في بطولة "يورو 2020"، ولا شكّ في أنه يمتلك كل الخيارات والقدرات ليؤدي دور "الحصان الأسود" القادر على مقارعة كبار القارة.