الدوري اللبناني: "ديربي اللقب" بين النجمة والأنصار

يحتضن ملعب "الرئيس فؤاد شهاب" في جونيه، عصر السبت المقبل، مباراة لقب الدوري اللبناني بين الغريمين الأنصار والنجمة، وسط ظروف استثنائية تعيشها الكرة اللبنانية، جرّاء الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة وتفشي جائحة كورونا.

"الديربي" الأهمّ في لبنان والأكثر شعبيّة سيكون بطعم استثنائيّ، فقد عاد الفريقان إلى دائرة المنافسة بعد سيطرة العهد لسنوات على الساحة المحلية، ويطمح كلٌ منهما للظفر باللقب الأحبّ إليه وإسعاد جماهيره التي لن تكون حاضرة في المدرجات، علماً أنّ الموسم الاستثنائي على كلّ الصّعد توقف عدّة مرات جرّاء إقفال البلاد، في محاولة للحدّ من تفشي فيروس كورونا، ما أثّر في لياقة اللاعبين ومستواهم الفني.

القمة الحاسمة ليست الأولى على اللقب بين الفريقين، بل هي الرابعة، إذ تعادل الفريقان الأكثر شعبية في لبنان في ثلاث مواجهات ماضية، فذهب اللقب إلى النجمة في إحداها، وإلى الأنصار والعهد في الأخرى، فلمن ستكون الغلبة في الديربي الـ68؟

يدخل الأنصار المتصدّر في موسم مبتور جرى في مرحلة واحدة قبل أن تُخاض دورة تجمع الأندية الستة الأوائل المواجهة، ويكفيه التعادل للتتويج بلقبه الرابع عشر في تاريخه، والأول منذ 14 عاماً. القمّة التقليدية ستكون "ثأرية" للأنصار الذي خسر مباراة الذهاب أمام النجمة. ويعوّل الفريق الذي قدّم أداءً جيداً طوال الدوري بقيادة مديره الفنّي الجديد القديم الألماني روبرت غاسبرت، والذي حقّق 3 انتصارات مع "الزعيم" في الدورة السداسية، على الانضباط العالي والتنظيم والحضور الذهني للاعبي الفريق الذين نجحوا في تحقيق 12 فوزاً خلال 15 مباراة، وسجّلوا 35 هدفاً، ليكون خطّ الهجوم الذي يقوده قائد المنتخب الوطني وهداف الفريق حسن معتوق برصيد 14 هدفاً الأفضل هذا الموسم، إلى جانب خط دفاع تلقّى 7 أهداف فقط.

ويملك مدرّب الفريق ترسانة مميزة من اللاعبين في مختلف الخطوط تتيح له هامشاً كبيراً من المناورة في مباراة الموسم التي ينتظرها عشّاق الكرة اللبنانية، في اللعبة التي فقدت حضور اللاعب الأجنبي هذا الموسم، جرّاء الأزمة.
وإلى جانب معتوق، يعوّل الأنصار على كوكبة من اللاعبين الدوليين في كل الخطوط، كالمهاجم حسن شعيتو موني والمتألق نصّار نصّار الذي استعاد مستواه المميز بعد فترة طويلة من الغياب جرّاء الإصابة، وثنائي الوسط جهاد أيوب ونادر مطر، مع إمكانية الاستعانة بالخبير عباس عطوي "أونيكا"، إلى جانب خط دفاع سيقوده المخضرم ولاعب المنتخب معتز بالله الجنيدي، الذي سيكون مع حسن شعيتو "شبريكو" ويوسف عنبر خط الصدّ عن الحارس المميز نزيه أسعد. كما سيكون المهاجم النشيط أحمد حجازي أحد أضلاع المثلث الهجومي للأخضر.

وكان الأنصار الأكثر نشاطاً في سوق الانتقالات، بضمّه عدّداً من اللاعبين الدوليين، على الرغم من الأزمة المالية التي يعيشها لبنان. ووعدت إدارة الفريق بتقديم مكافآت مالية غير مسبوقة تتخطّى 30 مليون ليرة لكل لاعب في حال ظفر الفريق بلقب الدوري.

بدوره، يدخل النجمة موقعة "الديربي" بظروف مختلفة، ففريق المدرّب موسى حجيج الَّذي كان يملك الأسبقية قبل جولة واحدة على غريمه الأخضر ويتصدّر الدوري، هطلت عليه المصائب دفعة واحدة؛ فبعد تعادله مع الأخاء وفقدانه الصدارة، بات النبيذي بحاجة إلى الفوز للتتويج بلقبه التاسع وسط ظروف صعبة، بعد غياب مدافعه الصلب الدولي ماهر صبرا، جرّاء تلقيه الإنذار الثالث، ليتواصل مسلسل الغيابات مع إصابة نجم الوسط المخضرم خالد تكجي خلال تدريب الفريق وابتعاده عن مواجهة الأنصار. وبات النادي "البيروتي" الذي يملك أكبر قاعدة جماهيرية في لبنان بحاجة إلى الفوز لإحضار كأس البطولة إلى ملعبه في المنارة، وهو ما يحتاج إلى الشجاعة والجرأة والتركيز.

وعلى الرغم من غيابات النجمة، فإن الفريق الذي نجح في الحفاظ على سجله خالياً من الهزائم، حقّق 10 انتصارات مقابل 5 تعادلات، وهو يملك ثاني أفضل خط هجوم برصيد 30 هدفاً، وثاني أفضل خط دفاع، بعدما اهتزت شباكه في 8 مناسبات.

يدخل النجمة "الديربي" وبحوزة مديره الفني وأسطورة الفريق موسى حجيج خيارات واسعة، ولا سيّما في الخط الأمامي الذي سيقوده المهاجم محمود سبليني إلى جانب إدمون شحادة المهاري، الذي سيحل بدلاً من خالد تكاجي المصاب، فيما لم تتأكّد مشاركة المهاجم المخضرم محمد غدّار الذي خرج مصاباً في مباراة الأخاء ولاعب الوسط الواعد مهدي الزين.

وسيعوّل حجيج على شعلة النشاط علي طنيش "السيسي"، صاحب هدف الفوز في مباراة الذهاب، إلى جانب العائد عمر الكردي والحيوي حسن كوراني، فيما قد يعمد إلى إشراك القائد عباس عطوي في مركز قلب الدفاع، لتعويض غياب ماهر صبرا، في ظلّ ابتعاد المدافع الخبير علي السعدي عن تدريبات الفريق.

وقد حثّت إدارة النجمة لاعبيها على تقديم الأفضل وتحقيق الفوز، للظفر باللقب وإسعاد الجماهير، واعدةً بمكافآت مالية كبيرة.