مارادونا... كأنه سجّل أحد أهدافه الأسطوريّة

شغل دييغو مارادونا العالم بالجراحة التي أجراها كما كان يشغل العالم بمهاراته وأهدافه. احتشد محبّوه في المستشفى وتمنّى له الملايين حول العالم الشفاء، وتنفّس الجميع الصعداء بعد اتمام الجراحة بنجاح.

  • دييغو مارادونا
    دييغو مارادونا

لكي تعرف مكانة النجم ومحبة المشجّعين له خذ دييغو مارادونا مثالاً. هو المثل الأكثر إشراقاً في تاريخ كرة القدم. في الساعات الأخيرة، ضجّ العالم بخبر إجراء هذا النجم الأسطوريّ جراحة في رأسه لإزالة ورم. الجراحة كانت ناجحة. القصة كانت قبلها وخلالها وبعدها. مذ ذاع خبر إجراء دييغو الجراحة حتى احتشد محبّوه أمام المستشفى في بوينوس آيرس ورفعوا صوره وانهمرت دموعهم، وخلال الجراحة صلّوا لنجاحها وشفائه وخفقت قلوبهم، وبعد انتهائها احتفلوا وأنشدوا "دييغو دييغو" كأن هذا النجم سجّل لتوّه واحداً من أهدافه الأسطوريّة، كأنه كان لتوّه في ملعب "الآزتيك" في مكسيكو في مونديال 1986 يُطيح المدافعين الإنكليز أرضاً الواحد تلو الآخر ويسجّل الهدف الأروع فتحتفل الجماهير أيّما احتفال.

هكذا تحوّلت باحات المستشفى التي تواجد فيها مارادونا إلى مدرّجات ملعب. الجماهير تنتظر "مارادونها" ليقدّم لها فرحة جديدة بشفائه، وما أكثر الفرح الذي قدّمه لها بمهاراته وأهدافه. 

وفي الأثناء كانت صوره ولقطات من مسيرته الأسطورية تملأ صفحات محبّيه بالملايين حول العالم مع عبارات التضامن والأمنيات بشفائه، كما أن الخبر تصدّر عناوين الصحف ووسائل الإعلام العالمية التي نسيت مباريات دوري الأبطال وانشغلت بالحالة الصحية لبطل الأبطال. 

وبعد ساعات، تنفّس الجميع الصعداء. انتصر دييغو في محنته كما كان ينتصر دائماً في الملعب. لكن ما أكثر الأزمات والصعاب التي مرّ بها هذا النجم الفذّ. كان ذلك منذ طفولته الفقيرة في لانوس، وفي عزّ شهرته ونجوميته في الملاعب، وبعد اعتزاله حيث عانى ما عاناه من أمراض ومشاكل صحية ودفع غالياً ضريبة الشهرة التي حصدها في الملاعب. أتعبته الكرة بقدر ما شهرته. أخذت منه بقدر ما منحته. أحزنته بقدر ما أفرحته. لكن في كل المرّات كان محبّوه ومشجّعوه الكثر الكثر حول العالم يقفون إلى جانبه، يدعمونه، ويرفضون أن يطاله السوء. هذا ما ساعده على البقاء وحتى العودة إلى الملاعب كمدرّب كما هو حاله الآن في الدوري الأرجنتيني. هنا الروعة والوفاء الذي لا نظير له بين هذا النجم الأسطوريّ ومحبّيه، وهذا لا يحصل مع أي لاعب، إلا مع العظماء، وهذا لا يحصده النجم إلا بعد تعب وعناء. 

ما يهمّ أن مارادونا الآن بخير. لذا، فإن الكرة بكل ما فيها، بخير. 

 

  • احتشد جمهور مارادونا في المستشفى واحتفلوا بنجاح الجراحة
    احتشد محبّو مارادونا في المستشفى واحتفلوا بنجاح الجراحة