رياضيو مصر: لا للتطبيع.. أجيال وراء أجيال!
الرياضيون المصريون سجَّلوا العديد من المواقف، رفضاً للتطبيع، من أحمد حسن وأبو تريكة، إلى فرق الناشئين ومختلف الرياضات.
عندما وقف "العندليب" عبد الحليم حافظ في العام 1968 على المنبر رافعاً صوته بأغنية "خلي السلاح صاحي"، لم يكن يعلم أن هذه الأغنية ستصبح رمزاً من رموز المقاومة وشعاراتها. ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، لم يغفُ السلاح ولم ينم.
لم يقتصر السلاح على السيف والرصاص، بل تحوّل في الكثير من الأحيان إلى مواقف رنانة من أجل إعلاء كلمة الحقّ، ففي عالم الرياضة، لا يسع الرياضيين سوى تسجيل موقف بالانسحاب أو الامتناع عن المشاركة، تحت شعار "المصافحة اعتراف". وفي مصر، سجّل الكثير من الرياضيين مواقف ستبقى خالدة في تاريخ القضية الفلسطينية.
أحمد حسن ليس اسماً عابراً في كرة القدم المصرية، فهو أكثر من خاض مباريات دولية في العالم بـ184 مباراة، وهو من أوائل اللاعبين الذين احترفوا في أوروبا، إذ لعب في بشكتاش التركي وأندرلخت البلجيكي. ولأن كرة القدم والرياضة رسالة، لم ينسَ القيم التي تربى عليها في شوارع مصر، وبين كنائسها ومساجدها، ولم يغب عنه قط أن فلسطين عربية.
في العام 2003، رفض أحمد حسن ارتداء قميص فريق غلطة سراي التركي، على الرغم من العرض المالي المُغري الذي تلقّاه بقيمة 5.5 مليون دولار، بعد أن أعلنت إدارة النادي التركي التعاقد مع اللاعب الإسرائيلي حاييم بن ريفيف.
لم يكن هذا الموقف الوحيد الذي سجَّله "العميد"، إذ رفض أيضاً السفر إلى فلسطين المحتلة مع فريقه أندرلخت البلجيكي لملاقاة "هابويل تل أبيب"، وهو ما عرّضه لهجوم كبير من الصحافة الإسرائيلية، ولكنه لم يكترث.
مواقف مصرية كثيرة ترفض التطبيع الرياضي
هذا الموقف الثابت ضد التطبيع والاحتلال لم يقتصر على حسن، فمواقف المصريين برزت في مختلف الرياضات. أبناء جمال عبد الناصر سطّروا مواقفهم واحداً تلو الآخر: "لا تطبيع".
في العام 2012، رفض منتخب الهوكي المصري اللعب ضد المنتخب الإسرائيلي في الأورغواي. وفي العام نفسه، انسحب أحمد عوض من بطولة الجودو، لأنه كان سيواجه الإسرائيلي طيل بلاكير خلال منافسات بطولة العالم في النمسا.
كما رفض فاروق جعفر، المدير الفني للاتحاد المصري لكرة القدم، مشاركة منتخب مصر للناشئين تحت 16 سنة في دورة ودية عالمية في العام 2014، بسبب مشاركة منتخب "إسرائيل".
دائماً ما يُرفع شعار فصل السياسة عن الرياضة، ولكن قضية فلسطين من الثوابت في كل الميادين، وهي فوق السياسة، لأنها قيمة راسخة في فكر كل عربي، وأي محاولة لتغيير هذا الأمر يجب أن تواجه بالرفض، لأنها محاولة لبيع الثقافة والتاريخ.