بالاك مرّ من هنا

بايرن ميونيخ يواجه تشلسي اليوم في لندن في ذهاب دور الـ 16 لدوري أبطال أوروبا وبينهما ذكريات مايكل بالاك.

  • بالاك مرّ من هنا
    لعب بالاك في صفوف بايرن وتشلسي

تبرز في مواجهات دور الـ 16 لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم مباراة القمَّة بين بايرن ميونيخ الألماني وتشلسي الإنكليزي. الفريقان يلتقيان ذهاباً اليوم، الساعة 22,00 بتوقيت القدس الشريف، على ملعب "ستامفورد بريدج" في لندن.

عندما نقول بايرن وتشلسي يحضر إلى الأذهان سريعاً النجم الألماني السابق، مايكل بالاك، الذي لعب لكلا الفريقَين. ذاك النجم الكبير الذي مرّ على الكرة الألمانية وقدّم عطاءات مُميَّزة إذ اشتهر بقوَّته البدنية وبراعته في مركز خط الوسط في أداء الواجبين الدفاعي والهجومي، وامتلك تسديدات هائلة بعيدة المدى تشهد عليها أهدافه مع الفِرَق التي لعب لها أو مع مُنتخب ألمانيا كما أنه كان متألّقاً بالكرات الرأسية. كان بالاك مِثالاً للّاعب المِعطاء والمُجتَهِد ونموذجاً في القيادة قلّ نظيره وتفتقد لأمثاله الملاعب حالياً. فلنحكي عن فريقه السابق بايرن مثلاً الذي يبدو في حاجة في الوقت الحالي إلى قائد بمواصفاته في وسط الملعب وهذا الدور الذي أدّاه بعده النجم الآخر باستيان شفاينشتايغر. 

من المعلوم أن بالاك عانى من سوء الحظ دائماً على صعيد الألقاب الكُبرى حيث خسر بصعوبةٍ نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2002 مع فريقه السابق باير ليفركوزن أمام ريال مدريد الإسباني بالهدف التاريخي للنجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان مُدرّب "الميرينغي" حالياً، ثم خسر لقب البطولة أيضاً مع تشلسي نفسه في 2008 بركلات الحظ الترجيحية أمام مانشستر يونايتد رغم أنه سجَّل ركلته، وليكتمل سوء حظّه فإن النادي اللندني عاد وتوِّج باللقب عام 2012 بفوزه على بايرن تحديداً لكن بالاك كان قد غادر الفريق وعاد إلى ليفركوزن.

أما مع منتخب ألمانيا فتلك قصة بحد ذاتها بدأت بخسارة نهائي مونديال 2002 أمام البرازيل والذي لم يتمكَّن بالاك من المُشاركة فيه بعد أن نال بطاقة صفراء ثانية في أدوار خروج المغلوب كانت أمام كوريا الجنوبية في نصف النهائي عندما قاد "المانشافت" إلى الفوز بهدفٍ رأسي رائعٍ في تلك البطولة التي كان بالاك أحد نجومها واكتشافاتها. ثم تكرَّر الأمر في نصف نهائي كأس العالم 2006 على الأراضي الألمانية بالخسارة في اللحظات الأخيرة وبعد التمديد بهدفين أمام إيطاليا بعد أن كان "المانشافت" مُرشَّحاً قوّياً للقَب، ثم كانت المحطّة التالية بخسارة نهائي كأس أوروبا 2008 بصعوبةٍ أمام إسبانيا بهدف فرناندو توريس، وانتهاء بالإصابة التي أبعدته في الأيام الأخيرة قبل انطلاق مونديال 2010 والذي وصل فيه منتخب ألمانيا إلى نصف النهائي وخسر أمام إسبانيا مُجدَّداً بصعوبة 0-1 بعد مشوار رائع في البطولة والتي لو شارك فيها بالاك لكان منح الإضافة بخبرته ومهاراته لـ "المانشافت" في ظل التشكيلة الشابة حينها.

  • بالاك مرّ من هنا
    كان بالاك زميلاً للامبارد في تشلسي

لكن رغم كل ذلك فإن بالاك يمكن أن يكون لاعباً غير مسبوق في الملاعب ولا يمكن أن يُنازعه أحد على لقب "البطل الثاني".

فلنعد إلى مباراة اليوم، بطبيعة الحال فإن بالاك سُئِل عنها كونه لعب للفريقَين ويعرف جيّداً نقاط قوَّة وضعف كل منهما وهو أعرب منذ إجراء القرعة عن توقه للمباراة من خلال تغريدة مثبّته في أعلى صفحته في "تويتر". بالاك اعتبر قبل أيام أن البافاري هو مرشَّح لتحقيق الفوز لتفوّقه من ناحية الخبرة وثبات مستواه في الفترة الأخيرة على عكس تشلسي الذي يعتمد على تشكيلةٍ شابةٍ بقيادة زميله السابق فرانك لامبارد.

تحليل منطقي لبالاك لكن رغم ذلك فإن كل شيء يبدو ممكناً اليوم إذ أن لامبارد أيضاً قدَّم فريقاً طموحاً وهو يعرف كيف يُحفِّز لاعبيه لتحقيق الفوز كما فعل في العديد من المناسبات هذا الموسم، فضلاً عن أن تشلسي الذي هو في مرحلة إعادة بناء وانطلاقة جديدة حالياً بقيادة نجمه السابق، فإن الضغوط عليه أقلّ من البافاري المُرشَّح للفوز وبالتالي ليس أمامه شيء يخسره وخروجه من هذا الدور لن يكون مفاجأة على عكس بايرن.

في المقابل فإن البافاري مُطالَب بتخطّي تشلسي في هذا الدور لتحقيق هدف الفريق بالعودة إلى التتويج بلقب البطولة التي يُعَدّ من كبارها تاريخياً حيث يعود لقبه الأخير إلى عام 2013، وهنا سيكون الدور على مُدرّب الفريق هانز – ديتر فليك الذي يخوض تحدّياً شخصياً وضعته أمامه إدارة بايرن للاستمرار مع الفريق بعد أن كان في البداية مُدرّباً مؤقّتاً إلا أن نتائجه الإيجابية مدَّدت بقاءه لنهاية الموسم على الأقل.

إذاً بالاك يرى بايرن فائِزاً، هذا يُعطي البافاريين دافِعاً معنوياً طبعاً، إلا إذا كان لتشلسي رأي آخر في الملعب.