عن البرازيل 1970 وبيليه... يا أجمل الذكريات!

لماذا نتذكَّر اليوم منتخب البرازيل في مونديال 1970 والأسطورة بيليه؟

  • عن البرازيل 1970 وبيليه... يا أجمل الذكريات!
    بيليه محتفلاً مع جيرزينيو بهدفه في النهائي أمام إيطاليا

المكسيك 1970. سيظلّ صيف ذلك العام خالِداً في تاريخ كرة القدم وسجلّات كأس العالم تماماً كما في قلوب البرازيليين. تلك النسخة من البطولة شَهِدَت الكثير الكثير وقيل عنها كل ما هو جميل. 

تلك البطولة ستظلّ الذِكرى الأروَع لدى البرازيليين. نعم توِّج "السيليساو" بـ 4 ألقاب أخرى في المونديال شَهِدَت أجيالاً رائِعة وتحديداً جيل روماريو وبيبيتو ودونغا ومازينيو وكلاوديو تافاريل وغيرهم في 1994، وجيل رونالدو وريفالدو ورونالدينيو وروبرتو كارلوس في 2002، لكن يبقى جيل 1970 الأروَع في تاريخ البرازيل، بينما يذهب كثيرون لاعتبار ذلك المُنتخَب الأفضل في تاريخ الكرة.

بالفعل كل شيء كان مُختلفاً في "السيليساو" في 1970 في مونديال المكسيك، يمكن القول إن الكرة التي تناقلها بيليه وجيرزينيو وتوستاو وريفيلينو وجيرسون وكارلوس ألبرتو وغيرهم من لاعبي ذلك المُنتخَب بقيادة المُدرِّب القدير ماريو زاغالو كانت من عالم الخيال، كانت كرة ليس لها مثيل وللسحر أروع مِثال. 

صحيح أن جيرزينيو كان هدَّاف البرازيل في تلك البطولة بـ 7 أهداف، وصحيح أن أداء البرازيل اتَّسم باللعب الجماعي وتناقُل الكرة على نحوٍ مُدهشٍ، لكنه كان مونديال السحر من خلال المهارات الفردية للاعبي "السيليساو" التي أذهلت العالم.

وعندما نتحدَّث عن السِحر نقول مباشرة بيليه. مونديال 1970 كان مونديال بيليه. يكفي القول إن في تلك البطولة تجسَّدت أسطورة هذا النجم وأحرز لقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه وأصبح مُنتخَب البرازيل الوحيد في التاريخ الذي يحتفظ بكأس جول ريميه السابقة إلى الأبد.

  • عن البرازيل 1970 وبيليه... يا أجمل الذكريات!
    إزاحة الستار عن تمثال بيليه في بدء الاحتفالات بالذكرى الـ 50 لتتويج البرازيل بلقب مونديال 1970

في النهائي التاريخي أمام إيطاليا في ملعب "الآزتيك" الشهير بكى بيليه مرَّتين. بكى قبل المباراة عندما أيقن أنه سيلعب آخر مباراة له في مسيرته في كأس العالم، وبكى تأثّراً بعد نهايتها عندما رَفَعَ كأس العالم. في تلك المُباراة قدَّم "السيلساو" أداء لن يتكرَّر وفاز بأربعة أهدافٍ لهدفٍ أجملها كان الهدف الذي تناقل فيه اللاعبون الكرة لتصل إلى بيليه الذي هيَّأها بروعة إلى كارلوس ألبرتو المُنطلِق من الخلف والذي سدَّدها قوّية في الشِباك. ولتكتمل فرحة بيليه ويؤرّخ هذا اليوم في مسيرته فإنه سجَّل هدفاً رائعاً بكرة رأسية واحتفل معه جيرزينيو عندما رفعه عالياً في لقطةٍ خلَّدها تاريخ كأس العالم.

لكن رغم روعَة ذلك اليوم وما حصل فيه فإن بيليه يقول بأن مباراته الأفضل في مشواره كانت في الدور الأول أمام إنكلترا لأنه كان يتوق إلى مواجهة الإنكليز أبطال العالم في 1966 بينما كانت البرازيل بطلة العالم عامَي 1958 و1962 وقدَّم فيها بيليه أداء مُذهِلاً وصنع هدف جيرزينيو بروعةٍ وشهدت أفضل صدّة في التاريخ من الحارس جورج بانكس لكرته الرأسية.

لكن لماذا الحديث عن مونديال 1970 وعن بيليه تحديداً؟ ببساطةٍ لأن البرازيل استهلَّت أمس سلسلة احتفالاتها بالذكرى الـ 50 لتتويجها باللقب عبر إزاحة الستار عن تمثال في غاية الروعة لبيليه في مقرّ الاتحاد البرازيلي لكرة القدم.

المؤثِّر أن الأسطورة لم يتمكَّن من حضور الحفل بسبب وضعه الصحّي ومعاناته من صعوبة المشي في الفترة الأخيرة. يا لتبدّل الأحوال والأيام، هذا الآن هو حال بيليه ذاك اللاعِب المُلهِم الذي كان ينثر سحره في كل مكان!

هي إذاً مناسبة لتحيّة بيليه وتذكّر ما قدَّمه مع رفاقه عام 1970 في المونديال، ولو أن تلك الذِكرى لم ولن تُفارِق أبداً القلب والبال.