توتنهام x لايبزيغ: مورينيو وناغلسمان صراع بين جيلين!
يشهد الدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا مباراةً بين توتنهام الإنكليزي وضيفه لايبزيغ الألماني، غداً الأربعاء، مواجهة بين جيلين، الأول خبير يمثله البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب صاحب الأرض، والثاني المدرب الشاب الألماني يوليان ناغلسمان.
لن تنسى جماهير توتنهام تلك اللحظات الجميلة الموسم الماضي، دموع اللاعبين، جنون سون ولوكاس، وبكاء ماوريسيو بوكيتينو. لن تنسى جماهير توتنهام أنها سافرت إلى العاصمة مدريد وحضرت في النهائي في ملعب "واندا ميتروبوليتان". وفي هذا الموسم، تغيرّت الأمور لدى "السبيرز"، تغيّر القبطان، عاد جوزيه، مورينيو في دوري أبطال أوروبا من جديد ولكن مع فريق جديد.
في الجهة المقابلة، الدوري الـ16 لن يكون سهلاً على توتنهام، فالضيف حالم وطموح، لايبزيغ سياسفر إلى لندن، وهو يحمل معه الكثير من الأمل في العبور إلى الدور الربع النهائي، طموح الفريق الألماني سيصطدم بخبرة جوزيه في البطولة التي توّج بها مرتين، مع بورتو وإنتر.
"مورينيو الصغير" ناغلسمان!
الفارق بين مورينيو مدرب توتنهام وناغلسمان مدرب لايبزيغ على صعيد الخبرة والألقاب يعد كبيراً، إلا أن ما يقدمه ناغلسمان على أرض الواقع مع فريقه المغامر قد يقلب الموازين. ويحتل لايبزيغ المركز الثاني في الدوري الألماني برصيد 45 نقطة بفارق نقطة عن بايرن ميونيخ المتصدر، في حين يتمركز توتنهام في المرتبة الخامسة برصيد 40 نقطة، بفارق 26 عن ليفربول المتصدر.
ويحضر الرقم 25 مرتين بين مورينيو وناغلسمان، إذ أنه فارق عدد السنوات في عمر المدربين (ناغلسمان 32 عاماً ومورينيو 57 عاماً)، كذلك هو عدد الألقاب في جعبة البرتغالي، بينما لا يزال الألماني يبحث عن تتويجه أول، وهو كان بنظر العديد من المعلقين، مؤهلاً لتولي مهمة تدريب توتنهام بدلاً للمدرب المقال الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.
وحل توتنهام بإشراف بوكيتينو وصيفاً لليفربول في دوري الأبطال الموسم الماضي، لكنه دخل الموسم الحالي بتعثر، وحقق سلسلة من النتائج السيئة التي أدت لإقالة المدرب الأرجنتيني في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
فتحت هذه الإقالة الباب أمام مورينيو للعودة إلى الدوري الممتاز، حيث توّج بطلاً ثلاث مرات مع تشلسي، وتولى أيضاً الإشراف على مانشستر يونايتد قبل إقالته أواخر العام 2018. كما يعد البرتغالي من المدربين ذوي الخبرة الواسعة قارياً، حيث توّج بلقب دوري الأبطال مرتين (مع بورتو عام 2004 وإنتر ميلان الإيطالي عام 2010).
وعلى رغم تواضع خبرته، كان يمكن لناغلسمان أن يكون الخيار الطبيعي خلفاً للأرجنتيني في "سبيرز" إذا ما أراد رئيس النادي دانيال ليفي إحياء كرة القدم الهجومية ذات الضغط العالي، والتي عرفها في أفضل أيام بوكيتينو. لكن توتنهام، وغيره من كبار القارة، كانوا بطيئين للغاية في التعاقد مع مدرب يعتبر من أفضل مواهب الإدارة الفنية في أوروبا حالياً.
بعد ثلاثة مواسم ونصف، نجح ناغلسمان بتحويل فريقه السابق هوفنهايم من مقاتل يسعى للبقاء في "البوندسليغا" إلى مشارك في دوري أبطال أوروبا، ما دفع لايبزيغ للتعاقد معه في العام 2019، ليقينه بأنه الرجل الصحيح القادر على تحقيق هدفه بإزاحة بايرن عن عرش الكرة الألمانية.
وأبرم لايبزيغ اتفاقه ناغلسمان قبل تسلمه الفعلي لمهامه بداية الموسم.
وقال المدرب لصحيفة "إندبندنت" الإنكليزية عن الاهتمام الذي أعقب توقيعه مع لايبزيغ، "الأمر يشبه الذهاب إلى نادٍ ليلي وأنت أعزب، لن تجد فتاة أبداً. لكن عندما تذهب مع صديقتك، تجد منهن من يُردنَك!".
مورينيو وخبرة الأيام الخوالي
أدى النهج الجريء الذي اعتمده المدرب الشاب والطاقة التي يتميز بها لاعبو الفريق الذي تأسس عام 2009، إلى أن يكون الفارق بينهم وبين بايرن هذا الموسم نقطة واحدة، وتأهلوا للمرة الأولى إلى مراحل خروج المغلوب في دوري الأبطال، وذلك في مشاركتهم الثانية.
ويرى ناغلسمان أن مورينيو "يتمتع بخبرة في كل المواقف. لقد سبق له التواجد في الأدوار الاقصائية ويعرف ماذا يفعل إذا أحرز فريقه التقدم، أو إذا تأخر بالنتيجة، إذا تلقى هدفا مبكرا، أو كان بحاجة إلى هدف متأخر".
أما هو، فقد "شاركت مرة واحدة بمباراة لخروج المغلوب وكانت في مسابقة كأس ألمانيا".
ولم ينجح مورينيو بتجاوز الدور ثمن النهائي لدوري الأبطال منذ 2014.
وفي خساراته المختلفة في دوري الأبطال في المواسم الماضية (مع مانشستر يونايتد أمام إشبيلية الإسباني في موسم 2017-2018، ومع تشيلسي في مواجهة باريس سان جرمان الفرنسي في 2015)، وتميّز أسلوب مورينيو باتباع نهج حذر للغاية هجومياً على أرض الملعب.
ورغم أن مورينيو معروف بالتزامه التكتيكي الصارم، إلا أنه لم ينجح في فرض الانضباط الدفاعي مع "سبيرز" في الأشهر الأربعة التي مرت على توليه مهامه. وحقق توتنهام الأحد الماضي فوزاً صعباً على أستون فيلا 3-2، وبهدف متأخر من الكوري الجنوبي سون هيونغ-مين.
وهي المرة التاسعة التي يتلقى فيها توتنهام أكثر من هدف، في عشرين مباراة خاضها في إشراف مورينيو في مختلف المسابقات.
خلال توليه تدريب فريق الشباب في هوفنهايم الألماني، عرف ناغلسمان بـ "مورينيو الصغير" نظراً لاهتمامه بالتفاصيل، وهي التي يتوقع ان تكون نقطة فاصلة في مواجهة الفريقين على ملعب توتنهام مساء غد الأربعاء.