أن تكون ملهماً لمدينة بأكملها، أن تبقى الأصوات صادحة باسمك دائماً حتى بعد مغادرتك مكاناً ما، ربما يكون خير دليل على عظمتك. هذه الأمور تحدث كثيراً في كرة القدم، مارادونا، بيليه، رونالدو وغيرها من أسماء أشخاص لم تفارق حناجر وأذهان الجماهير. 

في إنكلترا يعدّ هذا الأمر متوارثاً من جيل إلى جيل، لأنك ترى الجدّ يعلم حفيده كيف تحلّ الأندية الرياضية مكان الأحزاب، وترى الأم تعلم أبناءها كيف أن بعض اللاعبين سر سعادة المدينة بأكملها. 

فرانك لامبارد، جان فرانكو زولا، جورج بيست، بول سكولز، آين رايت، دنيس بيركامب، آيان راش، كيني دالغليش. كل اسم منها يرمز إلى حقبة معينة وتاريخ في ذاكرة مشجعي كرة القدم الإنكليز، كل لاعب ترك أثره في قلوب المشجعين، وقائمة الأسماء هذه تطول. لا شك في أن ستيفين  جيرارد واحد من الأسماء التي خلدت في مدينة ليفربول التي تعشق كرة القدم، وتعشق لاعبيها، المدينة التي اشتهرت بتأليف الأغاني والأهازيج للاعبيها، طبعاً عندما تقول ليفربول يأتيك الرد "لن تسير وحدك أبداً". 

أعيدوا جيرارد ليسقط ثم ينهض من جديد بطلاً!

جماهير ليفربول لا تزال وفيةً لعاداتها وتقاليدها فهي اليوم تؤكد أكثر فأكثر أنه مهما ساءت حال ناديه، هي لا تنكر فضله عليها وفضل لاعبيه أيضاً. لم تنس ليفربول كيف أن جيرارد أعاد المجد الأوروبي للمدينة في أسطنبول عام 2005، لم تنسى الجماهير كلماته الشهيرة في غرفة الملابس قبل "الريمونتادا" على واحدة من أقوى التشكيلات لميلان الإيطالي عبر التاريخ، جيرارد قال يومها لزملائه "نحن ليفربول، ويجب أن نعود".

قدّم جيرارد طوال 17 عاماً كل ما يملك "للريدز"، فاز بكل شيء كان متاحاً، لكنه فشل في تحقيق لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، اللقب الذي غاب عن خزائن النادي 30 عاماً. ولأن جيرارد قدوة للمدينة ولمحبي الرياضة فيها، تناست الجماهير الانزلاق الذي كان سبباً في خسارة ليفربول الدوري عام 2014، وبقيت تهتف باسمه وترفع صوره وتتذكره دائماً. 

وبعد كل هذا الصيام، أصبح ليفربول اليوم أقرب من أي وقت للتتويج بلقب "البريميرليغ"، وليس أي تتويج، انما هو حتى الآن لقب مرصع بالأرقام القياسية. ولأنه جيرارد وليس أي لاعب، تريد جماهير ليفربول عودة جيرارد إلى الفريق ليتوج باللقب الذي كان حلمه طويلاً، وذلك ممكن بطبيعة الحال لأن ستيفين اليوم لاعب حرّ ومدرب لرينجرز الإسكتلندي.

Sign Gerrard as a free agent for 5 games @LFC

— - (@AnfieldRd96) February 2, 2020

صحيفة "ديلي ميل" البريطانية قالت إنه تم التعاقد مع ستيفن جيرارد سراً في كانون الثاني/يناير، وسوف يلعب مباراة أو اثنتين بعد ضمان الفريق لقب "البريميرليغ". فكرة مجنونة من المسؤولين في ليفربول، تسجيل جيرارد ضمن قائمة الفريق في آخر 5 مُباريات في الدوري لجعله يرفع لقب البريمرليغ. فكرة قد تمنح جيرارد فرصة لختام مثالي لقصته كلاعب، فيما يراها البعض أنها قد تكون غير لائقة بحق جيرارد؛ أما جماهير الفريق فالفكرة تشكل بالنسبة لها أمراً يتخطى الخيال حتى. 

وفي سياق متصل، بدأت الجماهير تدعو النادي عبر "تويتر"، إلى التوقيع مع جيرارد، حتى أن بعضهم أخذ يطرح فكرة التوقيع على عريضة من أجل ذلك. فهل يعود جيرارد فعلاً إلى "أنفيلد" كلاعب من جديد؟ وما هي حقيقة اقترابه من التتويج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز؟