كرة السلة من دونه كبئر جفّ فيها الماء.. وداعاً كوبي براينت
كوبي براينت رحل بعد حادث تحطم طائرة كانت تقلّه وابنته ومجموعة أخرى. رحيل كوبي لا يعني غيابه عن ذاكرة الجمهور، بل سيبقى خالداً في أذهانهم إلى الأبد بعد كل ما قدمه في عالم الرياضة.
"دائماً ما كنت أقول أريد أن يتذكرني الناس كلاعب لم يهدر أي لحظة في حياته… لم يهدر أي يوم … أريد أن أُذكَرَ كشخص ولد بموهبة، وفعل كل ما يستطيع من أجل تحقيق كل ما يمكن الوصول إليه" هذه كلمات كوبي براينت في إحدى مقابلاته.
رحل كوبي براينت لاعب دوري كرة السلة للمحترفين بحادث تحطم طائرة، لكنه سيبقى محفوراً إلى الأبد في ذاكرة كل محبي هذه الرياضة حول العالم وليس في الولايات المتحدة فقط.
لماذا يحزن الجمهور؟
كوبي لم يكن شخصاً عادياً في تاريخ هذه اللعبة، إنما هو واحد من "أساطيرها". كوبي لم يكن مجرّد رياضي، بل هو مثل أعلى وقدوة للعديد ممن يمارسون الرياضة حول العالم، سواء كان بشكل احترافي أو للتسلية فقط. لا تقلّ قيمته في عالم الرياضة عن أسماء مثل تايغر وودز، مايكل جوردن ومحمد علي كلاي وغيرهم.
لفّ الحزن كل محبي الرياضة، لأنه كان ملهماً للعديد من الشبان والشابات حول العالم. وظهر على وسائل التواصل تفاعلٌ كبير مع انتشار خبر وفاته وابنته. السؤال لماذا قد يحزن مشجعٌ على شخص لم يقابله يوماً؟ لماذا قد يبكي على شخص اكتفى بمتابعته على شاشة التلفاز؟
قد يكون سبب حزن الجمهور هو تعلقه بكوبي من دون الشعور بذلك، حيث تتبع الجمهور أخباره وسهر حتى ساعات الصباح في بعض دول العالم لمتابعته نظراً لفارق التوقيت. تعلق الجمهور بكوبي كرياضي. بطل كان سبباً في إسعاد الجمهور عند انتصاره، كان ممتعاً بالنسبة للجمهور مع كل تلك القفزات والرميات والإثارة والحماس.
يتفاعل الجمهور الرياضي ويحزن على الأخبار السيئة بحق الرياضيين، لأن هؤلاء الرياضيين يظهرون له قيمة الإنسان، وكيف يمكن استغلال هذا الجسم بشكل إيجابي. يقدمون له درساً في كيفية التطور والارتقاء بالقيمة الجسدية والبشرية، يتعلم منهم كيف يبدأ من الصفر من اللاشيء ليصل إلى القمة.
كوبي الحالم الطموح .. "بلاك مامبا" البطل
يعتبر براينت أصغر لاعب شارك في الدوري الأميركي للمحترفين "NBA" على الإطلاق، حيث كان ظهوره الأول 1996. طموح كوبي وتميّزه لم يختصر على هذا الرقم القياسي، ففي العام التالي (1997)، نجح كوبي في الفوز بمسابقة "Slam Dunk" ليصبح أيضاً أصغر لاعب يفوز في هذه المسابقة. استمر ثبات الأداء لدى كوبي، مشى بخطاً ثابتة، ففي عام 1998 تم انتخابه كأفضل ناشئ في الـ "NBA"، وكان أصغر لاعب ينال هذه الجائزة أيضاً.
في عام 1999 عُيّن لاعب كرة السلة الأميركي السابق فيل جاكسون كمدرب لفريق ليكرز، ما ساعد براينت على تحسين مهاراته في كرة السلة بشكل كبير. فتم اختياره كرامي الكرة في الدوري، ولعب مع فرق "All-Star ،All-NBA و All-Defensive"، في هذا العام كانت بداية سطوع ضوء كوبي، حيث قاد فريق لوس أنجليس ليكرز إلى التربع على عرش الدوري خلال فترة 1999-2002.
في كانون الأول ديسمبر 2006 سجلّ كوبي براينت 81 نقطة في مباراة واحدة ضد فريق تورنتو رابتورز. وسجل عددًا جيدًا من النقاط في المباريات الأربع التالية فحقق رقماً قياسياً كونه أول لاعب يسجل 45 نقطة أو أكثر في أربع مباريات متتالية. تحسن أداء فريقه أيضاً مقارنة مع المواسم السابقة رغم عدم فوزه باللقب.
كان أداؤه جيدًا في موسم 2006-2007 وحصل على لقب "نجم اللعبة" للمرة التاسعة. كما حصل على لقب "All-Star Game MVP Trophy" للمرة الثانية. ومع ذلك، فقد خسر فريقه التصفيات أمام فريق فينيكس صنز.
في كانون الأول ديسمبر من عام 2007 سجل براينت رقماً قياسياً جديداً بكونه أصغر لاعب يصل إلى 20.000 نقطة. وفي العام التالي مثّل فريق كرة السلة الوطني للولايات المتحدة الأميركية للرجال وفاز بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية. كما منح جائزة "اللاعب الأثمن في NBA."
سجل ليكرز فوزه في نهائيات الدوري الأميركي للمحترفين لعام 2009، وفاز حينها براينت بكأس "NBA Final MVP".
في موسم 2009-2010 لعب كوبي بشكل استثنائي وحطم الرقم القياسي لجيري ويست وأصبح الهدّاف الأول في تاريخ فريق لوس أنجلوس ليكرز. إضافة إلى فوز الفريق بدوري المحترفين في عام 2010، وحصل هذا "البلاك مامبا" على "NBA Finals MVP Award" مرة أخرى.
في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2012 حصل كوبي على الميدالية الذهبية. وقد اختير من قبل مجلة الأخبار الرياضية وقناة "تي أن تي" كأفضل لاعب في الدوري الأميركي للمحترفين في بدايات القرن الواحد والعشرين.
هذه الأرقام تدّل على عظمة كوبي الذي يأتي رابعاً في قائمة الأكثر تسجيلاً في تاريخ دوري المحترفين. براينت كان مثلاً للرياضيّ المثالي إن صح التعبير. كوبي سيبقى يذكر في كل يوم تفتح فيه مباراة رياضية في كرة السلة، ودائماً سيبقى الجمهور يردد "وداعاً كوبي، وداعاً مامبا".