الصين... قوّة أولمبيّة عظمى

لن يكون تواجُد الرياضيين الصينيين في أولمبياد طوكيو عادياً لناحية العدد والطموح، فضلاً عن أبعاد التواجُد في أرض اليابان وفي ظلّ التنافس مع الولايات المتحدة.

  • 594 ميدالية أولمبية بينها 236 ذهبية في تاريخ جمهورية الصين الشعبية
    594 ميدالية أولمبية بينها 236 ذهبية في تاريخ جمهورية الصين الشعبية

تُعتبر الألعاب الأولمبية مسألة مهمة جداً في الصين. في تلك البلاد ينظرون إلى الأولمبياد باعتباره مصدر فخر للأمة الصينية وإظهاراً لتفوُّق الرياضيين الصينيين.

تسعى الصين مع تحوُّلها إلى قوّة إقتصادية وسياسية وعسكرية عظمى إلى تطوير الرياضة وخصوصاً كرة القدم واستضافة بطولة كأس العالم في الأعوام المقبلة، على غرار ما فعلته الجارتان اللدودتان اليابان وكوريا الجنوبية عام 2002. لكن حتى ذلك الوقت، يبقى التميُّز الصيني في الألعاب الأولمبية. هنا "مركز الثقل" الصيني، إذ إن البلاد حازت حتى الآن 594 ميدالية أولمبية بينها 236 ذهبية منذ بدء مشاركتها باسم جمهورية الصين الشعبية في الألعاب الأولمبية عام 1952 في أولمبياد هيلسنكي.

الصين استضافت الأولمبياد في بكين عام 2008. حينها وصلت إلى ذروة التفوٌّق من خلال حصولها على المركز الأول بتصدّرها جدول الميداليات الذهبية متفوِّقة على الولايات المتحدة، وذلك بعد مشاركة قياسية غير مسبوقة في تاريخها بـ 639 رياضياً.

بهذا التاريخ والثقل والزخم لحصد الإنجازات، يحلّ الوفد الصيني في أولمبياد طوكيو. سيتواجد 431 رياضياً صينياً في اليابان، وهو أكثر عدد خارج الصين.

الطموح الصينيّ لا أفق له، والهدف واضح وهو التأكيد مجدّداً بأن الصين قوّة أولمبية عظمى. هذا يتّضح من كلمة نائبة رئيس مجلس الدولة الصيني، سون تشون لان، خلال لقائها الوفد الأولمبي الصيني حيث دعت رياضيي بلدها لـ "التميُّز الرياضي".

 

مواجهة الأميركيين في أرض الجارة اللدودة

تبرز دائماً في الألعاب الأولمبية المنافسة الصينية الأميركية على المراكز الأولى والميداليات الذهبية. هذه المرة تأخذ الأمور منحى أكثر تنافساً خصوصاً مع النمو القياسي في الاقتصاد الصيني وتحوُّل الصين إلى قوّة عظمى تنافس الولايات المتحدة وتطمح لريادة العالم. 

هذا البُعد سيكون حاضراً في المنافسة الرياضية الصينية الأميركية في الأولمبياد. في أولمبياد بكين 2008 تفوَّق الصينيون وتصدّروا جدول الميداليات الذهبية.

البُعد الآخر للمشاركة الصينية في أولمبياد طوكيو هو تواجُد الصينيين في أرض الجارة اللدودة اليابان. صحيح أن العلاقات الاقتصادية المتطوّرة تجمع بين الصين واليابان، لكن ثمّة الكثير في السياسة ما يباعد بينهما. المسألة هنا ليست مرتبطة بالحروب الغابرة بين البلدين والتي لا تزال ندوبها حاضرة، بل بالخلافات بينهما في الأعوام الأخيرة لناحية التوجُّس الياباني من ازدياد القوة العسكرية للصين واعتبارها الداعم الأول لكوريا الشمالية، بالإضافة إلى الصراع على مصادر الطاقة في بحر الصين الشرقي وكذلك من خلال النزاع الحدودي على الجزر، فضلاً عن الخلاف حول التقارب الياباني المتزايد مع تايوان.

كل هذا يجعل حصد الصينيين للإنجازات والميداليات في أولمبياد طوكيو ورفْع علم الصين عالياً مسألة بالغة الأهمية. أن تكون الصين متواجدة في حدث عالميّ مثل الأولمبياد فهذا يشغل الكثيرين، تماماً كما يشغل هؤلاء حالياً بأن الصين أصبحت قوّة اقتصادية وسياسية وعسكرية عظمى. 

 

  • الوفد الصيني إلى أولمبياد طوكيو
    الوفد الصيني إلى أولمبياد طوكيو

بعد عام على تأجيل الألعاب الأولمبية بسبب فيروس كورونا، وعلى الرغم من كل الاعتراضات والصعوبات التي تواجهها اليابان بسبب الوباء، افتتحت منافسات "طوكيو 2020" في ظل حذر شديد وتحفظ لتفادي "كارثة صحية" في الحدث الرياضي التاريخي.