وزير الخارجية اللبناني للميادين: العلاقة مع دول الخليج ليست مقطوعة تماماً
وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب يتحدث في مقابلة مع الميادين عن العلاقات الروسية اللبنانية، ويتطرق إلى الوضع الحكومي، ويؤكد أن "لبنان ليس بحاجة لوساطة للتكلّم مع السوريين".
قال وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب إن "الدول الخليجية بمعظمها لا تزال على علاقات مع لبنان مثل عمان وقطر"، مؤكداً أن "السفير اللبناني لا يزال في الإمارات، وفي السعودية أيضاً القائم بالأعمال لا يزال موجوداً".
وتحدّت بو حبيب، خلال مقابلة مع الميادين، تعرض اليوم الساعة الرابعة عصراً بتوقيت القدس، عن أن "علاقة لبنان بالدول الخليجية ليست مقطوعة تماماً، إنّما هناك سوء تفاهم نجرّب حلّه، يحتاج لدبلوماسية".
بو حبيب الموجود في روسيا، تحدث عن لقائه بنظيره الروسي، سيرغي لافروف، وقال إنه طلب من روسيا المساعدة في أن تخفف كل الدول من ضغطها على لبنان، "حتى نعرف كيف نشتغل ونخرج من هذه الأزمة".
وتطرق بو حبيب إلى تسليم روسيا الصور الخاصة بانفجار مرفأ بيروت إلى لبنان، وقال إن "هذه الصور قد لا تساعد، وإن القضاء هو الذي سيقرر".
ما هو المطلوب من #روسيا تقديمه لـ #لبنان من أجل مساعدته في الخروج من أزماته؟ وما هي آفاق التعاون بين البلدين في مجال الطاقة والتنقيب عن الغاز؟#مقابلة_مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب، تأتيكم اليوم الساعة 16:00 بتوقيت #القدس الشريف على شاشة #الميادين. pic.twitter.com/DWIZjPsdkb
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 23, 2021
فيما يلي نص المقابلة كاملاً:
- أثناء المباحثات مع معالي الوزير لافروف أشرتم الى أن لبنان ربّما يمرّ بواحدة من أصعب المراحل في التاريخ الحديث بعد الاستقلال، أزمة اقتصادية حادة، توتر في المشهد السياسي، تجاذبات إقليمية ودولية تؤثر بشكل أو بآخر على لبنان، ما هي في هذه المرحلة المهمة والصعبة والمعقدة، ما هي المهمة الأساسية التي تقف أمام الدبلوماسية اللبنانية؟
الوزير اللبناني عبدالله بو حبيب: مهم جداً للبنان لأن لبنان منفتح، والكلمة فيه لا جمرك عليها، دائماً الناس تتكلم كل شيء، المهم أن نقنع إخواننا العرب كلهم والقوى الإقليمية، أن هذا لبنان ولن نتخلى عنه وعن الحرية التي فيه، ونحن يجب أن نعرف كيف نقوم بسياسة حيادية ومتوازنة بحيث لا يُهان رسمياً أي أخ عربي أو أي قوى إقليمية المهتمة بلبنان، فعلينا حقيقةً أن نزين كل الكلمات التي نقولها خاصةً حين نكون على شاشات مثل شاشتكم اليوم، أن ننظر إليهم بقبّان الذهب، مهم جداً أن نعرف ماذا نتكلم لأن هناك حساسية قوية في المنطقة وعلينا أن ننتبه على كل كلمة نقولها.
- طالما تطرّقتم الى هذه المسائل الحساسة، هل من بوادر حلول حول ما يُسمى بالأزمة بين لبنان وبعض الدول الخليجية ولا سيّما المملكة العربية السعودية؟
الوزير عبدالله بو حبيب: لا تزال بيننا وبين معظم الدول الخليجية علاقات، مثل عمان وقطر، سفيرنا لا يزال في الإمارات، والقنصل العام لا يزال في دبي الإمارات، وهناك علاقات بالأعمال في الكويت، وأيضاً قائم بالأعمال في البحرين، وفي السعودية أيضاً عندنا قائم بالأعمال، العلاقة ليست مقطوعة تماماً، إنّما هناك سوء تفاهم نجرّب حلّه، يحتاج لدبلوماسية، يحتاج لحوار، تسألني إن كنّا سنقوم بحوار، لا حوار بعد اليوم، لا أريد أن أقول لا لأن لبنان حساس جداً أيضاً، لأن لبنان حساس مثل المنطقة الحساسة، لبنان حساس صعب الإملاء عليه ووضع شروط عليه.
- اليوم كان مهماً الإشارة من قبل معاليكم ومن قبل معالي الوزير لافروف الى أن روسيا تعتبر لبنان بلداً صديقاً عزيزاً، وكذلك بالنسبة لكم روسيا بلد صديق، ما المطلوب من روسيا اليوم أن تقدمه للبنان لمساعدته في الخروج من مجمل مشاكله وأزماته؟
الوزير عبدالله بو حبيب: لا يوجد بلد واحد يستطيع أن يساعد ليخرج لبنان من كل مشاكله، لكن البلدان مجتمعة تقدر مساعدة لبنان، وروسيا عندها نفوذ، عندها أصدقاء، عندها حلفاء في المنطقة، وكثير من زعماء المنطقة يتحاورون دائماً مع القيادات الروسية، لذلك طلبنا منهم ووعدنا أن يساعد في هذه المهمة أن تخفف كل الدول ضغطهم على لبنان، لأن لبنان لا يستطيع أن يعيش في هذا الضغط القوي، نحن اليوم لو حالتنا الاقتصادية أفضل كانت حالتنا السياسية أفضل، لكن الاثنان اليوم لا الاقتصادية جيدة ولا السياسية جيدة ولا الاجتماعي جيدة أيضاً، لذلك نحن بحاجة لتوقيف الضغط علينا حتى نعرف كيف نشتغل ونخرج من هذه الأزمة الموجودين فيها.
- بلا شكّ كارثة مرفأ بيروت ألقت بظلالها، الى الجانب الإنساني أيضاً في ما يتعلق بالمشهد السياسي اللبناني، اليوم تسلّمتم صور الأقمار الاصطناعية الروسية، ماذا تأملون من ذلك؟ هل هذا في رأيكم، طبعاً المختصون سيقولون كلمتهم، لكن في رأيكم هل هذه الخطوة الروسية يمكن فعلاً أن تساعد القضاء والتحقيق في لبنان على فكّ ألغاز هذه الحادثة؟
الوزير عبدالله بو حبيب: قد تساعد، لا أعرف كما ذكرت، ولم يُطلعوني على محتواها، القضاء سيقرر، طبعاً عندنا في لبنان ناس يستطيعون قراءة هذه الأمور، عندنا في الجيش اللبناني كثيرون يتقنون هذه اللغة الخاصة وأنا متأكد أن القضاء سيستعين بهم وسيرى إن كانوا يستطيعون المساعدة في معركة سبب الانفجار الذي جرى في 4 آب 2020.
- اليوم تحدثتم وتناولتم مجالات التعاون المحتملة، أهم هذه المجالات على ما يبدو هو مجال الطاقة، خاصةً في ضوء ما ينتظره لبنان من انفراج في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية. ما هي آفاق التعاون بين روسيا ولبنان في مجال الاستثمارات، في مجال الطاقة، في مجال التنقيب عن الغاز، خاصةً أنّ هناك اتفاقيات معقودة؟
الوزير عبدالله بو حبيب: دون شكّ أنهم لا يتدخلون الروس في قضية ترسيم الحدود البحرية، الأميركان استلموها ولا نتيجة الى حد الآن، لم يعطونا ولا اقتراح، جاء المسؤول عندهم وسألنا أسئلة كثيرة، اجتمع بالرؤساء الثلاثة، رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة ورئيس المجلس، ولكن لم يعودوا بأي اقتراح أو أي فكرة جديدة. لكن عندنا بلوكات كثيرة التي أيضاً تشتغل بها شركات روسية وستشتغل فيها، والتنافس مفتوح لن نكلّف سياسياً أي من الشركات الدولية، سيكون هناك شفافية تامة بإعطاء أو تلزيم البلوكات لشركات بترول دولية.
- لبنان يتأثر بلا شك بالأوضاع في الاقليم وخاصة سوريا البلد الأقرب، اليوم بحثتم بلا شك الوضع في سوريا، موضوع النازحين والى آخره، هل هناك مبادرات روسية، أو هل هناك حديث من قبل الجانب الروسي حول إعادة العلاقات اللبنانية السوري الى أفضل حالاتها؟ تمتين هذه العلاقات، تجاوز الخلافات والاشكالات إن وُجدَت.
الوزير عبدالله بو حبيب: دعني أؤكّد لك أننا لسنا بحاجة لوساطة لنتكلم مع السوريين، اليوم نحن نشتغل مع السوريين والأردن ومصر بشأن الغاز المصري، والكهربا الأردنية ستمر في سوريا، وهذا أمر اقتصادي جيد لسوريا وطبعاً للبنان، فحين يلزم أي أمر نتعاون مع السوريين، مجلس الوزراء لا مشكلة عنده أن يطلب من أي من الوزراء أو المسؤولين اللبنانيين أن يتحدث مع الجانب السوري إذا كان ذلك في مصلحة لبنان وسوريا.
- موضوع الانتخابات مهم جداً ويُلاحَظ قبل الانتخابات المقبلة هناك رغبة كبيرة لدى اللبنانيين المقيمين في الخارج بالمشاركة فيها، حتى الآن سمعنا رقم 240 ألف، في حين أن في الانتخابات السابقة كان العدد حوالى 90 ألف. ما دلالات هذا؟
الوزير عبدالله بو حبيب: أولاً هناك حماس لبناني قوي في الخارج، ثانياً هناك هجرة لبنانية، قسم كبير من الذين سجّلوا، خاصة في أوروبا والعالم العربي، تركوا لبنان في العامين الماضيين، لم يمض زمن على خروجهم من لبنان، وكما ذكرتَ من أربع سنوات كان حوالى 92 سجّلوا، لكن اليوم يوجد ربع مليون وهذا العدد الكبير مهم، إذا وزّعتهم على 15 دائرة انتخابية إذا انتخبوا في لبنان، لكن في المجلس الدستوري سيقرر، سيأخذ حكم لأن هناك طعن بقرارات مجلس النواب، أن ينتخبوا ستة نواب لهم في الخارج، وعندنا لجنة من وزارة الداخلية ووزارة الخارجية وهي اشتغلت للتسجيل وتستمر وتشتغل من أجل كيفية نجاح المرشّح في الخارج حسب طريقة القانون الحالي لمجلس النواب اليوم في لبنان. فلا زلنا لا نعرف في أي اتّجاه يسير لكن الانتخابات ستتم في الربيع إن شاء الله، إما في 27 آذار إما في أيار، ستحصل انتخابات وهي حتمية تقريباً، لكن لا نعرف بعد هل المغتربين سيصوّتون في لبنان أو في الخارج.
- ماذا عن الوضع الحكومي الحالي في لبنان، هل هناك بوادر حلول للخروج من الجمود الحكومي؟
الوزير عبدالله بو حبيب: من دون شك الوضع كلنا نعرفه مؤلم، مجلس الوزراء بات له شهر لم يجتمع، هناك حلول؟ نعم، تأخذ وقتها الحلول في لبنان لأن هناك خلاف في وجهات نظر كثيرة، وهناك مواقف يأخذها الناس صعب التراجع عنها، فلذلك ستأخذ بعض الوقت لكنني أعتقد بالأسبوعين القادمين ستنتهي العملية، سيعود مجلس الوزراء للاجتماع دون أي مشكلة، أو بانتظار مشكلة أخرى، لا تعرف، لبنان بلد الأزمات، ننتقل من أزمة الى أزمة، هذا قدرنا.
- أجريتم مباحثات مهمة في موسكو ووجهتم دعوة لنظيركم لافروف لزيارة لبنان، بأي مزاج أنتم تغادرون موسكو؟ وما هو تعويل لبنان بشكل عام على هذه العلاقات؟ ونحن نرى وتفضلتم وتحدثتم عن هذه المسألة وهي الدور المتنامي لروسيا في العالم وفي المنطقة بشكل خاص.
الوزير عبدالله بو حبيب: من دون شك أن روسيا هي معنية بما يحدث في لبنان، ولهذا السبب نحن، معنية وعندها إمكانيات لمساعدتنا، بكل الأماكن التي عندنا مشاكل بها تستطيع مساعدتنا، إذا خففت من التوتر بين دول المنطقة يخف التوتر عندنا في لبنان، لأن مشاكل المنطقة تنعكس في لبنان، لذلك روسيا مهمة لنا، مهمة اقتصادياً ومهمة أمنياً وسياسياً. اليوم أيضاً أعطونا صور الأقمار الاصطناعية، طلبناها من دول أخرى لم تعطنا إياها، هناك نوع من الصداقة التي تقوى يوماً بعد يوم بين لبنان وروسيا.
المقابلة مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب تعرضُ كاملة اليوم على شاشة الميادين عند الساعة السابعة والنصف بتوقيت القدس.