واشنطن توافق على بيع منظومة "مقلاع داوود" الإسرائيلية إلى فنلندا

وسائل إعلام إسرائيلية قالت إنّ صفقة بيع منظومة "مقلاع داوود" إلى الدولة الأوروبية المطلة على بحر البلقان والمحاذية لروسيا، والتي انضمت حديثاً إلى "الناتو"، بلغت قيمتها 12 مليار شيكل، أي نحو 3 مليار و250 مليون دولار.

  • واشنطن توافق على بيع منظومة
    واشنطن توافق على بيع منظومة "مقلاع داوود" الإسرائيلية إلى فنلندا

وافقت الإدارة الأميركية على بيع منظومة الدفاع الجوي "مقلاع داوود" الإسرائيلية إلى فنلندا.

وتعدّ هذه المرة الأولى التي تسمح فيها الولايات المتحدة للاحتلال الإسرائيلي ببيع منظومة من تطوير مشترك بينهما، فيما ينتظر حالياً الموافقة على طلب مماثل لبيع منظومة "حيتس - السهم 3" إلى ألمانيا.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ صفقة بيع منظومة "مقلاع داوود" إلى الدولة الأوروبية المطلة على بحر البلقان والمحاذية لروسيا، والتي انضمت حديثاً إلى الناتو، بلغت قيمتها 1.2 مليار شيكل، أي نحو 320 مليون دولار.

لماذا سمحت واشنطن ببيع المنظومة لفنلندا؟

تطرق الإعلام الإسرائيلي، في تعليقات أولية على خبر موافقة واشنطن على الصفقة، إلى كون هذه هي المرة الأولى التي يوافَق فيها على مثل هذا الطلب.

يوسي يهوشع، وهو محلل شؤون أمنية في صحيفة يديعوت أحرونوت، لفت إلى أنّ هذه هي المرة الأولى التي تسمح فيها الولايات المتحدة لـ"إسرائيل"، ببيع منظومة من تطوير مشترك بينهما"، وهو ما تمليه عليها بحكم الاتفاقات بينهما.

إذ يجب على حكومة الاحتلال الاستحصال على موافقة أميركية عند بيع أي سلاح أو قطعة أو منظومة عسكرية تحتوي على قطع أميركية أو تمّ تطويرها بشكل مشترك بين المصانع والمختبرات الإسرائيلية والأميركية.

ويعزى ذلك غالباً إلى كون حجم "الانفتاح والتنسيق" بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي لا نظير له، بينما يعدّ انتقال بعض الأسلحة والمنظومات، حتى إلى حلفاء واشنطن الآخرين، بمثابة إفشاء أسرار عسكرية.

ويرجّح أن تكون الحاجة الماسة لدول الناتو، ولا سيما الدول الأوروبية وأوروبا الشرقية، إلى دفاع جوي متقدم في وجه استنفاد القدرات الجوية الغربية في الحرب الأوكرانية، وكذلك في ظل زيادة حجم الإنفاق الأوروبي على التسليح بشكل عام وتفاقم أهمية أسلحة الدفاع الجوي في الحروب، خلف الموافقة الأميركية على توريد هذه المنظومة المتقدمة خارج الدائرة الأميركية الإسرائيلية الضيقة.

كما تبرز قضية اختبار هذه المنظومة التي لم تخضع حتى الآن لاختبارات ميدانية كثيرة في حرب فعلية، حيث اختبر الصاروخ لأوّل مرة في ميدان معركة واقعية في أيار/مايو الفائت خلال العدوان على غزة، إذ تمّ استعمال صاروخ واحد من نوع "مقلاع داوود" للتصدي لأحد الصواريخ النوعية التي أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي.

اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي: العبء في أوكرانيا يزداد.. واشنطن تسحب ذخيرتها من "إسرائيل"

هل تصل المنظومة إلى أوكرانيا؟

وتبقى المسألة الحساسة الأهم هي ما إذا كان يوجد نية لدى الدول الغربية في أن يتمّ توريد المنظومة الإسرائيلية إلى أوكرانيا، وتمّت عبر طرف ثالث هو فنلندا، في وقت تزداد الحاجة في أوكرانيا إلى أسلحة الدفاع الجوي، وسط نقص كبير في أنواع من الأسلحة والذخيرة لدى دول الناتو، لا سيما في وسائط الدفاع الجوي.

وكانت روسيا هدد حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في شباط/فبراير الفائت، بالردّ في حال توريدها أسلحة إلى أوكرانيا، بعدما قال رئيس وزراء  الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع قناة "سي إن إن الأميركية، رداً على سؤال بشأن توريد منظومة القبة الحديدية لأوكرانيا، إنّه "يدرس هذا الأمر".

وأكّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أنّ روسيا "لا تصنّف الدول بحسب الجغرافيا فيما يتعلق بتسليم أسلحة لأوكرانيا"، موضحة أن "كلّ الدول التي تسلّم أسلحة يجب أن تفهم أننا سنعتبر هذه الأسلحة أهدافاً مشروعة للقوات الروسية".

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ذكرت نقلاً عن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أنّ "إسرائيل تجري مفاوضات مع دولتين، إحداهما في قارة أوروبا، حول إرسال أكثر من 200 دبابة "ميركافا" من الجيل السابق، خرجت من الخدمة".

وكان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيدف، حذّر في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، من أن إرسال أي أسلحة إسرائيلية الى أوكرانيا سيدمّر العلاقة بين روسيا و"إسرائيل".

اقرأ أيضاً: منظومة "مقلاع داوود".. ما هي؟ ولماذا اضطر الاحتلال إلى تفعيلها؟

اخترنا لك