واشنطن تلوّح بإجراءات ضد روسيا في حال إيقاف ترانزيت الغاز عبر أوكرانيا
كبير مستشاري أمن الطاقة في وزارة الخارجية الأميركية يقول إن بلاده مستعدّة لاستخدام تدابير مضادّة إذا أوقفت روسيا ترانزيت الغاز عبر أوكرانيا، ويشير إلى أن الإجراءات ستكون مشتركة مع ألمانيا.
أعلن كبير مستشاري أمن الطاقة في الخارجية الأميركية، عاموس هوشستين، أن واشنطن "مستعدّة لاستخدام تدابير مضادّة إذا أوقفت روسيا ترانزيت الغاز عبر أوكرانيا"، مشيراً إلى أن الإجراءات "ستكون مشتركة مع ألمانيا".
من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه "يجب أن تظل أوكرانيا البلدَ الذي يمر عبره الغاز الروسي بعد عام 2024 عندما ينتهي أَجَل الاتفاق بين الجانبين".
وخلال محادثات بشأن خطّ أنابيب غاز "نورد ستريم 2" مع رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي، أوضحت ميركل أن "اهتمامنا الآن هو أن تظلّ أوكرانيا بلداً يمرّ عبره الغاز الروسي".
بدوره، قال مورافيتسكي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل، إن "التأكد من استمرار نقل الغاز عبر أوكرانيا، على الرغم من وجود خط أنابيب نورد ستريم 2، سيقلّل فرص الابتزاز من جانب روسيا"، وفق تعبيره.
ولفت إلى أن "ضمانات نقل الغاز عبر الأراضي الأوكرانية والبولندية إلى غرب أوروبا.. هي العناصر التي ستقلّل احتمال التعرّض لابتزاز من جانب روسيا بشأن الأسعار، لكن الأهم هو الابتزاز السياسي".
وكانت أوكرانيا وبولندا قالتا، في تموز/يوليو الماضي، إنّ مشروع أنابيب غاز "نورد ستريم 2" يهدّد أوكرانيا وأوروبا الوسطى بأسرها، في المستويات "السياسية والعسكرية، والمتعلقة بالطاقة"، وذلك بعد إعلان واشنطن وبرلين توصّلهما إلى اتفاق بشأن هذا المشروع المثير للجدل، والذي يربط ألمانيا بروسيا.
سبق ذلك إعلان الولايات المتحدة توصُّلَها إلى اتفاق مع ألمانيا بشأن خط أنابيب "نورد ستريم 2"، ينصّ على فرض عقوبات محتمَلة ضد روسيا، ويسعى لتمديد عمليات عبور الغاز عبر أوكرانيا.
وأعلنت شركة "غازبروم" الروسية، أمس، الانتهاء من بناء خطّ أنابيب الغاز "السيل الشمالي 2 " بالكامل، وطاقته 55 مليار متر مكعب في العام، ويمتد من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا. وتقوم شركة "نورد سترريم 2 أيه. جي" بإنجاز هذا المشروع مع المساهم الوحيد، وهو شركة "غازبروم" الروسية.
وكان مشغّل مشروع "التيار الشمالي 2"، شركة "نورد ستريم 2 أيه. جي"، أعلن يوم الإثنين الماضي أن المتخصِّصين في بارجة فورتونا قاموا بلَحْمِ الأنبوب الأخير من السلسلة الثانية من خط أنابيب الغاز، "التيار الشمالي 2".
ويقوم عدد من الشركاء الأوروبيّين، وهم شركات "رويال داتش شيل" و"أو. أم. في" و"إنجي" و"يونيبر" و"ونترشيل"، بتمويل هذا المشروع إجمالاً بنسبة 50%، أي ما يبلغ نحو 950 مليون يورو لكلٍّ منها.
وتعارض الولايات المتحدة بشدَّةٍ هذا المشروع، بحيث تُروِّج الغاز الطبيعي الأميركي المَسِيْل في الاتحاد الأوروبي.
وفرضت واشنطن عقوباتٍ على مشروع "التيار الشمالي 2" في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وطالبت الشركات المساهمة بالتوقف على الفور عن مَدّ خط الأنابيب. وفي هذا السياق، أعلنت شركة "أولسيز" السويسرية فوراً تعليق العمل. وحالياً، تناقش الولايات المتحدة مسألة توسيع العقوبات ضد المشروع.