"واشنطن بوست" تنشر نصوصاً تكشف تأثير "فوكس نيوز" في قرارات ترامب
المسؤولة الإعلامية السابقة في البيت الأبيض، ستيفاني غريشام، تتحدث عن تأثير الإعلاميين العاملين في "فوكس نيوز" في قرارات ترامب.
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، عن المسؤولة الإعلامية في البيت الأبيض خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ستيفاني غريشام، حديثها عن "التحديات التي جاءت من جانب عدد من مذيعي قناة فوكس نيوز، والذين لديهم رقم الهاتف للوصول إلى ترامب مباشرة، في مقر إقامته بالبيت الأبيض".
وقالت غريشام إنه "كانت هناك أوقات ينزل فيها الرئيس (ترامب) في صباح اليوم التالي ويقول: حسناً يعتقد شان أننا يجب أن نفعل هكذا، أو تعتقد جينين أنه ينبغي لنا القيام بذلك"، مشيرةً، في حديثها، إلى الإعلامي والمعلق السياسي شان هانيتي، بالإضافة إلى جينين بيرو، وهي مذيعة ومؤلفة تلفزيونية، وكلاهما يقدّم عروض "فوكس نيوز" في أوقات الذروة.
وقدّمت غريشام استقالتها من البيت الأبيض بعد الهجمات التي تعرّض لها مبنى الكابيتول في الـ 6 من كانون الثاني/يناير2020. وكتبت منذ ذلك الحين كتاباً ينتقد ترامب، قائلة إنه "لطالما اعتاد موظفو ترامب وحلفاؤه، وحتى خصومُه، اللعبَ مع جمهور واحد".
وبحسب الصحيفة، فإن "الرسائل النصية، الصادرة عن لجنة مجلس النواب المختارة للتحقيق في اقتحام الكابيتول، بين إعلاميي فوكس نيوز ورئيس موظفي ترامب السابق مارك ميدوز، توضح أن عدداً من كبار مذيعي فوكس نيوز عمل في موقع مستشار غير رسمي للبيت الأبيض".
وجاء في "واشنطن بوست" أن ميدوز، خلال الهجمات التي تعرّض لها مبنى الكابيتول، تلقّى نصوصاً من مذيعي "فوكس نيوز"، مثل لورا إنغراهام وبريان كيلميدي، بالإضافة إلى هانيتي، وذلك وفقاً للاتصالات التي تمّ إصدارها حديثاً.
وكتبت مذيعة "فوكس نيوز"، لورا إنغراهام، رسالة وجَّهتها إلى ميدوز في أثناء الهجوم على الكابيتول، قائلة إن "على الرئيس أن يخبر الناس بالعودة إلى ديارهم"، مضيفةً أن "هذا يؤلمنا جميعاً، إنه يدمر إرثه"، بينما ظهرت إنغراهام في برنامجها التلفزيوني، في اليوم نفسه الذي أرسلت رسالتها، مدّعيةً أن "الهجمات كانت مناقضة لحركة ترامب وسياسته".
من جهته، حثّ المذيع بريان كيلميد رئيسَ موظفي ترامب على أن "يجعل ترامب يَظهر عبر شاشة التلفزيون لإلغاء حالة الشغب". وأرسل شان هانيتي إلى ميدوز سائلاً إذا كان في استطاعة ترامب "الإدلاء ببيان يطلب فيه من الناس مغادرة مبنى الكابيتول".
وأشارت الصحيفة إلى أن "مذيعي فوكس نيوز ندّدوا، في رسائل نصية خاصة، بردود ترامب على الهجوم. ومن جهة أخرى، صرفوا اللوم عن ترامب في برامجهم التلفزيونية".
وكشفت نصوص أخرى، أصدرتها لجنة التحقيق، أن "هانيتي قدم مشورة إلى البيت الأبيض في الفترة التي سبقت الهجمات التي أسفرت عن مقتل 5 أشخاص".
وقال مسؤول كبير سابق في الإدارة، والذي تحدَّث، مشترطاً عدم كشف هويته، إن "ترامب يتّصل أحياناً بهانيتي ولو دوبس، في اجتماعات موظفي المكتب البيضاوي".
وقال مستشار ترامب غير الرسمي، مايكل بيلسبري، إنه "أدرك مدى أهمية فوكس نيوز في نظر ترامب، عندما بدأ الرئيس السابق يحتضن سيدني باول"، مضيفاً أن باول هو "المحامي الذي يروج مزاعم ترامب الكاذبة بشأن تزوير الناخبين على نطاق واسع".
و أضاف بيلسبري "في حين أنه يبدو واضحاً أن عدة ادّعاءات كانت خاطئة بصورة واضحة، إلاّ أن ترامب كان يميل إلى تصديقها. ويرجع ذلك جزئياً إلى أنه كان يشاهدها عبر شاشة التلفزيون، وكان يحب دوبس على وجه الخصوص".
وأخبر رئيس موظفي ترامب السابق، جون كيلي، الآخرين في البيت الأبيض بأن "عرض دوبس كان حاسماً لترامب، وأن أفكاره ومشاعره تجاه الناس غالباً ما نشأت من هذا البرنامج". وأخبر كيلي زملاءه بأنه "إذا طارد دوبس أحدَ كبار موظفي البيت الأبيض، فإنهم يخاطرون في تدهور وضعهم بسرعة في عينَي الرئيس السابق".
وقال الكاتب، جيف كوهين، إن "الرسائل النصية الأخيرة تمثّل سلاحاً قوياً"، مشيراً إلى فترة ترامب.
وأضاف أنه "إذا كنت تشاهد قناة فوكس نيوز بقدر ما أشاهدها، وأشاهدها بضع ساعات كل ليلة، فإنهم دائماً يشيرون إلى اتصالهم الوثيق بالبيت الأبيض"، مضيفاً أن "النصوص هي مجرد أدلة دامغة. هذا هو مدى التشابك العميق بين قيادة فوكس نيوز وترامب والبيت الأبيض".
وأوضح مسؤول كبير سابق في البيت الأبيض أن "المذيعين كان لهم تأثير أكبر في ترامب فيما يقولونه عبر الهواء، بدلاً من قنواتهم الخلفية المتباينة معه ومع فريقه، ويرجع ذلك إلى أن ترامب كان مهووساً بالتقييمات التي تَصدر عن عروضهم".
ووفق الصحيفة، فإن "ترامب، منذ مغادرته منصبه، اشتكى بشدةٍ من شركة فوكس، ولاسيما تغطيتها الانتخابات، وما يعتبره ترامب تغطية سلبية متزايدة عنه. لكنه ظل على اتصال وثيق بعدد من المذيعين العاملين فيها، بل إنه رأى بعضهم في منتجعه في فلوريدا".
من ناحية أخرى، يرى بعض كبار المسؤولين السابقين في البيت الأبيض أن "النصوص تجعل دور هانيتي وآخرين يبدو أكبر مما كان عليه".