هل تُنهي مبادرة "الإطار التنسيقي" العراقي الأزمة السياسية في البلاد؟

الأزمة العراقية التي تصاعدت على خلفية نتائج الانتخابات الأخيرة لا تزال تثير جدلاً واسعاً بين القوى السياسية والحزبية الفاعلة في العراق.. فهل تكون مبادرة الإطار التنسيقي حلاً للأزمة؟

  • هل تنهي مبادرة
    هل تُنهي مبادرة "الإطار التنسيقي" العراقي الأزمة السياسية في البلاد؟

قدّم الإطار التنسيقيّ العراقيّ مبادرة للحلّ في العراق، فهل تخرج بغداد من الانسداد السياسيّ الذي تشهده في هذه الأيام؟ وماذا تعكس دعوات التهدئة والاستعداد للتعاون من أجل إطفاء أحداث ميسان الأمنية على المناخ السياسيّ؟

ودعا الإطار التنسيقي يوم أمس، في بيان، القوى السياسية والشخصيات الوطنية إلى "التواصل والحوار لإنجاز الاستحقاقات الدستورية"، كما دعا الكتلة النيابية الأكثر عدداً إلى "الاتفاق على معايير اختيار رئيس وزراء قوي وكفوء".

وتعليقاً على مبادرة الإطار التنسيقيّ، قال عضو ائتلاف دولة القانون، زهير الجلبي، في حديث إلى الميادين، إنّ "مبادرة الإطار التنسيقي جاءت بعد كثير من المناكفات وما جرى في البرلمان"، مشيراً إلى أنّ "تزوير العملية الانتخابية كان بمثابة انقلاب على العملية السياسية".

وأضاف الجلبي أنّ "ما حدث داخل قبة البرلمان كان بمثابة الخطوة الأولى في الانقلاب"، معتبراً أنّ "التيار الصدري يتعامل بعناد سياسي لجهة عدم التعامل مع كامل مكونات الإطار التنسيقي".

وتابع أنّ "الذهاب إلى حكومة أغلبية بنصف المكون الشيعي سيؤدي إلى كارثة في مجلس الوزراء"، كاشفاً أنّ "الإمارات كانت تقف خلف انقلاب يدبَّر للعراق".

وأشار عضو ائتلاف دولة القانون إلى أنّ "كثيراً من الكتل السياسية داخل الإطار التنسيقي شعر بغبن بعد تزوير الانتخابات"، مؤكداً أنّه "يجب تطويق خطر القتال الشيعي الشيعي، لأنه يستهدف الجميع".

وفي السياق نفسه، قال عضو تحالف السيادة، صالح الرديني، للميادين، إنّ "الانسداد ناجم عن تمسك الإطار التنسيقي بوحدته وتمسك التيار الصدري بموقفه"، معتبراً أنّ "عملية انتخاب رئيس البرلمان العراقي لم تكن انقلاباً".

وأشار الرديني إلى أنّ "هناك مرونة ونوعاً من الحوار انطلق الآن بشأن التوصل إلى حلول"،  مضيفاً: "أعتقد أن هناك حلحلة للأمور، والكل حريص على عدم تأخر تشكيل الحكومة".

وشدد عضو تحالف السيادة على أنّ "الحشد الشعبي لكل العراقيين، ولا يخص فئة معينة".

بدوره، أكد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني، طارق جوهر، للميادين، أنّ هناك "اجتماعات في البيت الكردي من أجل الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية"، لافتاً إلى أنّ "دبلوماسية الساعات الأخيرة تجري للتوصل إلى اتفاقات في البيتين الشيعي والكردي".

وقال جوهر:  "أعتقد أن الإطار التنسيقي والتيار الصدري يتجهان إلى مرحلة جديدة".

وكانت محافظة ميسان شهدت توترات، يوم أمس الأربعاء، على خلفية اغتيال الناشط الصدري كرار أبو رغيف وزوجته. 

وكان رئيس "تحالف الفتح"، هادي العامري، حذّر  في وقت سابق من الانجرار وراء الفتن والانصياع لمشاعر الغضب، بعد التصعيد الذي شهدته محافظة ميسان مؤخراً.

وفي السياق، دعا كلّ من "التيار الصدري" و"عصائب أهل الحق" إلى التحلي "بأعلى درجات ضبط النفس".

وأعلن الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" الشيخ قيس الخزعلي، اليوم، تشكيل "لجنة للتعاون مع التيار الصدري من أجل كشف المسؤولين عن عمليات القتل في ميسان".

والتقى قائد "قوة القدس" في حرس الثورة الإيراني، إسماعيل قاآني، زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر يوم الثلاثاء في النجف.

وكشف مصدر سياسي، يوم الإثنين، عن قيام قائد "قوة القدس" إسماعيل قاآني بعقد اجتماعات مكثفة في العاصمة العراقية بغداد، من أجل حل الأزمة السياسية المرتبطة بتشكيل الحكومة الجديدة.

وتأتي مبادرة الإطار التنسيقي من أجل إيجاد مخرج للأزمة وإعادة تحريك عجلة المؤسسات بعد وساطات متعددة، أبرزها مسعى العميد قاآني.

والمشهد السياسيّ المعقّد الذي يعيشه العراق في هذه الأيام جعل باب التوقّعات مفتوحاً على مزيد من الأزمات، إذا استمرت الخروقات الدستورية وعدم التجاوب مع المبادرات، بحسب الخبراء.

اخترنا لك