موقع أميركي: هل يحاول ابن سلمان الانتقام من بايدن؟
موقع أميركي يقول إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يلوّح بورقة النفط للانتقام من الرئيس الأميركي جو بايدن، كيف؟
قال موقع "ذا انترسبت" إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يحاول الانتقام من الديموقراطيين ومن الرئيس الأميركي عبر رفع أسعار النفط، وزيادة معدلات التضخم العالمية.
وأرجع الموقع خطوة ابن سلمان الى مواقف الحزب الديموقراطي وبايدن الأخيرة تجاه المملكة، مقارناً بين امتثال الرياض لطلب الرئيس السابق دونالد ترامب قبل سنوات خفض أسعار النفط من خلال زيادة الإنتاج، وتجاهلها طلب بايدن منذ شهرين في زيادة الإنتاج مرة أخرى بعد ارتفاع الأسعار.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن ربط، في تصريحات لشبكة "سي أن أن" الأميركية، الشهر الماضي ارتفاع أسعار الوقود في الأسواق العالمية بالسعودية وقلة العرض من دول أوبك، وكذلك بـ"الكثير من الأشخاص في الشرق الأوسط" الذين يريدون التحدث معه، لكنه يستبعد التحدث معهم.
ابن سلمان يرفض الامتثال لدعوات بايدن المتعلقة بأسعار النفط
ولم يحدد بايدن الأشخاص الذين قال إنهم يريدون التحدث "في الشرق الأوسط"، لكنه أكّد منذ توليه السلطة أنه لن يتواصل مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وسيتواصل فقط مع الملك سلمان بن عبد العزيز، وفقاً للشبكة الأميركية.
وأشار تقرير "إنترسيبت" إلى أن ابن سلمان يرفض الامتثال لدعوات بايدن المتعلقة بأسعار النفط بسبب "عدم حصوله على لقاء مع بايدن لغاية الآن، وأيضاً نتيجة انسحاب الولايات المتحدة من الحرب في اليمن".
بايدن قال في وقت سابق إن إدارته لديها سبل للتعامل مع ارتفاع أسعار النفط بعد أن رفضت أوبك وحلفاؤها (أوبك+) المناشدات الأميركية للمنتجين لضخ مزيد من الخام.
وكانت وزيرة الطاقة الأميركية قالت إن الرئيس بايدن قد يتخذ إجراءات في وقت قريب لمعالجة الارتفاع الحاد في أسعار البنزين.
وقارن الموقع بين مواقف السعودية بين ولايتي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، والحالي جو بايدن، مشيراً إلى أن "الرياض امتثلت لطلب ترمب في 2018 حين دعاها في حينه لخفض أسعار النفط من خلال زيادة الإنتاج".
حينها طلب الرئيس السابق دونالد ترامب في حزيران / يونيو عام 2018، من السعودية ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، خفض أسعار الطاقة من خلال زيادة الإنتاج، وامتثلت المملكة، ثم انخفضت الأسعار إلى أدنى مستوياتها في عام 2020 وسط جائحة فيروس كورونا، وانخفض الاستخدام إلى مستويات قياسية.
يذكر أن أوبك+ رفضت، وهي مجموعة من المنتجين تضم السعودية وروسيا ودولا أخرى، يوم الخميس الماضي، مناشدات الولايات المتحدة لتجاوز خطة سابقة لزيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يومياً يومياً اعتباراً من كانون الأول/ديسمبر.
الموقع الأميركي قال أيضاً إن علي الشهاب، الذي وصفه بأنه مواطن سعودي يعتبر صوتاً لمحمد بن سلمان في واشنطن، غرّد في وقت سابق قائلاً إن "بايدن لديه رقم هاتف الشخص الذي سيتعين عليه الاتصال به إذا كان يريد أي خدمات".
Biden has the phone number of who he will have to call if he wants any favours: @CroftHelima "OPEC will come under increasingly intense pressure from Washington to open the production release valve and cap the upside” https://t.co/d09aml1JcT via @markets
— Ali Shihabi علي الشهابي (@aliShihabi) October 2, 2021
موقف بايدن أكثر تشدداً تجاه الرياض
وكتب الشهابي في تصريح للموقع، أن "السعودية بذلت الكثير من العمل في جعل أوبك + متماسكة للعمل منذ الأزمة التي أسقطت العقود الآجلة للنفط إلى ما دون الصفر، وقال إن المملكة "تستاء من إلقاء اللوم عليها بسبب ما هو في الأساس مشكلة هيكلية ليست من صنعها في الولايات المتحدة والتي أعاقت إنتاجها للطاقة".
كذلك تطرق الموقع إلى سياسات النفط والاقتصاد والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، حيث مضت إدارة بايدن قدماً في بيع أسلحة كبيرة إلى المملكة العربية السعودية بسبب حربها في اليمن، بينما كانت تتعرض لانتقادات شديدة من عضو في مجلس النواب الأميركي، إلهان عمر.
عمر التي قدّمت مشروع قانون لمنع إتمام صفقة صواريخ جو - جو للسعودية بقيمة 650 مليون دولار، قالت إنها قدّمت المشروع المعروف باسم "قرار الرفض المشترك" بسبب "دور السعودية في الحرب في اليمن، والتي تعدّ واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية"، وأيضاً بسبب "سجلّها في مجال حقوق الإنسان".
ويتخذ الرئيس الأميركي جو بايدن موقفاً يصفه مراقبون بأنه "أشد" من سلفه دونالد ترامب تجاه الرياض في ما يتعلق بسجلّها في مجال حقوق الإنسان وحرب اليمن.
وكانت إدارة بايدن أصدرت في بدايات هذا العام تقريراً للمخابرات الأميركية، وجّه أصابع الاتهام للأمير محمد بن سلمان في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018.
وأعلن بايدن مطلع شباط/ فبراير الماضي وقف الدعم للحرب على اليمن، مؤكداً أن الدبلوماسية الأميركية عائدة وأن أبرز ما يميز بلاده هي تحالفاتها، لكن المفارقة أن الحرب على اليمن ما زالت مستمرة حتى اليوم.