موسكو تشير إلى براءة اختراع أميركية رقم 8967029 حول السلاح البيولوجي.. ما العلاقة؟
جنرال في الجيش الروسي يتهم الولايات المتحدة بمخالفة التزاماتها أمام المجتمع الدولي في مجال الأسلحة البيولوجية والكيميائية.
قال قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي، إيغور كيريلوف، اليوم الأحد في حوار مع شبكة "RT" بمناسبة ذكرى إنشاء معاهدة حظر الأسلحة البيولوجية عام 1975، إنَّ "أنشطة المختبرات البيولوجية الأميركية في أوكرانيا ودولٍ أخرى تستدعي الكثير من التساؤلات بشأن مدى التزام واشنطن بالمعاهدة المذكورة، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1540 الخاص بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل".
وأشار الجنرال الروسي إلى أنَّ "قلق موسكو في هذا الصدد مرتبطٌ باحتفاظ الولايات المتحدة في قانونها ببنودٍ تسمح لها بمواصلة العمل في مجال تطوير الأسلحة البيولوجية، على الرغم من أن ذلك يخالف مسؤولياتها الدولية في هذا المجال".
وأوضح أنَّ "الولايات المتحدة لدى إبرامها بروتوكول جنيف، الخاص بحظر استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في النزاعات المسلحة الدولية، قدّمت سلسلةَ تحفّظاتٍ يسمح أحدها بأن تستخدم هذا النوع من السلاح بإجراءٍ جوابيٍّ".
ولفت كيريلوف إلى أنَّ القانون الفيدرالي الأميركي، الذي يحمل اسم "وحدة وتلاحم الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب"، يسمح بإجراءِ بحوثٍ في مجال الأسلحة البيولوجية بتفويضٍ من الحكومة الأميركية"، مؤكِّداً أنَّ "الولايات المتحدة تعمل ضمن إطار هذه البحوث بشكلٍ خاصٍّ على تطوير وتسجيل براءاتِ اختراعِ وسائل خاصة بنقل واستخدام أسلحةٍ بيولوجيةٍ".
وبيّن الجنرال أنّه يقصد بذلك "شهادة براءة الاختراع رقم 8967029، المسجّلة بتاريخ 3 آذار/مارس 2015، وهي تخصّ طائرةً مسيّرةً مخصَّصةً لنشر حشراتٍ مُصابة بفيروساتٍ في الجو". وأوضح أنَّ الهدف من ذلك هو "تدمير قوات العدو، أو إخراجها من الخدمة، من دون تعريض العسكريين الأميركيين لأيِّ خطرٍ".
وكشف كيريلوف أنَّ واشنطن بررت ذلك، ردّاً على استفسارٍ قدّمته وزارة الخارجية الروسية في العام 2018، بالقول إنَّ "إصدار شهادة الاختراع لهذه الطائرة لا يعني تطويرها على أرض الواقع".
وشدَّد على أنَّ هذا الموقف لا يصمد أمام التمحيص، خاصّةً أنَّ "معايير مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية (USPTO) تنصّ على أنَّ شهادة الاختراع تصدر لمنتجٍ محدَّدٍ وليس لفكرةٍ غيرِ مجسَّدة".
وذكّر كيريلوف بالوثائق التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأسابيع الماضية بشأن "إدارة البنتاغون 30 مختبراً بيولوجياً في أوكرانيا، أجريت فيها بحوثٌ تخصّ فيروساتٍ خطيرةً للغاية"، وقال: "بدون أدنى شكّ، تشكّل أنشطة المختبرات البيولوجية قرب حدود روسيا مخاطر على الأمن البيولوجي لدولتنا".
واتّهم القيادي العسكري الروسي الولايات المتحدة بالصّمت عن أنشطتها البيولوجية العسكرية في أوكرانيا في التقارير السنوية التي تقدّمها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، في إطار إجراءات تعزيز الثقة الرامية إلى الرقابة على تطبيق معاهدة حظر الأسلحة البيولوجية.
وتابع: "يمثل هذا الكتمان سبباً آخر للتفكير في أهداف البنتاغون الحقيقية في أوكرانيا".