مقدمةً بيانات.. بكين تنفي مزاعم واشنطن بشأن "فخ الديون الصينية"
الصين تنتقد مزاعم الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية بشأن "فخّ الديون الصينية" في أفريقيا، وتقدم قائمة مفصلة من البيانات لإظهار الطبيعة المربحة للتعاون بين الصين وأفريقيا.
-
الخارجية الصينية: واشنطن تسعى لدقّ إسفين بين الصين والدول النامية الأخرى من خلال ادعاءات كاذبة
انتقدت الصين، اليوم الخميس، مزاعم الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية بشأن "فخّ الديون الصينية" في أفريقيا، وقدمت قائمة من البيانات لإظهار الطبيعة المربحة للتعاون بين الصين وأفريقيا.
وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، في مؤتمر صحافي، المسؤولين الغربيين ووسائل الإعلام الغربية، "لسعيهم إلى دقّ إسفين بين الصين والدول النامية الأخرى من خلال تضخيم ادعاء كاذب"، وفقاً لصحيفة "غلوبال تايمز" الصينية.
ورداً على سؤال بشأن مزاعم "فخّ الديون الصينية"، التي تحدث عنها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال رحلة قام بها إلى أفريقيا، قال وانغ إنّ "مثل هذه المطالبات لا أساس لها من الصحّة، وتستخدمها الولايات المتحدة ومسؤولون غربيون آخرون لإبعاد المسؤولية عن أنفسهم".
وقال وانغ وين بين: "لقد أظهرت البيانات الصادرة عن البنك الدولي أنه بحلول نهاية عام 2020، استحوذ عدد الدائنين التجاريين والدائنين متعددي الأطراف على 40% و34% على التوالي في 82 من الديون الخارجية للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، واستحوذ الدائنون الثنائيون على 26%"، وتابع مشيراً إلى أن "الصين تمثل أقل من 10%".
وأضاف أنّ "بيانات البنك الدولي أظهرت أيضاً أنّه في الديون الخارجية المضافة حديثاً، والتي بلغت 475.2 مليار دولار في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بين عامي 2015 و2020، بلغ الدين التجاري من السوق المالية العالمية 39%، نقلاً عن الشبكة الأوروبية للديون والدين، بينما أظهر مسح التنمية أن 95% من الديون السيادية في 31 دولة مثقلة بالديون كانت تحتفظ بها شركات مالية في الدول الغربية".
ولفت المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إلى أنه "خلال السنوات السبع المقبلة، تحتاج البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل إلى سداد ديونها البالغة 940 مليار دولار، وفقاً لتقديرات البنك الدولي، منها 67% ستذهب إلى الشركات المالية الغربية والدائنين، وسيتدفق 14% فقط إلى الصين أي نحو 130.8 مليار دولار، وفقاً للبنك الدولي".
وتابع وانغ مؤكداً أنّ "القروض التي أصدرتها الصين لها أسعار فائدة ثابتة، وأقلّ من السعر التجاري البالغ 5%، وأقلّ من معدل 4% إلى 10% للديون السيادية لمدّة 10 سنوات الصادرة عن بنك التنمية الأفريقي".
ولفت إلى أنّ "ضغوط الدول من أجل السداد تتجه لتصبح أثقل مع توجه الولايات المتحدة إلى رفع أسعار الفائدة مسبقاً".
كما أشار وانغ وين بين إلى أنّ "الصين تعمل بنشاط للمساعدة في تقليل أعباء سداد الديون على البلدان النامية، بما في ذلك التنفيذ الكامل لمبادرة مجموعة العشرين لتعليق خدمة الديون، بينما في المقابل يرفض الدائنون الغربيون والمؤسسات متعددة الأطراف، التي تمتلك نسبة أكبر من ديون الدول النامية، المشاركة في المبادرة".
وختم المتحدث باسم الخارجية الصينية تعليقه بأنّ "محاولة بعض المسؤولين الغربيين ووسائل الإعلام تضليل مزاعم "فخ الديون الصينية" بتقويض التعاون بين الصين والدول النامية الأخرى لن تخدع الأشخاص الأذكياء في تلك الدول النامية".
واشنطن "تعتزم مواجهة" روسيا والصين في أفريقيا
وكشفت الولايات المتحدة، في 8 آب/أغسطس، عن إعادة صياغة شاملة لسياستها في أفريقيا جنوبي الصحراء، إذ تعتزم "مواجهة الوجود الروسي والوجود الصيني، وتطوير أساليب غير عسكرية ضد الإرهاب"، في استراتيجية جديدة تزامنت مع بدء وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، جولته الأفريقية الثانية، التي تقوده إلى جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا.
وقام وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بجولة أفريقية مهمة شملت بريتوريا و كينشاسا وكيغالي، أعلن فيها عن الوثيقة، وتحدث عن بداية فصل جديد، وقال "اليوم ليس تتويجاً لشراكتنا.. الرئيس بايدن يتطلع إلى لقاء رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في واشنطن الشهر المقبل"، قبل قمة أميركية - أفريقية من المقرر عقدها في 13 كانون الأول/ديسمبر في واشنطن.
واعتبرت الوثيقة الجديدة أنّ "المجتمعات المفتوحة تميل عموماً إلى العمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وجذب مزيد من التبادلات التجارية والاستثمارات الأميركية، ومواجهة الأنشطة الضارة لجمهورية الصين الشعبية وروسيا والجهات الأجنبية الأخرى".
وزعمت الوثيقة الأميركية أنّ بكين تتصرف في أفريقيا كأنّها "ساحة لتحدي النظام الدولي القائم على قواعد، ولتعزيز مصالحها التجارية والجيوسياسية الخالصة، ولإضعاف علاقات الولايات المتحدة بالشعوب والحكومات الأفريقية"، كما هاجمت الوثيقة السياسة الروسية، واتهمتها بأنّها "ترى أنّ المنطقة تمثّل بيئة مستباحة للشركات شبه الحكومية والعسكرية الخاصة، وغالباً ما تخلق حالة من عدم الاستقرار من أجل كسب مزايا استراتيجية ومالية".
وتأتي الاستراتيجية الجديدة وسط انتقادات لعدم جدوى الدور الأميركي والغربي عموماً في الحرب العسكرية ضد الجماعات المتطرفة في أفريقيا،وتهدف زيارة بلينكن إلى محاولة تقريب جنوب أفريقيا دبلوماسياً والتصدي للنفوذ الروسي في القارة، بعد وقت قصير من زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أفريقيا نهاية تموز/يوليو الماضي، والتي شملت الكونغو وأوغندا ومصر وإثيوبيا.