مقتل 165 مليوناً ونهب 45 تريليوناً.. دراسة تكشف حصيلة لاستعمار بريطانيا الهند
دراسة علمية تكشف كيف تأسّس النظام الرأسمالي العالمي على الإبادة الجماعيّة الأوروبيّة للشعوب، والتي ألهمت فيما بعد هتلر وموسوليني وأدّت إلى نشوء الفاشيّة.
وجدت دراسة علمية، نشرت حديثاً، أنّ الاستعمار البريطاني تسبب في مقتل ما يقرب من 165 مليون شخص في الهند من عام 1880 إلى عام 1920.
ووفقاً للدراسة، التي نشرها عالم الأنثروبولوجيا الاقتصادية جيسون هيكيل، في المجلّة الأكاديمية World Development، فإنّ "هذا الرقم أكبر من إجمالي عدد القتلى في الحربين العالميتين ، بما في ذلك المحرقة النازية".
وبحسب الدراسة، فإنّ هذا الرقم لا يشمل عشرات الملايين من الهنود الذين ماتوا في مجاعات من صنع الإنسان تسببت فيها الإمبراطورية البريطانية.
ففي مجاعة البنغال سيئة السمعة في عام 1943 ، مات ما يقدر بنحو 3 ملايين هندي جوعاً ، بينما صدرت الحكومة البريطانية الطعام، وحظرت واردات الحبوب.
ووجدت الدراسة، أنّ "مجاعة البنغال لم تكن نتيجة لأسباب طبيعية، لقد كانت نتاج سياسات رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل".
The Bengal famine of 1943 killed 2-3 million people, when Bengal was part of British-ruled India.
— Sasha Alyson 🌍🌏🌎 Karma Colonialism (@TrojanAid) September 2, 2021
There was food -- but Winston Churchill ordered it be exported and stockpiled in case Europe needed it as the war dragged on.https://t.co/rIs4vz1yWG pic.twitter.com/ue1H4gBkfZ
وقام السياسي الهندي شاشي ثارور، الذي شغل منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، بتوثيق جرائم الإمبراطورية البريطانية، لا سيّما في عهد تشرشل.
وشدد ثارور على أنّ " يديه ملطختان بالدماء مثل هتلر ". وأشار إلى "القرارات التي وقعها تشرشل شخصياً خلال مجاعة البنغال ، عندما توفي 4.3 مليون شخص بسبب القرارات التي اتخذها أو أقرها".
وتقول الدراسة إنّه في الفترة من 1880 إلى 1920 - ذروة القوّة الإمبراطورية البريطانية - كانت الهند مدمّرة. إذ تكشف التعدادات السكانية الشاملة التي أجراها النظام الاستعماري في بداية ثمانينيات القرن التاسع عشر، أنّ معدل الوفيات زاد بشكل كبير خلال هذه الفترة ، من 37.2 حالة وفاة لكل 1000 شخص في ثمانينيات القرن التاسع عشر، إلى 44.2 حالة وفاة في عام 1910 . كما أنّ متوسط العمر المتوقع انخفض من 26.7 سنة إلى 21.9 سنة .
ووفقاً للدراسة، فإنّ "حوالى 50 مليون حالة وفاة زائدة حدثت تحت رعاية الاستعمار البريطاني خلال الفترة من 1891 إلى 1920".
وتضيف أنّ هذه الجرائم التي ارتكبتها الإمبراطوريات الأوروبية خارج حدودها- أدولف هتلر وبينيتو موسوليني- ، أدّت إلى ظهور أنظمة فاشية ارتكبت جرائم إبادة جماعية مماثلة داخل حدودها.
سرقة ما لا يقل عن 45 تريليون دولار من الثروة الهندية
وتشير الدراسة، إلى أنّه خلال 200 عام من الإستعمار، سرقت الإمبراطورية البريطانية ما لا يقل عن 45 تريليون دولار من الثروة من الهند، حسب ما أفاد أحد الاقتصاديين البارزين.
"Over roughly 200 years, the East India Company and the British Raj siphoned out at least £9.2 trillion (or $44.6 trillion)... To put that sum in context, Britain’s 2018 GDP estimate is about $3 trillion" https://t.co/1iyV3oXrjJ
— AnnieZaidi (@anniezaidi) November 19, 2018
وخلال عامي 1765 و 1938 ، بلغ حجم الاستنزاف 9.2 تريليون جنيه إسترليني (ما يعادل 45 تريليون دولار) ، مع أخذ فائض الصادرات الهندية كمقياس، ومضاعفته بمعدل فائدة 5٪.
وتقول الدراسة،"نظراً لأنّ بريطانيا أخذت جميع الأرباح، فإنّ الركود الذي شهدته البلاد لم يكن مفاجئاً. وتتابع: "موت الناس العاديون مثل الذباب بسبب نقص التغذية والمرض".
ونظراً لضغوط الضرائب المرتفعة على القوّة الشرائية للهنود العاديين، انخفض الاستهلاك السنوي للفرد من الحبوب الغذائية من 200 كجم في عام 1900 إلى 157 كجم عشية الحرب العالمية الثانية ، ثمّ انخفض إلى 137 كجم بحلول عام 1946.
النظام العالمي تأسّس على الإبادة الجماعية
وتقول الدراسة، إنّ " النظام الرأسمالي الحديث لم يكن ليوجد بدون الاستعمار والاستنزاف".
ففي منتصف القرن التاسع عشر ، كانت بريطانيا تعاني من عجز في الحساب الجاري مع أوروبا القارية وأميركا الشمالية ، وفي الوقت نفسه، كانت تستثمر بشكل كبير في هذه المناطق.
وتساءلت الدراسة بالقول : "كيف كان من الممكن لبريطانيا أن تمتلك هذا القدر من الرأسمال الذي ذهب لبناء السكك الحديدية والطرق والمصانع في الولايات المتحدة وأوروبا القارية"؟
وتضيف أنّ "بريطانيا عملت على تسوية عجز ميزان المدفوعات مع هذه المناطق من خلال الاستيلاء على الذهب المالي والفوركس.
وتمّ وضع كل النفقات الغير عادية مثل الحرب أيضاً على الميزانية الهندية، وكل ما لم تتمكن الهند من الوفاء به من خلال أرباح الصرف السنوية تمّ إظهاره على أنّه مديونيتها ، والتي تراكمت عليها على شكل فوائد.