معاناة مزمنة للأسيرات الأمّهات في سجون الاحتلال
توضح هيئة الأسرى أنه عندما يقترب موعد الولادة، يتم نقل الحامل إلى المستشفى مكبَّلةَ اليدين والرِّجْلين، ومحاطةً بعدد من المجنَّدات، بحجّة المحافظة على الأمن.
-
39 أسيرة بينهن 11 أماً في سجون الاحتلال
تحتجز سلطات الاحتلال الإسرائيلي نحو 4500 أسير في سجونها المتعدِّدة، بينهم 39 أسيرة، ضمنهنَّ 11 أُماً.
واعتقلت قوات الاحتلال، خلال سنوات الاحتلال الطويل، العشرات من النساء الحوامل، و بعضهن أنجبن أولادهن داخل السجن، فكانت الأسيرة المحرَّرة زكية شموط، من مدينة حيفا، والمعتقلة أواخر عام 1971، أولَ أسيرة فلسطينية تلد داخل سجون الاحتلال، بعد أن اعتُقلت وهي حامل في شهرها السادس، وأنجبت مولودتها داخل السجن. وكانت آخرهن الأسيرة فاطمة الزق، من غزة، والتي أنجبت طفلها أوائل عام 2009.
وتُجمع شهادات الأسيرات على أن الحوامل منهن لم يَظفرن بما يتلاءم مع كونهن في حاجة إلى اهتمام خاص، وفحوصات دائمة ودورية، ورعاية خاصة، من أجل متابعة أوضاعهن، وللتخفيف عنهن من عناء الحمل.
وتوضح هيئة الأسرى أنه عندما يقترب موعد الولادة، يتم نقل الحامل إلى المستشفى مكبَّلة اليدَين والرِّجْلَين، ومحاطةً بعدد من المجنَّدات، بحجَّة المحافظة على الأمن.
وتبقى الأسيرة مكبَّلة بالسلاسل، وهي في سرير المستشفى، ولا تُفَك قيودها سوى قبل دقائق معدودة من الولادة، من دون أن يُسمح لأيّ من أفراد العائلة بالحضور ساعة الولادة، والاطمئنان على الأم.
وبعد انتهاء الولادة، يُعاد تكبيل الأسيرة ثانيةً، وتعاد إلى السجن، من دون مراعاة لوضعها الصحي، وما عانته جرّاءَ تلك العملية الشاقّة.
وتُعتبر الأسيرة المحرَّرة فاطمة برناوي، الأسيرةَ الأولى التي اعتُقلت بتاريخ 14 تشرين الأول/أكتوبر عام 1967، وأمضت 10 سنوات في سجون الاحتلال.
أمّا "عميدة الأسيرات" فهي الأسيرة المحرَّرة لينا الجربوني، بحيث أمضت في السجن 15 سنةً متواصلة، قبل أن يُطلَق سراحها في نيسان/أبريل من عام 2017.
وتُشير الأرقام الموثَّقة لدى هيئة شؤون الأسرى إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ عام 1967 أكثر من 17 ألف فلسطينية، بينهن فتيات قاصرات وطالبات وأمّهات ومريضات وجريحات وحوامل، من دون مراعاة خصوصياتهن وحاجاتهنّ الخاصة.