معارض سوري للميادين: من دون حوار حقيقي مع الأسد لا يمكن الوصول إلى أفق

المعارض السوري، فاتح جاموس، يتحدث للميادين عن واقع المعارضة في سوريا، وتعاملها مع كارثة الزلزال، ويتناول العلاقات السورية مع دول الخارج، وخصوصاً تركيا.

  • المعارض السوري ومؤسس تيار
    المعارض السوري ومؤسس تيار "طريق التغيير السلمي" فاتح جاموس

أكّد المعارض السوري، مؤسس تيار "طريق التغيير السلمي"، فاتح جاموس، ضرورة الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد من أجل الوصول إلى أفق. 

وفي حوارٍ مع برنامج "بإيجاز" على شاشة الميادين، أوضح  المعارض السوري، أنّه "من دون حوار حقيقي بين المعارضة ورئيس الجمهورية أو من ينوب عنه، فإنّه فعلياً لا يمكن الوصول إلى أفق". 

ولفت جاموس، إلى أنّ "المعارضة السورية اليوم هي على درجة عالية من التفكك، ولاسيما المعارضة التي تتبع القوانين الأممية". 

ووفقاً له، فإنّ "نشاط المعارضة تراجع منذ عام 2011 حتى اليوم، وذلك مع تراجع القوانين الأممية، وتقدم فعالية السلطة السياسية من خلال تحالفاتها الخارجية، وخصوصاً روسيا وإيران".   

وأشار إلى أنّه "يجري إعادة النظر بمنظومة المعارضة بسبب الانقسامات العميقة فيما بينها، والتناقضات بين تركيا والسعودية والإمارات وغيرها من العوامل، رغم تشجيعنا الكامل لكثيرين من معارضة الخارج". 

ونصح المعارض السوري المعارضين في الخارج "من ذوي البنية الأخلاقية والوطنية" بأن "يعيدوا النظر ويعودوا إلى سوريا". 

القسم الكاسح من المعارضة حاولت الاستثمار سياسياً بكارثة الزلزال

وبالحديث عن المعارضة في سوريا وتعاملها مع الزلزال الذي ضرب البلاد، أشار المعارض السوري، إلى أنّ "القسم الكاسح منها توجّه إلى الاستثمار السياسي في كارثة الزلزال من خلال التشكيك بمواقف السلطات السورية ونبش كل المسائل التحريضية". 

وأضاف للميادين، أنّ "الكتلة الكاسحة من المعارضة السورية، وحتى التي اختلفت في ما بينها بالتأثيرات السعودية والتركية والأميركية، توجّهت إلى الاستثمار السياسي والضغط على السلطة السورية".  

وتابع أنّ "كتل واسعة من المعارضة السورية كانت تعلم أن دولاً كثيرة بدت وكأنها تتدخل إنسانياً في سوريا، لكنها في الأساس تعمل على تطوير الحل السياسي من خلال ممارسة الضغوط على السلطة السورية".  

وأوضح المعارض السوري للميادين، أنّ "الدول القوية تفكر بالاستثمار السياسي في مثل الكارثة التي وقعت في سوريا حتّى ولو كانت دوافعها ذات طابع إنساني بالشكل".  

وأعرب عن اعتقاده، بأنّ "عملية منع المساعدات من الدخول إلى بعض المناطق السورية هي نوع من إعادة الحياة للاستثمار السياسي تماماً كما يحصل بمحاولات إعادة العنف إلى بعض النقاط في سوريا". 

وأكّد أنّ "الدافع الإنساني في المساعدات كان مقتصراً على الكتل الاجتماعية الواسعة داخل سوريا وعلى الدول التي تضامنت بشكل سريع بعد وقوع الزلزال". 

وأضاف للميادين، أنّ "معظم الدول لم تتضامن في البداية مع سوريا باستثناء البعض، وعلى رأسها العراق مثلاً، الذي مر بمحن عبر التاريخ وقد تضامنت سوريا معه دولة وشعباً بشكل كبير".  

المعارضة تدعم الدولة لا السلطة

وعن توجّهات المعارضة في سوريا، أكّد المعارض السوري، فاتح جاموس، للميادين، أنّ "المعارضة تدعم الدولة لا السلطة السورية"، مضيفاً أنّ "التمييز في هذا الأمر مهم جداً خصوصاً في الأزمات، لأنّه لولا وجود مؤسسات الدولة لما تمكنّا من مواجهة تداعيات الزلزال".  

وقال، إنّ الفصائل الفاشية في شمال غربي سوريا تحاول الاستثمار السياسي، وهي تستغل الحالة التركية من أجل رفع مستوى تناقضها مع السلطة السورية، وهذا يأتي في إطار استقطاب التحالفات الخارجية".

وتابع: "عندما ندعم الجيش السوري ضد الجماعات الفاشية الخطرة، لا نكون بذلك داعمين للسلطة للسورية".   

وبيّن للميادين، أنّ "السلطة السياسية السورية لم تقم بالاستفادة من معارضة الداخل ذاتياً، بل هي استفادت منا موضوعياً تماماً كما تقدم المعارضة الخارجية موضوع استفادة لأميركا". 

ووصف خطاب الرئيس السوري بشار الأسد بـ "الخطاب المنطقي والطبيعي من قبل القوة الفعلية في السلطة، والقادرة على إصدار القرارات وتنفيذها"، مؤكّداً أنّه "خطاب ذو حالة وطنية من حيث المحتوى والشكل".  

ولفت المعارض السوري إلى أنّ "المشكلة ليست بمحتوى خطاب الرئيس الأسد وشكله، إنّما بالهامش الواسع الذي ابتعدت فيه السلطات السورية عن الفئات الشعبية التي كانت تمثلها سابقاً وعلى رأسها الطبقة الوسطى".  

ووفقاً له، فإنّ "الابتعاد الحاصل بين الطبقة الوسطى والسلطات السورية هو بسبب طبقة الفساد وحمايتها من قبل القانون من جهة، والتأثير الخارجي من جهة أخرى".  

الوضع الكارثي في سوريا وتركيا سيسهّل التقارب بينهما 

وبشأن تداعيات الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا سياسياً، أشار المعارض السوري إلى أنّ "الوضع الكارثي في هذين البلدين سيسهل التقارب بينهما"، مضيفاً أنّ هذا التقارب "سيتخطى الحاجة التكتيكية إلى الحاجة الاستراتيجية للخروج من المستنقع". 

ورأى أنّ "أي تقارب بين دمشق وأنقرة يأتي لصالح فتح نوافذ في عمليات التراكم السيئة بين البلدين بسبب الحرب"، مشيراً إلى أنّ الزلزال "سيسهّل هذا المسار". 

وشدّد للميادين على أنّه "من حق الدولة السورية أن ترد سياسياً على كل المواقف التي ظهرت من أعلى الهرم العالمي وصولاً إلى الداخل السوري بسبب مستوى الحصار القائم عليها"، لافتاً إلى أنّ  "سوريا، كان عليها تحريك الأمور ما بعد الزلزال سياسياً كيلا تتفاقم بصورة قاتمة".   

وأضاف المعارض السوري، في السياق، أنّ "هناك محاولات للتفاهم مع سوريا من بعض دول الخليج بوساطة الإمارات"، لافتاً إلى أنّ "أزمة الزلزال جاءت لتسرع هذا الأمر، لكن ليس لأسباب إنسانية وأخلاقية، إنّما سياسية".  

وفيما يتعلّق بالموقف الغربي من سوريا، قال المعارض السوري للميادين إنّ "كل الدول الغربية بالمطلق، وعلى رأسها أميركا، وحتى أدواتها في الداخل السوري، هي لا تهتم بتحسين حالة الكتلة الاجتماعية السورية".  

وبحسب المعارض السوري، فإنّ "جميع الدول كان لديها رهاب من الموقف الأميركي حيال سوريا، وهي لم تتلكأ بعد الزلزال فحسب، بل استمرت بمواقفها السابقة التي تتلاءم والسياسة الأميركية".  

اخترنا لك