مساعدات السعودية لباكستان تقرع جرس الإنذار في إسلام آباد
صحيفة "ذا ميديا لاين" تلفت إلى السياسة المالية السعودية الجديدة المتّبعة مع اسلام آباد، وتكشف مصالح الرياض من دعم باكستان المتواجدة على حدود إيران.
تتخوف باكستان من إيقاف السعودية للمساعدات المالية التي تقدّمها لها، ولا سيما مع تغيير الرياض طريقة تقديمها للمساعدات لحلفائها حول العالم، مشترطةً "إجراء إصلاحات"، بدلاً من "تقديم منح مُباشرة وودائع دون شروط".
وقبل أيام، صرّح وزير المالية السعودي محمد الجدعان بأنّ السعودية تدخّلت للمساعدة في استقرار باكستان، لافتاً إلى أنّ "النهج الجديد واضح بالفعل في الطريقة التي توزع بها المملكة السخاء، ومصر مثال على ذلك".
صحيفة "ذا ميديا لاين"، نقلت عن وزير التخطيط والتنمية في وزارة المالية الباكستانية حامد يعقوب، قوله: "لن يتم تطبيق الشروط السعودية الجديدة على الالتزامات التي تمّ التعهد بها بالفعل لبلادنا، لكن سياسة السعودية الجديدة ستكون قابلة للتطبيق في المستقبل علينا".
وفي وقتٍ سابق، وجّه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بدراسة زيادة استثمارات المملكة في باكستان لتصل إلى 10 مليارات دولار، بدلاً من مليار دولار تم الإعلان عنها سابقاً في آب/أغسطس الماضي، كما أعلنت الرياض أنّها ستزيد سقف الودائع في البنك المركزي الباكستاني إلى 5 مليارات دولار، من 3 مليارات.
من جانبه، قال المستشار الاقتصادي لحركة "إنصاف" الباكستانية حماد أزهر إنّ "إعلان السعودية عن تقديم مساعدات مشروطة بالإصلاحات الاقتصادية هو بالتأكيد جرس إنذار لباكستان".
ولفت أزهر إلى أنّ الحكومة الباكستانية الحالية "تعمد تدمير الاقتصاد لفرض حالة طوارئ اقتصادية وتجنّب الانتخابات العامة"، مشيراً إلى أنّ الشعب الباكستاني شهد منذ نيسان/أبريل 2022 أسوأ نمط لصنع القرار والحكم. فقد نهبوا أموال باكستان وأخذوها إلى لندن، متسائلاً كيف يمكن لمثل هؤلاء أن يطوروا باكستان؟
وأضاف: "السعودية ليست الدولة المانحة الوحيدة التي تدعم باكستان بل هناك دول أخرى".
من جهته، قال مسؤول كبير في وزارة المالية الباكستانية، للصحيفة دون أن يكشف عن هويته إنّ الوضع في البلاد "حرج" ويجب على البلاد إظهار تقدّم في الإصلاحات الاقتصادية.
وأضاف لـ"ميديا لاين": "عندما لا تقف دولة على قدميها رغم المساعدات المستمرة، فإنّ ذلك يعتبر فشلاً للسياسة الاقتصادية. علينا أن نتخذ خطوات حتمية لإيصال الرسالة إلى دولنا الصديقة بأن باكستان جادة بشأن الإصلاحات الاقتصادية".
بدوره، لفت مدير العمليات في مركز ميدستون للشؤون الدولية فاران جيفري إلى أنّ دولاً مثل باكستان "التي كانت تتلقى مساعدات غير مشروطة تاريخياً من السعودية، يجب أن تفهم أنّ هذه ليست السعودية القديمة التي اعتادوا عليها. فالسعوديون لا يريدون أن يتم اصطحابهم في رحلة مجانية لمجرّد أن لديهم بعض المال الإضافي".
وعن المكاسب السعودية لمساعدة باكستان، أشار جيفري إلى أنّ "السعودية ستستفيد من باكستان في أشياء عدّة منها القوة البشرية المدنية، والقوة العسكرية، والأهم منذ هذا وذاك هو تموضع باكستان على حدود إيران".
ويشهد الاقتصاد الباكستاني حالةً من التدهور مما أثّر بشدّة على جميع مجالات الحياة، ولم يُقّدم صانعو السياسة في البلاد حلاً ملموساً وقابلاً للتطبيق لتصحيح المشكلة الاقتصادية.