مسؤول في البيت الأبيض: بايدن لا يفكّر في إقالة وزير الدفاع على الرغم من وضعه الصحي
قضية تأخر الرئيس الأميركي جو بايدن أربعة أيام بالاطلاع على دخول وزير دفاعه لويد أوستن إلى المستشفى مطلع العام الحالي تتفاعل، مع انطلاق حملة تطالب بإقالة أوستن، ورفض البيت الأبيض لذلك.
صرّح مسؤول في البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن لا يفكّر في إقالة وزير الدفاع لويد أوستن، مشيراً إلى أنّه لا يعلم إن كان الوزير غائباً عن الوعي في الأيام الماضية.
وكانت صحيفة "تلغراف" البريطانية ذكرت أنّ عدم إبلاغ الرئيس الأميركي جو بايدن بدخول أوستن (70 عاماً) إلى المستشفى أدّى إلى زيادة الضغط على البيت الأبيض لاتخاذ إجراء بحقّه.
وجاءت هذه الهفوة الواضحة، وفقاً لـ"تلغراف"، مع استمرار الحرب في غزة وأوكرانيا، ما أدّى إلى زيادة الضغط على البيت الأبيض لاتخاذ إجراء، حيث دعا الجمهوريون إلى استبدال وزير الدفاع.
بدوره، قال عضو مجلس الشيوخ عن أركنساس، توم كوتون، إنّه "لا بدّ من وجود عواقب لهذا الانهيار المروّع، إذا كان هذا التقرير صحيحاً".
ورأى عضو القوات المسلحة في مجلس النواب، جيم بانكس، أنّ أوستن "كان كارثةً منذ اليوم الأوّل". وأضاف أنّه "يجب استبداله بشخص يركّز على جعل الجيش مستعداً للقتال وكسب الحروب بدلاً من تعزيز القضايا السياسية لإدارة بايدن".
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة الغارديان عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ دخول وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى المستشفى "ظل سراً لفترة أطول مما كان معروفاً من قبل"، وأنّ نائبته كانت من ضمن الأشخاص الذين "ظلوا في الظلام" لعدّة أيام، مثل بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي أكّد في مؤتمر صحافي أنّه "لم يكن على علم بمشكلة أوستن الطبية".
ونقلت الغارديان تفاصيل جديدة نشرها البنتاغون حول دخول أوستن إلى المستشفى، مشيرةً إلى أنّه خضع لإجراء طبي أولي بتاريخ 22 كانون الأول/ديسمبر، ثم عاد إلى منزله في اليوم التالي، قبل أن يتمّ إدخاله في اليوم الأول من العام الجديد إلى العناية المركزة في مستشفى والتر ريد العسكري في ميريلاند بعد معاناته من آلام شديدة.
وقال مسؤول أميركي إن نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس تولّت بعض واجباته العملياتية يوم الثلاثاء 2 كانون الثاني/يناير، بينما كانت تقضي إجازة في بورتوريكو. لكن ثلاثة مسؤولين قالوا لرويترز إن هيكس لم يتم إخباره بسبب عدم تواجد أوستن حتى يوم الخميس 4 يناير. وقال خمسة مسؤولين إن هذا هو نفس اليوم الذي أُبلغ فيه بايدن وغيره من كبار المسؤولين في البيت الأبيض بالأمر.
ويأتي هذا الخلل ليعكس صورة سلبية عن جاهزية الولايات المتحدة لمواجهة أعدائها في لحظة سياسية مضطربة على مستوى العالم، خصوصاً أنّ وزير الدفاع يقف بعد الرئيس مباشرةً على رأس سلسلة القيادة في الجيش الأميركي، وتتطلّب مهامه أن يكون متاحاً في أي لحظة للتعامل مع أي نوع من أزمات الأمن القومي، ومستعداً لإجراء سلسلة من الاتصالات في حالة وقوع أي هجوم كبير، وهو ما لا يمكن القيام به من على سرير في غرفة العناية المركّزة.
وسبق أن ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية أنّه لم يتّضح متى تمّ إخبار البيت الأبيض ومسؤولين أميركيين رئيسين آخرين بوجود أوستن في مركز "والتر ريد" الطبي العسكري الوطني، في ولاية ماريلاند، ما يعكس "افتقاراً مذهلاً إلى الشفافية بشأن مرضه، ومدى خطورته".
وقالت إنّ "هذه السرية، في وقت تعاني الولايات المتحدة عدداً لا يحصى من أزمات مرتبطة بالأمن القومي، تتعارض مع الممارسة المعتادة مع الرئيس وغيره من كبار المسؤولين الأميركيين وأعضاء الحكومة".
وأشارت الوكالة إلى أنّ دخول أوستن المستشفى يأتي في وقت تتعرض القواعد والمواقع العسكرية الأميركية في سوريا والعراق لهجماتٍ متكررة، كما تتعرض الشحنات التجارية المتجهة إلى "إسرائيل" لهجماتٍ من جانب اليمنيين، وفي ظلّ استمرار العدوان على غزة، و"هذه الأمور تستدعي مناقشاتٍ وقراراتٍ حساسة رفيعة المستوى من جانب أوستن وغيره من القادة العسكريين الرئيسين".