مسؤول سابق في الـ "CIA": رحيل الأسد ليس بتلك الصفعة لمحور المقاومة كما يروّج
مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يقول إن هناك بالتأكيد تداعيات لانهيار حكم الأسد في سوريا، لكنه يؤكد أنه ليس تلك الصفعة لمحور المقاومة.
أشار مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (C. I. A)، بول بيلار، إلى أنّ "عائلة الأسد حكمت في سوريا منذ عام 1970، وبالتالي فإن تعطيل التركيبة التي كانت قائمة لمدة أكثر من نصف قرن، لا بدّ أن تكون له تداعيات تقوّض الاستقرار".
وفي مقال نشره موقع "National Interest" الأميركي، رأى الكاتب أن تغيير النظام في سوريا "لا يعدّ تلك الصفعة بالحجم الذي يروّج له، للمحور"، مشيراً إلى أن "الجسر البري من إيران عبر سوريا إلى حزب الله، ليس أكثر من عنصر واحد في تحالفات إيران الإقليمية".
وشدّد على أنه "يجب التخلّي عن فكرة أن المحور الذي تقوده إيران هو المصدر الأساس لمشكلات الشرق الأوسط"، معتبراً أن هذا "التشخيص للعنف وعدم الاستقرار في المنطقة لم يكن يوماً دقيقاً"، وأضاف أن ذلك "من المفترض أن يتضح أكثر فأكثر بينما العالم على وشك أن يشهد مشكلات جديدة مرتبطة بمجيء نظام في سوريا لا علاقة له بإيران أو محورها".
واعتبر الكاتب، "أنّ من أبرز أسباب القلق، اليوم، هو طبيعة هيئة تحرير الشام"، واصفاً إياها بأنها "منظّمة راديكالية جــ.ـهادية" كانت تابعة لتنظيم القاعدة، "ولا تزال موضوعة على لائحة الإرهاب التابعة لوزارة الخارجية الأميركية".
"الولايات المتحدة تدرك جيداً مكانة #سوريا في المنطقة لذلك هي لا تريد قيام نظام مواجه لـ"إسرائيل".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 11, 2024
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب #الميادين pic.twitter.com/jcNEiYxBtz
وأشار بيلار إلى أن الهيئة سعت إلى تقديم وجه أكثر براغماتياً واعتـدالاً خلال الفترة الأخيرة، إلا أنه "ليس هناك ما يدعو إلى الاستنتاج بأن ذلك يعكس تحوّلاً حقيقياً في طبيعة الجماعة، بدل أن يكون استراتيجية من أجل كسب الدعم والحد من المعارضة، بينما لا تزال تحاول السيطرة على كامل سوريا".
واعتبر الكاتب أن حركة طالبان في أفغانستان ربما تمثّل حالة مماثلة، إذ إنها "حاولت اعتماد لغة معتـدلة بينما كانت لا تزال تبحث عن اعتراف ودعم دولي، قبل أن تعود إلى ما كانت عليه مع وصولها إلى السلطة".
كذلك تابع المسؤول السابق في الـ"C. I. A" بأنّ نظاماً خاضعاً لسيطرة هيئة تحرير الشام "سيكون بمستوى الاستبداد نفسه الذي كانت عليه أسرة الأسد"، وأردف أنّ "هذا التغيير على مستوى النظام لا يغيّر في ميزان القوّة بين الحكم الديمقراطي وحكم الاستبداد في الشرق الأوسط، لكنّه يجعل نظاماً جهادياً يسيطر على دولة لديها حدود معترف بها، ويمنحه مقعداً في الأمم المتحدة، وهو ما عجز تنظيم داعش حتّى عن تحقيقه".