مركز أميركي: فوز إردوغان سيسرع الانفصال بين واشنطن وأنقرة
خلصت دراسة إلى أنّ الحكومة التركية تسعى لتنفيذ سياسة خارجية عنوانها "تركيا أولاً"، وهي سياسة ستنتج توتراً مع سياسات الولايات المتحدة، في وقت لا يُتوقع أي تغيير كبير في السياسة الخارجية التركية.
أصدر مركز الدراسات الأميركي "War on the Rocks"، اليوم الأربعاء، تعليقاً على الحالة التركية بعد الانتخابات ووضع العلاقة التركية-الأميركية المتوقع، ورأى أنّ فوز إردوغان –الذي يبدو مرجحاً– في جولة إعادة الانتخاب، ستكون له بالتأكيد "تداعيات على علاقة تركيا بالولايات المتحدة الأميركية، إذ عاش البلدان مرحلة الانفصال، وفوز إردوغان سيسرع هذه العملية الجارية على مدى عقود".
وفي كل من الولايات المتحدة وتركيا، تعتقد النخب السياسية والأمنية أن الدولة الأخرى ليست حيوية للسعي لتحقيق مصالحها الأمنية الوطنية. والأهم من ذلك، يعتقد القادة في كلا البلدين أن الآخر يخرّب بشكل حثيث أهدافه وطموحاته الإقليمية، وفق الدراسة.
نتيجةً لذلك، أصبحت العلاقة "مقتصرة على المؤسسات الجامدة، في وقت يرتبط البلدان بمعاهدة تلزمهما بالدفاع عن بعضهما البعض، حتى لو اختلفا حول ما يجب أن يتعهدا به معاً للقتال".
ويكشف انتصار إردوغان الذي يلوح في الأفق، إلى جانب الديناميات السياسية في بلاده، ما كان واضحاً منذ فترة طويلة: "لقد انهارت الركيزتان التاريخيتان للعلاقة الأميركية التركية".
وتضيف الدراسة أن الأولوية الأولى والأساس لسياسة الولايات المتحدة كانت زيادة قوة تركيا، والثانية هي تعميق اندماجها في التحالف الغربي. وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، أصبحت هاتان الركيزتان مجالين للتنافس.
كذلك، تلفت الدراسة إلى أنّ تركيا لن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي. وعليه، سعت بشكل متزايد إلى استخدام موقفها القوي في "الناتو" لأداء دور المعطل. والأهم من ذلك، فإن إردوغان وحكومته أصبحوا يرون الولايات المتحدة عقبة أمام استقلاليتهم الدفاعية، وهم يعملون بشكل حثيث على كسر اعتماد بلادهم على الولايات المتحدة في الواردات الدفاعية.
أخيراً، فإن الولايات المتحدة دعمت وستواصل دعم الفرع المحلي لحزب العمال الكردستاني في سوريا، أي الجماعة المسلحة التي تعهدت واشنطن وأنقرة بالقتال المشترك ضدها.
ويعتقد إردوغان أن الولايات المتحدة وأوروبا في حالة تدهور، وأن تركيا يجب ألا تُخضِع مصالحها لحلفائها التاريخيين. والآن، بينما تسعى حكومته إلى تنفيذ سياسة خارجية عنوانها "تركيا أولاً"، تبين أن هذا الجهد سينتج توتراً مع السياسات الإقليمية والعالمية للولايات المتحدة.
ومع صعود إردوغان مجدداً وترسيخ حكمه، وفق الدراسة، تم شحذ هذه التناقضات وتضخيمها لتحقيق مكاسب انتخابية. ونتيجةً لذلك، لا ينبغي لأحد أن يتوقع أي تغيير كبير في السياسة الخارجية التركية بعد 28 أيار/مايو، إذ ستكون أنقرة براغماتية وملتفتةً إلى الداخل ومدينة بالفضل للأهواء السياسية للنخبة القومية المعادية للولايات المتحدة.