مباحثات سورية - روسية بشأن تركيا على هامش "أستانة 20"
مباحثات سورية - روسية بشأن مسار إنشاء خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا على هامش اجتماعات الجولة العشرين من "مسار أستانة" في العاصمة الكازاخية.
أجرى الوفد السوري برئاسة معاون وزير الخارجية أيمن سوسان، اليوم الثلاثاء، اجتماعات ثنائية مع الوفد الروسي برئاسة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، وذلك على هامش اجتماعات الجولة العشرين من "مسار أستانة" في العاصمة الكازاخية.
وبحث اللقاء مسار إنشاء خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا تُبنى على احترام سيادة الأراضي السورية ووحدتها.
من اجتماع وفد الجمهورية العربية السورية مع وفد #روسيا الاتحادية ضمن أعمال المؤتمر الدولي العشرين حول #سورية بصيغة أستانا
— الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) June 20, 2023
لمتابعة أخبار #سانا على تلغرام📷https://t.co/5w1wBYvspS pic.twitter.com/HuLvLmuGm9
وقال سوسان، خلال الاجتماع، إنّ "الانسحاب التركي من الأراضي السورية يشكل المدخل الوحيد لأي علاقات بين البلدين".
وأضاف معاون وزير الخارجية السوري أنّ "مكافحة الإرهاب لا تتم بانتقائية"، مشدداً على أنّ "ضمان أمن الحدود مسؤولية سورية تركية مشتركة".
وأكد أنّ تصريحات تركيا حول سيادة سوريا تتنافى مع استمرار احتلالها الأراضي السورية، مشيراً إلى أنّ "أي نتائج فعلية في مسار التقارب يجب أن تستند على إقرار تركيا بسحب قواتها من الأراضي السورية".
بوغدانوف يعوّل على عمل بنّاء في اجتماعات "أستانة"
بدوره، قال بوغدانوف إنّه يعول على "عمل بنّاء في عملية اجتماعات أستانة بشأن سوريا التي تتواصل وتتطلب إرادة سياسية من الوفود المشاركة".
وأشار بوغدانوف في تصريح صحافي إلى إجراء فعالية أخرى بصورة متوازية مع الاجتماع الدولي الـ20 بصيغة أستانة، تمثّل بلقاء ممثلي الدول الأربع على مستوى نواب وزراء خارجية سوريا وروسيا وإيران وتركيا.
وبيّن أنّ "تلك عملية مهمة جداً يجب أن تقوم على أساس مبادئ الاحترام المتبادل وسلامة الأراضي ووحدة الدول والسيادة الإقليمية لسوريا وتركيا التي نشأت بينهما قضايا كثيرة خلال السنوات الماضية".
ولفت بوغدانوف إلى أنّ هناك قضايا مهمة أخرى ستجري مناقشتها تتعلق باللاجئين والمسائل الأمنية والوجود الأميركي غير الشرعي والقضايا الإنسانية وغيرها".
وقال: "جرى إدخال قوات أميركية إلى منطقة شرق الفرات في سوريا بذريعة مكافحة الإرهاب"، موضحاً أنّ "هذه المنطقة مهمة بالنسبة إلى سوريا، إذ تحتوي على موارد النفط".
وتابع أنّ "الأميركيين موجودون كذلك في منطقة التنف بصورة غير شرعية، ويدعمون هناك عدداً من المجموعات الانفصالية والإرهابية، وهذا أمر مرفوض بالمطلق، لأنّه يشكل انتهاكاً لسلامة أراضي سوريا.
وأضاف بوغدانوف أنّ "جميع المسائل مترابطة في ما بينها"، موضحاً أنّ "عودة اللاجئين مثلاً تتطلب حل المسائل الاقتصادية وإعمار الاقتصاد والمدن والقرى".
وأردف أنّ ذلك "يتطلب جهوداً جماعية، ونأمل دعم البلدان العربية في ذلك، ولا سيما بعد استئناف مشاركة سوريا في اجتماعات جامعة الدول العربية ومشاركة الرئيس بشار الأسد في قمة جدة"، معرباً عن اعتقاده بأنّها "جوانب مهمة مؤهلة لحل كثير من المشكلات الإنسانية".
وكان وفد الجمهورية العربية السورية قد وصل، مساء أمس الاثنين، إلى العاصمة الكازاخية للمشاركة في الجولة العشرين من "مسار أستانة".
جدول أعمال الجولة الـ20 من مباحثات "أستانة"
وأعلنت وزارة الخارجية في كازاخستان أنّ الجولة العشرين من مباحثات "مسار أستانا" بشأن سوريا ستُعقد يومي 20 و21 حزيران/يونيو الجاري، مشيرةً إلى مشاركة روسيا وإيران وتركيا وسوريا ومراقبين من الأمم المتحدة والأردن ولبنان والعراق.
وقالت الوزارة إنّ الجولة الجديدة ستناقش الوضع في جميع أرجاء سوريا، مضيفةً أنّ "جدول الأعمال يتضمن التغيرات في الوضع الإقليمي بشأن سوريا، والوضع على الأرض، والجهود المبذولة نحو تسوية شاملة، ومكافحة الإرهاب، وإجراءات بناء الثقة، بما في ذلك الإفراج عن الرهان والبحث عن المفقودين".
ويتضمن جدول الأعمال مناقشة "الوضع الإنساني، وعمل المجتمع الدولي لتسهيل استعادة سوريا بعد الصراع، والعمل على تهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم".
وذكر بيان الخارجية الكازاخية أنّ اليوم الأول سيتضمن إجراء "مشاورات رباعية لنواب وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا وسوريا، لبحث العمل على مشروع خريطة طريق لتطبيع العلاقات السورية التركية، إضافة إلى المشاورات الثنائية والثلاثية بين الدول الضامنة لمسار أستانة".
ومن المقرر في اليوم الثاني، وفق البيان، "إجراء مزيد من المشاورات، وجلسة عامة، ومؤتمر صحافي".
يُذكر أنّ البيان الختامي لاجتماع أستانة "19" الذي شارك فيه وفود الدول الضامنة للعملية (روسيا وتركيا وإيران) وممثلون عن الأمم المتحدة والدول المراقبة، أكّد "الحاجة إلى تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بشمالي سوريا".
وأضاف البيان أنّ "الدول الضامنة لمسار أستانة تُعارض مبادرات الحكم الذاتي في شمال شرقي سوريا"، مشدداً على أنّ الأمن والاستقرار في شمال شرقي سوريا لا يمكن أن يتحققا إلا على أساس الحفاظ على سيادة سوريا وسلامة أراضيها.
وكانت محادثات "أستانة" قد بدأت عام 2017 برعاية الدول الضامنة من أجل إيجاد حل للأزمة في سوريا.