مالي: معارك ضارية بين الجيش ومسلحي "داعش" للسيطرة على منطقة حدودية
الجماعات المسلحة المحلية والقوات النظامية في مالي تشنّ هجوماً على مسلحين تابعين لتنظيم "داعش" لاستعادة السيطرة على منطقة أنديرامبوكاني الحدودية مع النيجر.
شنّت جماعات مسلحة محلية والقوات النظامية في مالي هجوماً على مسلحين تابعين لتنظيم "داعش" لاستعادة مدينة على الحدود مع النيجر.
وتعتبر معركة الأيام الماضية للسيطرة على أنديرامبوكاني حيث كان المسلحون ينشطون بحرية، أحد جوانب التدهور الأمني الخطير الذي تحدثت عنه جهات مختلفة حول ميناكا (شمال شرق) وفي المنطقة المضطربة المعروفة باسم المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
وخلال الأيام الماضية، دارت المعارك بين القوات النظامية والجماعات المسلحة المحلية خاصةً "الطوارق"، مع المسلحين التابعين لتنظيم "داعش" للسيطرة على أنديرامبوكاني، لكن من الصعب القول حالياً من تغلب على الأرض، وفق مصادر محلية.
وتحدثت المصادر عن اشتباكات بين المقاتلين، وأيضاً عن وقوع مذابح، مشيرةً إلى أنّ "المدنيين في مرمى النيران، ويٌقتلون للاشتباه في انحيازهم للعدو، ويتعرضون للخطف أو يحرمون من سبل عيشهم بسبب الدمار".
وفي السياق، قال رئيس سلطات ميناكا الموقتة عبد الوهاب آغ أحمد محمد إنّ "جزءاً كبيراً من منطقة ميناكا يخضع الآن لسيطرة المسلحين التابعين لتنظيم داعش".
وأكد مسؤول عسكري أنّ "الدولة تدرك خطورة الوضع في منطقة ميناكا"، مشيراً إلى أنّه "يتم اتخاذ الإجراءات كافة لضمان عدم سقوط المنطقة بأيدي الجهاديين".
وأشار الباحث في منظمة العفو الدولية في مالي عثمان ديالو إلى أنّ الوضع "يعكس الواقع الجديد بشكل جيد". مضيفاً أنّه "على الرغم من إرسال قوات مؤخراً إلى أنديرامبوكاني، فإنّ انسحاب قوة برخان يترك هامش مناورة أكبر لتنظيم داعش الذي مني بهزائم تكتيكية عديدة خلال العامين الماضيين". واعتبر ديالو أنّ "رد الحكومة لا يزال غير متكافئ بعد 3 أشهر من أولى الهجمات".
واقع مأساوي يعيشه الماليون في دائرة أنديرامبوكاني
بدوره، أعلن زعيم حركة إنقاذ "أزواد"، إحدى الجماعات التي تقاتل المسلحين، موسى أغ أشاراتوماني، أنّ "عدة مئات من المدنيين قُتلوا، ونزح ما بين 20 و30 ألف شخص في الفترة الممتدة بين آذار/مارس وأيار/مايو الماضيين".
وفي السياق، أفاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقريره الأخير بأنّ القتال في دائرة أنديرامبوكاني "أسفر بحسب بعض التقارير عن مقتل مئات المدنيين ونهب وإحراق محلات تجارية ومركبات وتخريب شبكات الهاتف". وبحسب تقديراته، تسبب العنف في فرار نحو 32 ألف شخص.
وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنّ الحدود الثلاثة كانت "منطقة ذات أولوية" لعمليات برخان وحلفائها ضد تنظيم "داعش"، مشيراً إلى أنه في هذه المنطقة وفي مناطق أخرى، زاد عدد "الهجمات المحددة الأهداف والعشوائية ضد المدنيين بشكل ملحوظ، وذلك بعد الإعلان عن الانسحاب الوشيك للقوات الدولية".
وبالتزامن، تظاهر العشرات من سكان ميناكا، أمس الإثنين، حاملين لافتات تندد بـ "الصمت أمام مذبحة المدنيين في ميناكا وغاو، وطالبوا بالمساعدة، كما طالبوا الدولة بإعادة نشر قواتها في القطاع.
وتتعرض مالي منذ العام 2012 لهجمات يشنها مسلحون مرتبطون بتنظيمي "القاعدة" و"داعش"، إضافةً إلى مجموعة متنوعة من الميليشيات وقطّاع الطرق.
وتعيش مالي معاناة في ظل العقوبات التي فرضتها دول أخرى في غرب أفريقيا، بسبب ما يُعتقد أنّه تسويف من العسكريين في إعادة الحكم المدني إلى البلاد.