مالي: الجيش يقترب إلى مدينة كيدال الاستراتيجية ويخوض معارك مع المسلحين
عودة الاشتباكات إلى مالي بين الجيش ومسلحين انفصاليين، والجيش يعلن أنه اقترب من مدينة كيدال الاستراتيجية.
اقترب الجيش المالي، اليوم السبت، إلى مدينة كيدال الاستراتيجية، شمالي البلاد، وخاض معارك ضد المسلحين، الأمر الذي قد يكون بداية المعركة المعلنة لاستعادة المدينة، - معقل الانفصاليين -، والتي تشكل اختباراً مهماً للسيادة بالنسبة إلى الدولة المالية.
وقال ضابط مالي: "نحن على بعد عشرات الكيلومترات عن كيدال، ونواصل تقدّمنا لتأمين المنطقة بكاملها".
وأفاد ضابط آخر في غاو (كبرى مدن الشمال) بمعارك بالقرب من معسكر انسحبت منه في الآونة الأخيرة بعثة السلام التابعة للأمم المتحدة ("مينوسما") في كيدال.
وكان الجيش المالي أعلن، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، "بدء تحركات استراتيجية بهدف القضاء على أي تهديد إرهابي في منطقة كيدال".
وتحدث أحد المسؤولين قائلاً: "لقد بدأ القتال، وهناك الكثير من النيران".
وقال مسؤول آخر إنّ "السكان المدنيين يفرون من المدينة"، مضيفاً: "يجب أن نتوقع نزاعاً طويلاً".
وقام المسلحون الانفصاليون، أمس الجمعة، بقطع شبكة الهواتف في مدينة كيدال.
وقبل أيام، نفذ الجيش ضربات جوية في كيدال ضد ما وصفه بأنه "أهداف إرهابية". وقُتل عدد من المدنيين، بينهم أطفال، بحسب سكان ومسلحين، وهو ما نفاه الجيش.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عاد الصراع في شمال مالي مع إعلان الانفصاليين السيطرة على إقليم أزواد. وتجددت المعارك بين الجيش ومتمردين انفصاليين في الشمال.
يُذكر أنّ القادة السابقين لـ"جبهة تنسيق حركات أزواد"، في شمالي مالي، أعلنوا، في وقت سابق، أنّهم في "حالة حرب" مع المجلس العسكري الحاكم في البلاد.
وأصبح شمالي مالي منذ آب/اغسطس مسرحاً لتصعيد بين الأطراف الموجودة هناك (جيش نظامي ومسلحين انفصاليين وجهاديين).
وأدّى انسحاب بعثة الأمم المتحدة، التي دفعت إلى الخروج من جانب المجلس العسكري، الى سباق للسيطرة على هذه المنطقة، مع مطالبة السلطات المركزية بإعادة معسكرات ومعارضة المسلحين ذلك، بينما يعمل المسلحون للاستفادة من هذا الوضع لتعزيز قبضتهم على المنطقة.
وأخلت مينوسما معسكرها في كيدال قبل أن يصل الجيش لتسلّمه. وهذا هو المعسكر الثالث والأخير الذي أخلته "مينوسما" في منطقة كيدال، بعد معسكري تيساليت وأغيلهوك.