مادورو مستقبلاً "الرجل الشجاع" أليكس صعب: انتصرت الحقيقة

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يستقبل الدبلوماسي المفرج عنه من السجون الأميركية أليكس صعب، والحكومة الفنزويلية تشير إلى أنّ حرية صعب دليلُ انتصار دبلوماسية السلام البوليفارية.

  • فنزويلا
    فنزويلي يرفع علماً كتب عليه الحرية لأليكس صعب (أرشيف)

وصف الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، اليوم الأربعاء، إفراج الولايات المتحدة الأميركية عن الدبلوماسي أليكس صعب، بأنّه "انتصار للحقيقة".

وقال مادورو الذي استقبل صعب في القصر الرئاسي في كراكاس: "أريد أن أرحّب بهذا الرجل الشجاع الذي قضى 1280 يوماً من الاحتجاز"، معقباً: "انتصرت الحقيقة".

وشكر مادورو لجنة دولة "بربادوس" على مشاركتهم في إطلاق سراح صعب، وقال عنهم "لقد كانوا جزءً من هذا التبادل الذي تمّ تنفيذه"، موجهاً الشكر لدولة قطر أيضاً ولأميرها على بذلهم الجهود الدبلوماسية في ملف إطلاق سراح صعب.

وأضاف مادورو أنّ "الكراهية أو الفاشية أو الانتقام أو الاضطهاد لن تتمكن من هزيمتنا أبداً"، مردفاً: "يمكننا أن ننتقل نحو مرحلة مختلفة من العلاقات مع الولايات المتحدة، على أمل أن تُساهم في هذا المسار".

ويأتي الإفراج عن صعب خلال عملية تبادل سجناء بين واشنطن وكراكاس أطلق في إطارها سراح نحو عشرين سجيناً بينهم 10 أميركيين.

فنزويلا: صعب يعود إلى وطنه بعد أن كان مختطفاً 

بدورها، أفادت الحكومة الفنزويلية، الأربعاء، بعودة ممثلها الدبلوماسي أليكس صعب إلى وطنه بعد أن كان مختطفاً ظلماً في أحد سجون الولايات المتحدة الأميركية.

وقالت الحكومة في بيان لها إنّ "الشعب الفنزويلي يستقبل بكلّ فخر أليكس صعب بعد أن عانى ثلاث سنوات ونصف السنة من الاحتجاز غير القانوني والمعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة، والمليئة بانتهاك حقوقه الإنسانية واتفاقية فيينا التي تمنحه الحصانة الدبلوماسية".

كما أشارت إلى أنّ أليكس صعب "وقع ضحيّة انتقام الحكومة الأميركية من جهوده الدولية الاستثنائية في حماية الحقوق الاجتماعية لجميع الفنزويليين، في وجه تكثيف التدابير القسرية الانفرادية".

ولفتت إلى أنّ حرية صعب "دليلُ انتصار دبلوماسية السلام البوليفارية وآلاف المبادرات التضامنية التي جرى التعبير عنها في جميع أركان العالم اجتماعياً وفكرياً".

وقدّر البيان شجاعة زوجة أليكس صعب وأولادهما وعائلته ومواقفهم دفاعاً عن كرامتهم، وهم الذين كانوا يرافقونه في كل الأوقات من مراحل قضيته على أمل إطلاق سراحه.

وطالب البيان برفع الظلم والحصار الذي تفرضه إدارة الولايات المتحدة ضد الشعب الفنزويلي بشكلٍ نهائي وفوري وغير مشروط.

من جهته، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه "تم إطلاق سراح 10 أميركيين كانوا محتجزين في فنزويلا وعادوا إلى وطنهم".

واليوم، أفرجت الولايات المتحدة الأميركية، عن رجل الأعمال والدبلوماسي الفنزويلي، أليكس نعيم صعب، مقابل إطلاق سراح 10 أميركيين مسجونين في فنزويلا.

وجرى اعتقال الدبلوماسي الفنزويلي، أليكس صعب الذي كان في مهمةٍ إنسانية، حيث عمل كمبعوثٍ خاص لفنزويلا، في 12 حزيران/يونيو 2020 في الرأس الأخضر.

وقد ندّدت فنزويلا والمنظمات الدولية بقرار تسليمه إلى الولايات المتحدة ووصفته بأنّه عملية اختطاف تمّت بالتواطؤ مع سلطات الرأس الأخضر آنذاك.

وأوضحت الخارجية الفنزويلية، حينها، أن "صعب كان في رحلة إلى إيران بصفته موفداً دبلوماسياً للدولة الفنزويلية، وذلك لتسهيل الحصول على المواد الغذائية بسبب تأثير الإجراءات القسرية أحادية الجانب ضد الإمدادات الغذائية المحلية" التي كانت تؤمنها لجان الإنتاج (CLAP)، وهي آلية للتواصل مع المجتمع وتوزيع الغذاء على أكثر من 7 ملايين أسرة.

من هو أليكس صعب؟

وُلد أليكس صعب، وهو لبناني الأصل، في كولومبيا بعدما هاجر والده "نعيم" إليها مطلع العقد الخامس من القرن الماضي.

تعرّف صعب، من خلال عمله في بيع الجلود، إلى الفنزويلية بيداد كوردوبا، التي كانت مقرّبة من الزعيم الفنزويلي الراحل هيوغو تشافيز، وكانت مكلّفة منه (تشافيز) التوسّط في قضية تبادل الأسرى بين الحكومة الكولومبية والثوّار الكولومبيين اليساريين.

 وهذه العلاقة، مهّدت الطريق أمام صعب للوصول إلى الدائرة الضيّقة المحيطة بتشافيز، الذي دخل المرحلة الأخيرة من الصراع مع المرض حينها.

وبعد وفاة الزعيم هوغو تشافيز، وفي فترة تولي نيكولاس مادورو الحكم في فنزويلا، عزز أليكس صعب شبكة علاقاته مع مسؤولين كبار ومقرّبين من الرئيس الجديد، وبالأخصّ مع سيليا فلوريس، زوجة مادورو.

اقرأ أيضاً: محاكمة أليكس صعب: ذريعة أميركية لابتزاز فنزويلا؟

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك