مؤشر الديمقراطية لعام 2024: تضاؤل شعبية الولايات المتحدة كقوة عالمية في جميع أنحاء العالم
بينما تسعى الولايات المتحدة لترميم صورتها المتدهورة، فإنّ شعبيتها تتقلّص في جميع أنحاء العالم، في مقابل نمو تصورات إيجابية تجاه القوتين المواجهتين لها، روسيا والصين.
بينما تسعى الولايات المتحدة لترميم صورتها، داخلياً وخارجياً، أكدت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أنّ شعبية واشنطن تتقلّص في جميع أنحاء العالم، مرجّحةً أن يؤدي دعمها القوي لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى إلحاق الضرر به أكثر.
وبحسب "مؤشر إدراك الديمقراطية" لعام 2024، الذي أجرته شركة "لاتانا" الإحصائية و"تحالف الديمقراطيات" ونُشر الأربعاء، تتضاءل شعبية الولايات المتحدة كقوة عالمية في جميع أنحاء العالم، وخصوصاً في البلدان ذات الأغلبية المسلمة.
وتناولت "بوليتيكو" نتائج المؤشر، موضحةً أنّه توصّل إلى هذه النتيجة من خلال استطلاع رأي شمل نحو 63 ألف شخص، من 53 دولةً، ولخّص المواقف تجاه الديمقراطية والجغرافيا السياسية واللاعبين ذوي النفوذ العالمي.
ومنذ أوائل عام 2023، تضرّرت سمعة واشنطن الدولية، ولاسيما في الدول الإسلامية، بسبب دعمها الثابت للاحتلال الإسرائيلي في الحرب على غزة.
والآن، تنضمّ دول أوروبية إلى هذا التصوّر تجاه الولايات المتحدة، بحسب الاستطلاع. ووفقاً لكبير الباحثين في "لاتانا"، فريدريك ديفو، فإنّ العديد من دول أوروربا عادت إلى التصورات السلبية تجاه الولايات المتحدة، وذلك للمرة الأولى منذ بداية إدارة الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن.
وأوضح ديفو أنّ هذا الارتفاع والانخفاض، من المواقف السلبية إلى الإيجابية، ومن ثم العودة إلى المواقف السلبية "صارخ بشكل خاص في كل من ألمانيا والنمسا".
وفي مقابل التدهور الذي تعانيه الولايات المتحدة في صورتها، تستمر التصورات الإيجابية عن الصين، في آسيا وشمالي أفريقيا وأميركا اللاتينية، بالنمو، ما يجعل التصوّر العالمي لبكين إيجابياً صافياً، بحسب المؤشر.
كذلك، يبدو أنّ روسيا على الطريق إلى "إعادة بناء صورتها في معظم المناطق التي شملها الاستطلاع، باستثناء أوروبا"، وفقاً للمؤشر، ولاسيما بعد عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، التي رافقتها حملة إعلامية وسياسية، أميركية وغربية، تسعى لتشويه روسيا.
وفي غضون ذلك، بدأت التصدعات تظهر بين شعوب الدول الحليفة للولايات المتحدة في أوروبا الغربية، في حين تكتسب روسيا والصين شعبية في مناطق أخرى.