ليبيا: متظاهرون يحرقون منزل عميد درنة ويطالبون بالمحاسبة بعد الكارثة (فيديو)
بعد الإعصار والسيول التي أودت بحياة أكثر من 11 ألف مواطن، المئات من الليبيين يتظاهرون أمام منزل عميد بلدية درنة ويطالبون بإسقاط مجلس النواب وتوحيد ليبيا.
تظاهر المئات من الليبيين أمام منزل عميد بلدية درنة عبد المنعم الغيثي، وأضرموا النار فيه بعد اتهاماتٍ بالفساد وبإهمال تسبَّب بعدم إجراء الصيانة اللازمة للسدود وانتهى بالكارثة.
وطالب المتظاهرون بإقالة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح.
المتظاهرين يضرمون النار في منزل عميد بلدية #درنة و يحملونه مسؤولية الكارثة . pic.twitter.com/4rQvS6cvsv
— ؏ــﻼء (@Alaabakeermedia) September 18, 2023
ووفقاً لمواقع ليبية، شهدت مناطق وسط مدينة درنة المنكوبة، أمس الاثنين، تظاهرات نظّمها المئات من أهالي المدينة للمطالبة بإسقاط مجلس النواب وتوحيد ليبيا.
وردد المتظاهرون الذين تجمعوا أمام مسجد الصحابة وسط درنة هتافات من بينها: "دم الشهداء ما يمشي هباء"، و"الشعب يريد إسقاط البرلمان" و"ليبيا، ليبيا، ليبيا، ليبيا".
أهل مدينة درنة المنكوبة يقتحمون منزل عميد بلدية درنة عبد المنعم الغيثي ويقومون بإحراقه.. ويطالبون بمحاسبة الجميع. pic.twitter.com/UrQxqNdNQq
— Khalil Elhassi (@ElhasseKhalil) September 18, 2023
تأتي هذه التظاهرات بعد إيقاف الحكومة المُكلّفه من البرلمان عميد بلدية درنة عبد المنعم الغيثي وتكليف نائبه لتسيير البلدية.
وقتل أو فقد 8% من سكان مدينة درنة الليبية من جراء الفيضانات، وكذلك مسح ربع أحيائها من الخريطة، وهو معدّل غير مسبوق لا عربياً، ولا حتّى عالمياً، وفق وكالات. لذا، اعتُبرت هذه الفيضانات "الأسوأ في القرن الـ21".
ويكشف هذا الرقم حجم الكارثة التي وقعت في درنة شمال شرقي ليبيا (1350 كيلومتراً شرق طرابلس)، والتي فاقت مأساة فيضانات "باب الوادي" في الجزائر عام 2001، وحتى فيضانات الهند عام 2013 التي توفي بسببها آلاف البشر.
وأفاد موفد الميادين إلى بنغازي شرقي ليبيا بأنّ مدناً محيطة بدرنة تحتاج إلى المساعدات ومواد الإغاثة، مضيفاً أنّ السلطات السياسية والعسكرية تسابق الزمن للوصول إلى المناطق المنكوبة.
يُشار إلى أنّ منطقة الجبل الأخضر في شرقي ليبيا تعرّضت يومي الأحد والاثنين الأسبوع الماضي لموجاتٍ قاسية من عاصفة دانيال، ما سبّبَ أضراراً بشرية ومادية بالغة في مدن درنة والبيضاء وشحات والمرج وسوسة وتاكنس والبياضة ووردامة وتوكرة.
وفي إثر ذلك، أعلن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي أن هذه المدن "منطقة منكوبة"، مطالباً الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية بتقديم الدعم في جهود الإنقاذ البحري لانتشال الضحايا والمساعدة في إنقاذ الناجين وتأمين الإمدادات الضرورية لهم.
وفي وقتٍ سابق، أفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية بأنّ الفريق المكلف من "حكومة الوحدة الوطنية" قدّر العدد الإجمالي للمباني المتضررة من السيول والفيضانات بنحو 1500 من إجمالي 6142 مبنى في المدنية.
وأوضح الفريق في إحصائية أولية أن عدد المباني المدمّرة بشكل كامل بلغ 891 مبنى، وبشكل جزئي 211، وأنّ نحو 398 مبنى غمره الوحل، وتقدّر المساحة الإجمالية للمنطقة التي غمرتها السيول والفيضانات في درنة بـ6 كيلومترات مربعة.
وبعد أسبوع على الفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة على سواحل شرق ليبيا، تواصل أجهزة الإسعاف الليبية، بمساندة فرق أجنبية، البحث عن آلاف القتلى والمفقودين من جراء الكارثة.
كذلك، تسببت الكارثة بنزوح 40 ألف شخص في شمال شرقي ليبيا، وفق ما أوردت المنظمة الدولية للهجرة.
وأعلنت الأمم المتحدة ارتفاع حصيلة وفيات فيضانات مدينة درنة إلى 11.300. أمّا الـ10.100 الآخرون، فلا يزالون في عداد المفقودين، بالاستناد إلى أرقام الهلال الأحمر الليبي.