لندن قد تطلق آلية تسوية النزاعات مع الاتحاد الأوروبي اثر ملف الصيد

أزمة الصيد البحري بين باريس ولندن تتصاعد، والأخيرة تؤكّد أنها قد تلجأ إلى آلية تسوية النزاعات مع الاتحاد الأوروبي المدرجة في اتفاق بريكست لأول مرة.

  • صيادون فرنسيون على سفينتهم قبالة جزيرة جيرسي البريطانية 6 أيار / مايو 2021 (أ ف ب).
    صيادون فرنسيون على سفينتهم قبالة جزيرة جيرسي البريطانية 6 أيار/مايو 2021 (أ ف ب).

أكّدت بريطانيا اليوم السبت، أنها "لا تستبعد اللجوء إلى آلية تسوية النزاعات مع الاتحاد الأوروبي المدرجة في اتفاق بريكست لأول مرة"، بعدما هددت فرنسا باتّخاذ تدابير تجارية انتقامية على وقع الخلاف بشأن حقوق الصيد. 

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، على هامش قمة مجموعة العشرين في روما حيث سيجتمع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "أعتقد أن الجميع يرغب برؤية تعاون بين الحلفاء الأوروبيين وإيمانويل ماكرون".

وتابع في التصريحات التي تأتي عشية انطلاق أعمال مؤتمر الأطراف "كوب26" في غلاسكو الأحد أنه "أشاطرهم رؤية مشتركة مفادها بأن التغيّر المناخي كارثة للبشرية ولدينا الأدوات اللازمة للتعامل معه".

وتشعر فرنسا بالامتعاض لعدم إصدار بريطانيا وجزر القنال التي تشمل جيرزي وغيرنزى تراخيص للقوارب الفرنسية للصيد في مياهها بعد بريكست. ويحتكم انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي إلى ما أطلق عليه "اتفاق التجارة والتعاون" الذي تتبادل لندن وباريس الاتهامات بانتهاكه. 

ويسمح الاتفاق لبريطانيا أو الاتحاد الأوروبي بإطلاق عملية تسوية النزاعات، والتي لم يتم اختبارها بعد منذ دخل بريكست حيّز التنفيذ بشكل كامل مطلع العام. 

وحذّرت فرنسا من أنه ما لم تتم الموافقة على التراخيص، فستمنع من جانبها القوارب البريطانية من إفراغ حمولتها في الموانئ الفرنسية اعتباراً من الأسبوع المقبل، وستفرض عمليات تفتيش على كافة البضائع القادمة من المملكة المتحدة.

ورأى ماكرون أن "مصداقية" بريطانيا على المحك في ظل النزاع، متهماً لندن بتجاهل اتفاق التجارة والتعاون الذي تمّ التوصّل إليه بعد سنوات من المفاوضات المضنية.

وحذّرت بريطانيا بدورها أمس، من أنها قد تطبّق عمليات تفتيش جديدة تشمل جميع قوارب الصيد التابعة لدول الاتحاد الأوروبي. 

وفي لندن، استدعيت سفيرة فرنسا لدى المملكة المتحدة كاثرين كولونا، الجمعة، في إجراء نادر جداً بين الدولتين الحليفتين. وغادرت السفيرة بدون أيّ تعليق بعد مقابلة في وزارة الخارجية استمرت نحو 20 دقيقة.

وأعربت وزيرة الخارجية، وندي مورتن، عن "خيبة أملها من لهجة المواجهة التي تستخدمها الحكومة الفرنسية باستمرار والتي لا تجعل حل الموقف أكثر سهولة"، وفق التقرير البريطاني.

وتتبادل باريس ولندن الاتهامات بانتهاك الاتفاق التجاري لما بعد "بريكست" والذي تم التوصل اليه نهاية العام الفائت، لجهة رخص الصيد في المياه البريطانية.

وتأخذ فرنسا على بريطانيا إنها منحت عدداً محدوداً من هذه الرخص لسفنها، وهددت باتخاذ إجراءات انتقامية اعتباراً من الثلاثاء المقبل، وتشديد عمليات المراقبة ومنع السفن البريطانية من الرسو في الموانئ الفرنسية.

اخترنا لك