لماذا تستثمر "أمازون" في شركة إسرائيلية؟
صاحب شركة "أمازون"، جيف بيزوس، يقرر تمويل شركة "بيونيك هايف" الإسرائيلية بهدف تطوير تقنية الرجل الآلي القابل للاستخدام في مخازن شركته.
داخل مخازن عملاق التجارة العالمية بالتجزئة "أمازون"، عشرات الآلاف من العمال الذين يعملون على توضيب المنتجات ونقلها من الرفوف وإليها.
وبحسب شهادات العديد من الموظفين السابقين، إنّ العمل في مرافق سلاسل التوريد في "أمازون" يُعد واحداً من الوظائف المرهقة في الولايات المتحدة، كما أن الشركة لا تمتلك سجلاً جيداً في مجال توفير بيئة عمل مريحة.
ولتفادي المزيد من الانتقادات في أوساط نقابات العمال، لجأت أمازون إلى شركة "بيونيك هايف" الإسرائيلية الناشئة، والتي تصنع روبوتات تؤدي أدواراً مختلفة في مرافق سلاسل التوريد، إذ يتولى الروبوت "سكويد" نقل صناديق المنتجات ورفعها إلى مستوى الرفوف أو اختيار المطلوب منها وتسليمه لقسم التوصيل.
ويبدو أنَّ التقنية الإسرائيلية نالت إعجاب جيف بيزوس، صاحب "أمازون" وأحد أغنى أثرياء العالم، فقرر تمويل الشركة بهدف تطوير تقنية الرجل الآلي القابل للاستخدام في مخازن "أمازون".
وفي حين لم يتم الكشف عن حجم الاستثمار في الشركة الإسرائيلية، فإنَّ "أمازون" تدعم العديد من الابتكارات والتقنيات من خلال صندوق خاص للابتكار الصناعي. ويختار الصندوق تمويل المشاريع المناسبة بناءً على الحلول التي تقدمها في مجال الخدمات اللوجستية في الدرجة الأولى.
الشركة الإسرائيلية، ومقرها جنوب الأراضي المحتلة، تركز حالياً على تطوير معايير السلامة في بيئة العمل داخل مخازن "أمازون" في الولايات المتحدة الأميركية.
ولم يتضح ما إذا كانت البيانات الخاصة بزبائن "أمازون" (كعناوين السكن) ستصبح متاحة أمام الشركة الإسرائيلية المعنية بتسليم البضائع بواسطة الروبوتات إلى قسم التوصيل.
ويُتوقع أن تثير صفقة التمويل شكوكاً من الناشطين في مجال حماية الخصوصية في المستقبل القريب، وخصوصاً أن تعاون "أمازون" مع القطاعين العام والخاص في "إسرائيل" يتجاوز أيّ شراكة مماثلة مع أي دولة في العالم.
وتخطّط "أمازون" لبناء خوادم بيانات ضخمة في الأراضي المحتلة لحفظ نسخ عن بيانات زبائنها الذين يعتمدون على خدمة التخزين السحابي حول العالم.
ويبدو أنّ خطط "أمازون" تشمل بناء خوادم البيانات هذه في منشآت ظاهرة فوق الأرض على مساحات واسعة، خلافاً لما جرت العادة عليه بالنسبة إلى خوادم البيانات في "إسرائيل"، حيث يتم عادة بناؤها تحت الأرض.
وتجري حالياً أعمال البناء في مراحل متقدمة في 3 مواقع بين "تل أبيب" والقدس، إذ تُظهر بعض صور الأقمار الصناعية منشأة ضخمة في منطقة صناعية قرب مطار بن غوريون.
واشترطت الحكومة الإسرائيلية أن تحتفظ بنسخة عن كل البيانات المخزنة في منشآت "أمازون" المبنية في الأراضي المحتلة، تحسباً لوقوع كارثة طبيعية أو هجمات صاروخية.