لافروف: روسيا مستعدة لمساعدة أوروبا على تجاوز أزمة الطاقة
موسكو تعرب عن استعدادها لمساعة أوروبا على تجاوز أزمة الطاقة لتحقيق أمن الطاقة الجماعي. يأتي ذلك في ظل أزمة أوروبا مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء.
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن روسيا مستعدة لمساعدة أوروبا على تجاوز أزمة الطاقة، مضيفاً أنه "ومع ذلك هناك ضرورة لخطوات من الاتحاد الأوروبي، والاعتراف بضرورة اتخاذ خطوات من جانبه".
ورأى لافروف، خلال اجتماع مع أعضاء رابطة الشركات الأوروبية في روسيا اليوم الجمعة أنه "يجب أن تتفاعل روسيا والاتحاد الأوروبي بشكل وثيق وممنهج في مجال الطاقة". وأكدّ أنّ "روسيا تريد تحقيق أمن الطاقة الجماعي".
وتابع لافروف أنه "في الوضع الحالي للارتفاع الحاد في أسعار الهيدروكربونات، وخاصة الغاز الطبيعي والكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي، أصبح من الواضح أننا بحاجة إلى التعاون بشكل أوثق وأكثر منهجية في هذا المجال".
وتناول وزير الخارجية الروسي "التيار الشمالي2" و"التيار التركي"، وشدد على أنهما مشروعان من أجل زيادة أمن الطاقة. في أوروبا، وأنه "تمّ تصميمهما في البداية والاتفاق عليهما والموافقة عليهما وتنفيذهما لصالح تنويع مصادر الطاقة، من أجل زيادة أمن الطاقة في القارة الأوروبية".
واعتبر لافروف أنّ اجراءات المفوضية الأوروبية والولايات المتحدة حيال "التيار الشمالي" أحد أسباب أزمة الغاز الحالية في أوروبا.
وشدد وزير الخارجية الروسي على أنه لا يمكن لروسيا زيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا بسرعة دون توقيع عقود.
ويأتي الموقف الروسي، بعد ارتفاع أسعار الغاز بنسبة 25 بالمئة في أوروبا مع تسارع الطلب. وارتفع سعر العقود الآجلة للغاز في أوروبا إلى قيمة قياسية جديدة، وتجاوز للمرة الأولى في التاريخ، 1300 دولاراً لكل ألف متر مكعب، حسب بيانات التداول على منصة "ICE Futures".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفت في وقت سابق إلى وضوح الاضطرابات والمشاكل الموجودة في سوق النفط والغاز الأوروبية، مشدداً على ضرورة التحول بسلاسة إلى مصادر الطاقة البديلة.
هذا ونتج عن ارتفاع أسعار الجملة بشكل جزئي عن زيادة الطلب، لا سيما من آسيا، حيث خرجت الاقتصادات من حالات الإغلاق الناجمة عن وباء فيروس كورونا المستجد، كما أدى الشتاء والربيع الأوروبيان الباردان أيضاً إلى استنفاد المخزونات.
وفي الوقت نفسه، أدّى انخفاض الإنتاج المحلي والظروف الجوية السيئة في الولايات المتحدة وأعمال الصيانة الأساسية إلى خلق سوق غاز غير متوازن، وجعل إعادة تخزين إمدادات الغاز قبل الشتاء القادم أمرا صعبا في جميع أنحاء المنطقة.
وكشفت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أنّ التداعيات الناجمة عن أزمة الطاقة في أوروبا أرسلت موجات جديدة من الصدمات في قطاع الغذاء، وأثّرت على قطاع الغذاء في بريطانيا.
وبحسب تقرير "بلومبرغ" فإنه وبعدما أوقفت مجموعة "أوكادو غروب" للبقالة عبر الإنترنت إمدادات المنتجات المجمدة للعملاء، "حذرت صناعة اللحوم من أنّ الشركات يمكن أن تتوقف عن العمل في غضون أسبوعين بسبب نقص في مواد التصنيع".
أسعار الغاز كانت قد سجلت في 18 أيلول/سبتمبر الماضي، مستويات تاريخية في أوروبا، بعد أن تجاوزت مستوى 1000 دولار لكل 1000 متر مكعب من الغاز. وبلغت أسعار الغاز مستوى 1031.3 لكل 1000 متر مكعب، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله على الإطلاق.
لافروف: مستعدون للتعاون مع الغرب بشأن أفغانستان
وفي سياق آخر، أعرب لافروف عن أن بلاده مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي و"الناتو" بشأن أفغانستان.
وأكد أن بلاده مستعدة للتفاعل مع الغرب بشأن الوضع في أفغانستان، قائلاً: "نحن منفتحون على التعاون مع الولايات المتحدة ومع الاتحاد الأوروبي والناتو. لأنه، في اعتقادي يتعين على دول الناتو بالطبع أن تتحمل نصيباً كبيراً من المسؤولية عن إعادة إعمار أفغانستان".
وأضاف: "إنهم هناك منذ 20 عاماً يبنون دولة لا وجود لها".
لافروف: موسكو تعارض نقل البنية التحتية العسكرية للولايات المتحدة والغرب إلى دول آسيا الوسطى
وأعلن وزير الخارجية الروسي أن موسكو تعارض نقل البنية التحتية العسكرية للولايات المتحدة والغرب من أفغانستان إلى دول آسيا الوسطى.
وقال: "نذكر باستمرار جميع زملائنا الغربيين بأننا ضد نقل البنية التحتية العسكرية من أفغانستان أو وضع بنية تحتية عسكرية جديدة في جمهوريات آسيا الوسطى لكي نتمكن كما يقول الأميركيون من شن ضربات في الأفق".
لافروف أكد أن ذلك سيحول على الفور الدول التي تقدم مثل هذه "الخدمات" إلى هدف للإرهابيين.